أخبار العربية

عفوا فخامة الرئيس !


أن تستضيف المملكة الرئيس اليمني للعلاج فهذا أمر يمكن قبوله وتبريره أما أن يستغل فخامته هذه الاستضافة في سفك دماء المحتجين انطلاقا من شعوره بالأمان وأن الملجأ الحصين متوفر عند الحاجة وفي حال سقوط عرشه فهذا أمر يحتاج إلى وقفة جادة وموقف حازم من قبل الدولة المستضيفة حتى لا يفسر ما يحدث أنه بمباركتها ودعمها وبالتأكيد هذا سوف يسيء لها على الصعيد السياسي وفي مجال حقوق الإنسان ويخلق عدوا جديداً مجاوراً في حال تغير النظام ونجاح الثورة وهذا مرجح .

نحن نعلم والشرفاء في العالم يعلمون أيضاً أن المملكة استضافت الرئيس اليمني لدواعي إنسانية وانطلاقاً من روابط الصداقة والأخوة العربية التي تحتم على العربي الوقوف مع أخيه في السراء والضراء ولكن مثل هذه الأخلاق العربية الأصيلة لا تسمن ولا تغني من جوع إذا لم يتم الأخذ في الاعتبار الحسابات السياسية والأمنية فالصداقة مع الرئيس وسلامته ليست أهم من صداقة شعب أو حياة فئات من الشعب اليمني وليست أهم وأعز من مكانة المملكة وسمعتها وأمنها وهانحن بدأنا نسمع بعض الأصوات اليمنية التي تستنكر صمت المملكة حيال ما يحدث من قتل للمتظاهرين وخاصة أن المتهم الأول في ذلك هو الرئيس المقيم في ضيافتها وأبنه الذي يتزعم قيادة الحرس الجمهوري والذي سوف يلحق به لو خرجت الأمور في اليمن عن سيطرة الحزب الحاكم .

وبناء على هذه الحقائق والمعطيات فإنه لزاماً على المعنيين في المملكة أن ينظروا إلى الوضع بصورة مختلفة وأكثر عمقاً فحسن النوايا في مثل هذه القضايا أو المراهنة على صديق خاسر مراعاةً لما كان وليس ما قد يكون وبدون العمل وفق الحسابات السياسية والأمنية الصحيحة سوف ينعكس سلباً على مستقبل العلاقة بين البلدين فكما هو معلوم اليمن يشكل عمق إستراتيجي للأمن في المملكة ووجود القاعدة وجماعة الحوثيين هناك يزيد الأمور تعقيداً إضافة إلى أن توتر العلاقة يمكن أن يستغل من قبل دول معادية ولديها مشاريع هيمنة في المنطقة لتحقيق أهدافها والنيل من المملكة، وهكذا فإن هذه المعطيات تستلزم موقفاً صريحاً وواضحاً من صانع القرار في المملكة تجاه ما يحدث من مجازر يومية وتحديداً في الفترة الأخيرة والطلب من الرئيس اليمني أن يحترم حق الضيافة وأن لا يقدم على أفعال أو يسمح بحدوث ما يتسبب بالإساءة لسمعة المملكة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وعلى المملكة أن تمارس ضغطاً أكثر على الرئيس وباقي الأطراف لإنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها وإذا رفض الرئيس أو أستمر في قمعه للشعب اليمني الثائر فعليه أن يغادر أرض المملكة ويواجه مصيره هناك مع إفهامه أن لا عودة له مجدداً إلا وفق اتفاق مصالحة تكون المملكة طرفاً فاعلاً فيه وأن لا يكون مطلوباً للمحاكمة اليمنية أو الدولية .