أخبار العربية

خاطبتني صاحبة الفخامة

خاطبتني صاحبة المقام العالي فقالت: يا هذا تأدب في حضرة ذات الفخامة وربيبة المجد والزعامة وطأطأ الهامة حتى لا تحل عليك الطامة وأفسح لي الطريق ولا تضع نفسك وعشيرتك الأقربين والأبعدين في الحريق فقلت لها: أيتها العنقاء الحسناء على رسلك ولا تكوني بلهاء وخاطبينا بما يليق فقالت: دع عنك هذا الغرور والكبرياء ورفقاً بحالك فما أنت إلا رجلٌ من الدهماء أصابته لوثةٌ عمياء فأصبح كالأعمى أو الغريق لا يفرق بين الصبح والمساء وبين العبيد وأبناء الزعماء وظن أنه في العلياء وفارس الهيجاء وسيدٌ في قومه الأذكياء وما هم إلا ثلةٌ من الرعاع الأغبياء فمن تكون غير ذلك؟ فأجبتها: نحن الاستثناء إذا أنعدم الاستثناء ونحن النماء في أرض بلا ماء بل نحن الخضرة في الأرض الجدباء والكثرة الضاربة في البحر والصحراء وغيرنا غُثاء يعلوه غُثاء وخواء في خواء فهنيئاً لكِ يا بنت حواء فقد خُضتِ غمار الفضاء وبلغتِ عنان السماء وعانقتِ نجم الجوزاء فاشكري الرب إن كنتِ من بني يسوع عليه السلام واحمدي الإله إن كنتِ من بني إسلام فقد خاطبتِ رجلاً كُثر حوله الفرح والبكاء وحلت بسببه الظلمة والضياء وأصبح الكل في حضرته في هناء وعناء وفي غيبته في كدر وشقاء فتأدبي أنتِ يا إبنة الزعماء وحاذري في حديثك مع الشرفاء الحكماء فنحن العظماء وحالنا حتماً ليس كحال الفاتنة العذراء سليلة العظماء ،،،