أخبار العربية

أمنية سمو الأمير والمستنكرين لها !

تابعت بشيء من الفخر والأسى الخبر الذي نشرته صحيفة الحياه قبل فترة والمتضمن الإشارة إلى سؤال بريء وجه من قبل تلميذه في المرحلة الإبتدائية إلى الأمير/ خالد الفيصل أمير منطقة مكة حول أسباب عدم إتاحة الفرصة لها ولزميلاتها لممارسة الرياضة في المدارس أسوة بنظرائهن من البنين ، وكانت إجابة الأمير أنه يتمنى أن يتم ذلك بالتنسيق مع وزارة التربية وفي إطارالخصوصية "السعودية"ووعد بالعمل على تحقيقه، وماأثارني للكتابة في هذا الموضوع يتمثل في التعليقات التي لاحظتها لدى البعض والتي جاءت رافضة السؤال ومستنكرة الأمنية وإعتبارها ذلك ليس عفوياً وإنما بيت له في ليل وخطط له بخبث ، وأنا هنا سأتحدث بدايةً عن وجهة نظري في ممارسة الفتاة السعودية للرياضة ومن ثم سأُعرج على هذا الإستنكار والدخول في النوايا.
فأقول أنه من غير المعقول أن يستمر حرمان الفتاه السعودية من ممارسة الرياضة والتي يعلم الجميع مايترتب عليها من نتائج إيجابية وفي كل الأحوال فهذا حق طبيعي لايجوز مصادرته، وخاصة أن المجال متاح للشاب بصوره كاملة.... فماالذي يجيزه لنصف المجتمع ويحرمه على النصف الآخر؟ وإن كان المبرر المحافظة على حياء الفتاة وإبقاءها في منأى عن مايخدش هذا الحياء فهذا المبرر لامعنى له لأن العملية يمكن أن تتم في هذا الإطار والمسألة لاتتجاوز ممارسة الرياضة في مدارس البنات والتي نعلم كم هي "محصنة"حتى من الهواء فمعظمها أشبه بالمعتقلات وخاصة الموجودة داخل الأحياء ، وإذا كان المبرر هو الخوف من التوسع في ذلك وإنشاء أندية نسائية فهذا أيضاً ليس منطقياً لأنها من البديهي سوف تكون مصممه بطريقة آمنة ، وإن كان التخوف من باب خشية إستغلال الفتاة الخروج من المنزل للتبرج والإقدام على تصرفات منافية للأداب فهذا أمر لاعلاقة له بالأندية ثم أنه من الظلم أن يتم حرمان المرأة السعودية من هذا الحق بناءً على إحتمال الإستغلال السيء من قبل البعض حتى على سبيل الإفتراض جدلاً بأن هذا السوء لايحدث إلا في حالة وجود هذه الأندية،وفي إعتقادي أن كل مجال يحتمل الوجه السلبي والإيجابي،ولكن المهم أن يكون في أصله مباحاً،وبالتالي فإن الأمر يتوقف على كيفية التعامل معه، كما أنه من الغريب دائماً في شئوون المرأة أن يتم رفض المباح بداعي الخوف مما يحتمل حدوثه مستقبلاً من تجاوزات قد تحدث في أي وقت وتحت أي ظروف ، وكأن لسان حال الرافضين يردد المثل المصري الشهير(الباب اللي يجيلك منه الريح سده وأستريح) ويبدوأن جماعتنا أغلقوا كافة الأبواب من قبيل الحيطه والحذرالشديدين ، ولا أريد أن أنسب حالة الرفض إلى الغلو في "باب سد الذرائع" فهو أعدل من ذلك وقد سبق التعرض لسوء العمل بمقتضى هذه القاعدة الفقهية في مقال خاص بعمل المرأة وهو من ضمن المقالات المنشورة في هذه المدونة .
وعوداً على بدء فإن أمنية الأمير هي أمنية الكثير من فئات المجتمع وإن لم يكن الأمر كذلك فالمسأله ليست إلزامية فمن ترغب فهذا حقها ومن لاترغب فهذا شأنها فلا مشكلة في الحالتين ، أما بالنسبه للمستنكرين فهذا دأبهم مع كل مستحدث وقد أعتادوا على إختلاق العوائق وإيجاد المبررات الواهية للوقوف أمام أي تطوير أو إصلاح ، وتحديداً فيما يتعلق بشئوون المرأة لكن مايزيد الأمورتعقيداً هو هذا التشكيك المتكرر والدخول في النوايا حتى في الأمور المباحة ، وإن كان المقصود هو أن القصة متعمدة وليست عفوية فهذا أيضاً لايجعلنا نسيء الظن في هدف من طلب من تلميذة الإبتدائي توجيه السؤال لسمو الأمير فربما تكون والدتها أو إحدى مدرساتها وهذا يعني أن ذلك هاجس الكبار قبل الصغار وأن هناك تذمر حقيقي بسبب هذا المنع الذي تقف خلفه عقلية ذكورية رجعية ، أما إن كان التشكيك تجاوزإلى درجة إعتبارالأميرمهندس هذه القصة وهذا مالمسته بوضوح من الإستنكار فإنني أعتقد أن سموه أكبر بكثير من القصة والرافضين لها والمشككين في نوايا أطرافها وبصرف النظر عن كل ذلك ...يحق لنا أن نتسائل لماذا هذا الأسلوب المشكك في كل واقعة مختلف بشأنها وهذه المبالغة والدخول في النوايا ؟ هل نسي هؤلاء المتشدقون بإتباع ماورد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة من أحكام سامية أن من ضمن ماورد أيضاً النهي عن سوء الظن ؟ فقد قال سبحانه { ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ....} ويحق لنا كذلك أن نستنكر هذه الهيمنة الفكرية لفئة من الناس أغلبية كانت أو أقلية فبما أن المطلوب ليس فيه مايخالف الشرع وهناك من يود الحصول عليه بإعتباره حقاً أو حرية شخصية فإن من الواجب إقراره دون إنتظار موافقة الجميع وهناك شواهد حدثت سابقاً في مجتمعنا كتعليم البنات والذي لو أنتظر صاحب القرار موافقة المعترضين لتأخرت حركة التعليم والتنمية في المملكة فالمرأة رافد هام من روافد التنمية وهو حتى الآن للأسف لم يستثمر بالشكل الصحيح .
وفي هذا السياق نتمنى ياسمو الأمير أن تتابع تحقيق هذه الأمنية وإن كنا نعلم مشاغلك الجسام ، ولكن كما يقال وعد الحر دين عليه ومثلك إذا وعد أوفى فهذا عهدنا بك منذ أن عرفناك بإنجازاتك العظام حيثما حللت .

الشاعر ناصر الفراعنه وقصيدة البيارق

التعليقات الخاصه بأرباب الإعلام والفكر ـــ شهادات ذات قيمه عاليه وهي محل تقديري وإعتزازي


قد لا يحتاج الكاتب الكبير والمتألق دائما الاستاذ/فهد الفراج الى تعليق منى على ما يكتب ، فكلنا يعلم ان الأستاذ/ فهد الفراج قامة فكرية وثقافية وإعلامية كبيرة ، لذا أرى ان من الصعب أن أكتب مؤيدة أو معارضة أو مشجعة فمثله لا يحتاج إلى هكذا تعليق ، ولكنى هنا أود أن أسجل إحساسى بالفرح كون الفراج دخل إلى عالم الانترنيت هذا العالم الذى يحتاج منا وبشدة إلى الحضور الواعى والمؤثر والفاعل أمثال الكاتب والاعلامى/ فهد الفراج وقد كنت على الدوام ومنذ دخولى عالم الإنترنيت منذ ثمان سنوات مضت أقول ولازلت أن تلك الساحة وهذا الفضاء الرائع يحتاج منا الى تواجد جاد ...يترك بصمة وأثرا على الساحة بعيدا عن فكرة التواجد لمجرد التواجد... وهائنذا أجد أمنياتى تتحقق وحلمى الجميل قد أصبح حقيقة تسير على قدمين من خلال هذا الحضور القوى للفراج ـــ هدايه درويش ناشر ورئيسة تحرير صحيفة كل الوطن الالكترونيةhttp://www.kolalwatn
............................................................
اخي العزيز فهد - بصدق أعتبر مدونتك واجهة اعلامية مطلوبة خاصة وهي تصدر عبر عقلية متفتحة وو قفت على ذلك من خلال معرفتي بك واجدها فرصة لتقديم التحية لهذا الجهد الذي اعرف انه يحتاج للكثير من الوقت - وقد توقفت امام العديد من الموضوعات ومن ذلك دور الثقافة المحلية في احتضان الأفكار المتطرفة وتقنين الأحكام القضائية بين الرفض والقبول واهداف الأرتقاء بمستوى الوعي الإجتماعي وكذا ضوابط المدونه - وماارجوه ان نجد الإلتزام من كل المتعاملين مع الشبكة لصالح مجتمعهم بعيدا عن مانراه من تجاوزات من البعض - تحياتي لك ومن معك-اعانكم الله خالدالحسيني - تربوي واعلامي مكةالمكرمة kh7199@hotmail.com
............................................................
بعد إطلاعي على مواضيع المدونه تبين لي أنك تستحق هذا الثناء والمديح فأنت أهل له ـــ إستمر وفقك الله ـــ سلوى حجازي / معدة برامج
...........................................................

اعلامي رائع و قلم ينبض وطنية
همه و اهتمامه معاناته وطنه وابنائه
نقد هادف و رؤية واضحه و فكر واسع دمج الثقافة و الواقع و خرج بما لم يستطع الآخرين القيام به
الف شكر لهذا الموقع والف دعوة بأن يوفقك ويحميك
اخوك
ياسر المعارك
اعلامي وصحافي جريدة الجزيرة
..........................................................
هذا المقال فقط يجعلنا نحكم على جدية هذه المدونة ونعرف من خلاله كيف يفكر المدون فهد الفراج والذي أجزم أن طبيعة عمله هي التي حالت بينه وبين تواجده بقوة على الساحة الإعلامية فمن تصفحي السريع لعدد من المقالات المنشورة في هذه المدونة شعرت أنني أمام شخصية إعلامية مختلفة وقادرة على الإبداع المتجدد فهنيئاً لنا به وبمدونته التي بالتأكيد سوف نسعد بزيارتها بين فترة وأخرى .
سعد الغامدي ـــ إعلامي ومنتج برامج تلفزيونية
..........................................................
أخي الفاضل الأستاذ/فهد الفراج حفظه الله أبارك لكم هذه الخطوة المتميزة في جعل ما حباكم الله به من قدرة على اختيار الموضوعات ثم صياغتها بأجمل أسلوب وأمتعه مشاعاً لعامة القراء عبر الشبكة العنكبوتية ، لقد استمتعت بقراءة بعض من مقالتكم ، وسعدت كثيراً بقراءة التعليقات جميعها تقريباً .
بحق بداية جميلة ، والكلمة المكتوبة أقوى وأمضى وأرسخ من الكلمة المنطوقة ، فإن قيل في الأخيرة الألسن مغارف القلوب ، فماذا يمكن أن يقال عن الأولى (الكلمة المكتوبة) التي تبقى على مر السنين والأيام ، فإذا أُضيف لها سهولة نشرها ، وذيوعها في الآفاق خلال أقل من ثانية ، فماذا عسانا أن نقول؟ دعائي لكم بالتوفيق والسداد ، وأنتم لستم كاتباً بل مفكراً حباه الله القدرة ليصوغ فكرته عبر الكلمات المكتوبة.
اسأل الله المولى عز وجل أن ينفع بكم وبقلمكم وغيرتكم على صالح البلد وأمنه ورخاءه ، وتقبل فائق تقديري واحترامي .
د.عبدالله سلمان الفراج ـــ أكاديمي وإعلامي .






اليوم الوطني تواصل بين الماضي المجيد والحاضر الزاهر


في الثالث والعشرين لشهر سبتمبر من كل عام تحتفل المملكه بيومها الوطني وهو اليوم الذي أعلن فيه عن تأسيس هذا الكيان الشامخ على يد المغفور له الملك عبدالعزيز ( طيب الله ثراه ) وإنه ليوم مشهود حيث يعبر عن أهمية الحدث وعظمة الرجال الذين سطروا بدمائهم ملحمة بطولية بكل المقاييس أذهلت العالم أجمع وكانت مثالا رائعا ونموذجا مشرفا يدل دلاله أكيدة على المعدن الأصيل لهذا الشعب العظيم الضاربة جذوره في عمق التاريخ والحقيقة أن كل سعودي في هذا اليوم يجب أن يكون مزهوا بالماضي المجيد ومفاخرا بالحاضر الزاهر ومتطلعا بكل ثقة وإقتدار إلى مستقبل مشرق فالبناء الذي وضع لبناته الأولى الآباء والأجداد سيتمه بعون الله الأبناء والأحفاد يحدوهم الأمل ويدفعهم الإصرار والعزيمة النابعة من حبهم وإخلاصهم لهذا الوطن العزيز وكلنا نعلم أن حكام هذه البلاد واصلوا مسيرة الموحد منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك/عبد العزيز وحتى يومنا هذا الذي ننعم فيه بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ــ حفظهما الله ــ حيث تعيش مملكتنا الفتيه نهضة حضارية في شتى المجالات سواء التنموية أو التعليمية أو الصحية وغير ذلك مما يساهم في رقي الإنسان السعودي وتطوير قدراته ليتسنى له بناء وطن متماسك تتوفر فيه كل معطيات الحضارة الإنسانية بما يتوافق مع مبادىء الشريعة الإسلامية السمحاء التي هي دستور هذه البلاد والنهج الذي دأبت على الإلتزام به وتطبيق تعاليمه بصورة صحيحه منذ عهد موحدها وباني نهضتها ، وبصفتي أحد منسوبي وزارة الداخلية فإن هذه المناسبة تعني لي ولزملائي العاملين في المجال الأمني الشيء الكثير وترمز إلى معاني ذات مغزى خاص وذلك للنقلة النوعية التي حققتها كافة القطاعات الأمنيه على إختلاف تخصصاتها وعلى إمتداد مسيرة البناء والتوحيد حيث حظيت هذه القطاعات بالعناية الفائقة والإهتمام الكبير من لدن الدولة رعاها الله ، وخير شاهد على ذلك الحالة الأمنية التي نستضل بضلالها والتي تأتي كنتيجة طبيعية لرعاية الدولة وتوفيرها الإمكانات اللازمة البشرية والمادية للنهوض بمستوى الأمن ، والجميع يعلم الحالة التي كانت تعيشها شبه الجزيرة العربية في فترة ماقبل التوحيد حيث كانت القبائل تتناحر فيما بينها لأتفه الأسباب والقوي يفتك بالضعيف دون رادع من دولة أو سلطان ، وهكذا فإن الصورة تكون واضحة لحجم التطور والإنجازات التي طرأت على الصعيد الأمني والتي مازالت تتوالى وتتواصل بأساليب جديدة تتناسب مع روح العصر وتواكب مايحدث فيه من مستجدات وذلك بفضل من الله ثم بالدعم اللامحدود والتوجيهات الحكيمة من مقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز ـــ وزير الداخلية ، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير / أحمد بن عبدالعزيز ، والمتابعة المستمرة من لدن مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذين لا يألون جهدا في الإشراف على سير العمل الأمني وتقديم المتطلبات الضرورية لتحسين أداء العاملين بهذه المهمة السامية والإرتقاء به إلى المستوى المأمول الذي يضمن الأمن والسلامة للمواطن والمقيم على حد سواء ، والحقيقة إن الإحتفال باليوم الوطني أمر في غاية الأهمية نظرا لما يتضمنه من إشارة واضحة إلى حقبة تاريخية مضيئة ومرحلة مشرقة بالإضافة إلى أن ذلك فيه تواصل بين الماضي بأصالته وعراقته والحاضر بتألقه وشموخه ، وتعريف لجيل الشباب بالجهود التي بذلت لتأمين حياة كريمة لهم ، ومايجب التأكيد عليه في هذا السياق أن الإحتفال باليوم الوطني لهذا العام والذي سبقه جاء مميزا من حيث إعتبار هذا اليوم إجازة رسمية تبرز فيه مظاهر الإحتفال بصورة شعبية يشارك في فعالياتها كافة فئات المجتمع بدء" من طلاب المراحل التعليمية الأولى وحتى طلاب الجامعات وموظفي الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة ، كما تزداد أهمية هذا الإحتفال نظرا للظروف الأمنية الراهنة والبالغة الحساسية حيث لابد من تكريس مفهوم الوحدة الوطنية من خلال هذا الإحتفال وتفنيد مزاعم المتربصين بهذا الوطن وأهله سوء" وكشف أباطيلهم وزيف ما يدعون .
وفي الختام أرفع أسمى أيات التهاني وأصدق التبريكات إلى مقام مولاي خادم الشريفين وولي عهده الأمين وصاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشئون الأمنية وجميع أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الوفي بهذه المناسبة السعيدة ، ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد ولاة أمرها ويديم عزهم ويسدد على درب الخير والنصر خطاهم وأن يتمكن المخلصون من العمل الجاد المثمر الذي من شأنه تحقيق التنمية الشاملة والوصول بهذا الوطن المعطاء إلى مصاف الدول المتقدمة .

المقال أعلاه نشر في صحيفة الوطن بالعدد ( 2548 ) وتاريخ 9/9/1428ه .

إنشاء مستشفيات في المدن الرئيسيه يخفف الضغط على مستشفى قوى الأمن

تناولت في مقال سابق نشر في إحدى الصحف المحليه معاناة مراجعي مستشفى قوى الأمن مع المواعيد ومايتكبدونه من مشقه بالغه غير مبرره ، وكنت أشير آنذاك إلى طوابير رجال الأمن وهم يتزاحمون ويتسابقون بعد وقوفهم ساعات في إنتظار بدء عمل موظفي المواعيد لمنحهم الرقم الذي يتيح لهم فرصة الحصول على موعد مع الطبيب المختص ، ومع ذلك فإن بعض رجال الأمن وبعد هذا الجهد والإرهاق وبالرغم من أن بعضهم من خارج منطقة الرياض لايتمكن من نيل مراده ، وذكرت أن مثل هذا الإجراء في الحصول على المواعيد ومايسبقه ومايترتب عليه من مشاعر سلبيه لدى المشمولين بخدمات هذا المستشفى ليس أمرا إيجابيا في كل الأحوال ويزداد سوءا في الضروف الراهنه والتي يجب أن توفر فيها كل الخدمات اللازمه لراحة رجال الأمن الذين يقدمون أعمالا جليله للوطن ويخوضون حربا ضروسا لمكافحة الإرهاب ومواجهة أعداء الدين ، وأكدت في هذا المقال على أن هذا الإجراء يجب أن يتغير كي تتماشى الأمور مع ماتقدمه الدوله حفظها الله من عنايه ورعايه شامله لكافة شرائح المجتمع ، وقد أقتنع المعنيون بهذا الإجراء فيما بعد بسلبيته واستبدلوه بتخصيص رقم هاتفي لحجز المواعيد وحسب معلوماتي المتواضعه فإن عدد الخطوط المخصصه لذلك خمسون خطا ، ويعمل على هذه الخدمه إن جاز تسميتها كذلك عشرة موظفين وأيا يكن الوضع فإن بقاء طالب الخدمه مايقارب ثلاث ساعات وهو يلح بالإتصال دون مجيب وعند فتح الخط يكون وقت حجز المواعيد قد أنتهى أمر غير مقبول على الإطلاق حيث إن هذه الخدمه وإن كانت أفضل من الإجراء السابق في الإطار الشكلي إلا أن المعاناة والمشقة سيان ، ومن ثم فإن المطلوب زيادة عدد الموظفين والوقت المتاح لحجز المواعيد بما يتناسب مع كثافة طالبي الخدمه وآلا يكون الحجز فقط في اليوم نفسه أو اليوم الذي يليه وإنما في الأيام والأسابيع والأشهر القادمه بالإضافه إلى متابعة المكلفين بالرد على الإتصالات لضمان عدم إشغال الخطوط الهاتفيه بما ليس له علاقه بالخدمه والإقتصار فقط على الهدف الأساسي لإيجادها ، ومع ذلك فنحن لانعلق الكثير على هذه الخدمه أيا كانت الإمكانات كما نلتمس بعض العذر لإدارة المستشفى ، حيث إن هذا الصرح الطبي يخدم منسوبي وزارة الداخليه والتي يتبع لها العديد من القطاعات الأمنية الكبيرة الحجم وذات الأفرع المنتشرة في مختلف مناطق المملكه ، وبالتالي فإن الحاجه ماسه لإيجاد حلول جذريه من قبل الخدمات الطبيه في الوزارة أهمها إنشاء مستشفيات في المدن الرئيسيه ، ومن المناسب جدا تطوير المراكز الصحية الحالية مثل مركز صحي الأمن العام وذلك من خلال زيادة عدد التخصصات واستحداث أقسام نسائيه ، وأيضا إنشاء مراكز صحيه في مديريات القطاعات الأمنيه الأخرى وفق هذه الآليه ، وذلك من أجل تخفيف العبء على المستشفى الرئيسي والإرتقاء بجودة الخدمه ، كما أن ذلك من شأنه اختصار الوقت الذي يبذله منسوبو هذه القطاعات في الحصول على المواعيد الطبية لهم ولذويهم وقطع المسافات الطويله للوصول لهذا المستشفى والإستفاده من خدماته ، وبالإضافه إلى ذلك فإن هذا التطوير سوف ينعكس إيجابا على معدل إنتاجيتهم وبالتأكيد على أوضاعهم الماديه التي تستنزفها المنشآت الطبيه الخاصه وبدون توفير الخدمه اللازمة ، وفي هذا السياق أتوجه بالشكر الجزيل لكل من يقدم لنا الخدمة من موظفي المستشفى بطريقة مغايرة للآلية المعتمدة والخاصة بالإتصال الهاتفي ولو لم يكن الأمر كذلك لما أستفدنا من خدمات هذا المستشفى والذي أيضا لانلجأ إليه إلا في حالات الضرورة .
المقال أعلاه نشر في صحيفة الوطن بالعدد (2970 ) وتاريخ 18/11/1429ه .

مهرجان الجنادريه وشهداء الوطن


تشهد العاصمه السعوديه هذه الأيام تظاهره ثقافيه تتكرر إقامتها سنويا ونعني بذلك مهرجان الجنادريه الذي هو بحق إحتفاليه رائعه تحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات وترمز إلى الوحده والتلاحم اللذان يميزان هذا البلد العظيم كما أن من شأن هذه التظاهره أن تسهم في الحفاظ على الهويه الوطنيه لأبناءه وتعريفهم بالتاريخ المجيد للرعيل الأول من الأباء والأجداد الذين بنوا هذا الوطن بتضحياتهم الجسام ، إضافة إلى مايقام على هامش هذا المهرجان من فعاليات تنسجم مع روح العصر وتحدث حراكا ثقافيا وأدبيا مميزا ، ولذلك فإن هذه التضاهره الثقافيه تحسب للقائمين عليها إبتداء من صاحب الفكره وصولا إلى الداعمين والمنفذين فلهم منا كل التقدير والثناء على هذا الجهد وهذا الإنجاز ، والحقيقه أن هناك الكثير مما يمكن التطرق له بشأن هذا المهرجان سواء كان ذلك على صعيد الإشاده أو الملاحظات البناءه التي تهدف إلى تطوير فعالياته والتي نعلم علم اليقين أنها لاتخفى على القائمين على هذا المهرجان وأنها محل عنايتهم وإهتمامهم ، ولكن ماأود التأكيد عليه في هذا السياق يتعلق بالمستجدات الأمنيه التي طرأت على الساحه المحليه خلال السنوات الأخيره ، فمع تقديرنا الكامل للخطوه التي أنتهجها المشرفون على هذا الجناح من حيث تسيير قافله تحمل صور الشهداء إلا أنه من المناسب أن تتضمن هذه التضاهره عرض تلفزيوني لأسماء وصور الشهداء من رجال الأمن الذين أستشهدوا في العمليات الأمنيه الخاصه بمكافحة الإرهاب ، وأن يصاحب هذا العرض أوبريت غنائي أعد خصيصا للإشاده بهذه الكوكبه المضيئه من حماة الوطن الذين بذلوا في سبيل الذود عنه أرواحهم ودمائهم الزكيه، وأن يتزامن مع ذلك عرض للصور التي تبين آثار التدمير والتفجير التي تعرضت له بعض المنشآت الحكوميه والمجمعات السكنيه في عدد من مدن المملكه التي طالتها يد الغدر والعدوان من قبل عناصر الإجرام وخفافيش الظلام والتي يجب أن يكون بموازاتها عرض تلفزيوني آخر يبرز قوة رجال الأمن ويظهر إنجازاتهم وبطولاتهم على صعيد القبض هذه العناصر أو تصفيتهم وأيضا ماتم ضبطه من أسلحه ومتفجرات ، ومن الأجدر أن يحرص جناح وزارة الداخليه على توضيح ذلك من خلال المعارض الأمنيه التابعه له وفقا لهذه الرؤيه ، وفي إعتقادي أن ذلك سوف يمنح هذا المهرجان طابعا إنسانيا يضفي عليه المزيد من التألق والإبداع ويكسبه الإهتمام الجماهيري المنشود ، وفي الوقت ذاته فإن مثل هذا العمل الفني سوف يوجه رسائل غايه في الأهميه في عدة إتجاهات وعلى مختلف الأصعده ، وماسبق لايقلل من الجهود والإجراءات التي أتخذتها وزارة الداخليه على صعيد تكريم الشهداء وتقديم الدعم والرعايه اللازمه لذويهم وإنما يأتي إستكمالا لهذه الجهود وإبرازا لها في مناسبه ثقافيه تحظى بمكانه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .
المقال أعلاه نشر في صحيفة الوطن بالعدد (2723) وتاريخ 6/3/1429ه.

يادكتور الهاشمي هل قدمت محاضرا أم محرضا ؟


في الوقت الذي يسعى فيه أهل الحل والعقد والعقلاء وأصحاب الفكر المستنير إلى نشر ثقافة الاعتدال والوسطية والاحتكام إلى المنطق، ونحن في المملكة في أمس الحاجة لمثل ذلك نظراً للمستجدات على الساحة الأمنية والاحداث الإرهابية المؤسفة التي شهدتها المملكة في الآونة الأخيرة، نجد في المقابل فريقاً آخر يغذي ثقافة التطرف ويكرِّس المفاهيم الخاطئة، ومن هذا المنطلق أخذت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على عاتقها مشكورة مسئولية العمل على مواجهة هذا الفريق من خلال عقد الدورات والحلقات والندوات العلمية التي تحث على التعامل مع الآخر على أساس الاحترام المتبادل والحوار العقلاني والفهم الصحيح والايجابي، وبناءً على ذلك عقدت الحلقة العلمية الخاصة بالاعلام الأمني ودورة في تصحيح المفاهيم وقد نجحت الجامعه في إختيار المواضيع التي تضمنتها وإدارة فعاليات الحلقة حتى حفل الختام، ولكن من الملاحظات التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار هي أن بعض المحاضرين العرب بدلا من أن يعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة وهو الهدف الذي عقدت من أجله الحلقة ساهم في تكريسها وتعميقها دون أن يكون مضطراً لذلك فهناك العديد من الأمثلة التي يمكن أن يستشهد بها، وقد تمثل ذلك جلياً في أول أيام انعقاد هذه الحلقة عندما تطرق الدكتور محمد الهاشمي مدير عام قناة المستقلة إلى تصريح الرئيس الأمريكي حول الفاشية الإسلامية حيث اعتبر ذلك هجوماً على الإسلام واتهاماً له بالفاشية، وأن هذا ينم عن عداء متأصل للمسلمين والحقيقة إن هذا الرأي هو تحريف واضح فالرئيس الأمريكي لم يقل "الإسلام الفاشي" وانما قال المسلمين الفاشيين وهو لا يعني بذلك عامة المسلمين لانه كان يتحدث عن خطر الإرهاب الذي يواجه الولايات المتحدة والذي يتبناه فئة من المسلمين وبالتالي فهو يشير إلى المخططين والممولين والمنفذين للعمليات الإرهابية وهؤلاء تنطبق عليهم كافة المسميات والتوصيفات المشينة فإن كانوا في نظر الرئيس الأمريكي فاشيون فهم في نظرنا (فئة ضالة) و(إرهابيون) و(قتلة) و(مارقون) (وسفاكون للدماء) و(خوارج العصر)॥ الخ، ومن المفارقات أن يصدر هذا الرأي في حلقة علمية من أهم أهدافها تسمية الأشياء بمسمياتها الفعلية وبدون تأويلات واضافات أو اجتهادات وتفسيرات انفعالية غير دقيقة، ولا أدري ان كان هذا الرأي يعبر بصراحة عن وجهة نظر صاحبه أو انه ركوب لموجة تجييش المشاعر وكسب تعاطف عامة الناس للحصول على مكاسب معينة، وفي الحالتين فمثل هذا الرأي غير مناسب على الاطلاق مع احترامنا لصاحبه وذلك لأن بيئتنا الإسلامية والعربية على وجه التحديد تعاني من الفهم الخاطئ والتصورات المسبقة من قبل بعض أفرادها تجاه الآخر وتشهد نتيجة لذلك حوادث إرهابية مؤسفة، والتساؤل الذي أود أن أسمع اجابته من قبل الذين أغضبهم هذا التصريح يتمحور حول أسباب هذا الغضب غير المبرر من وجهة نظري، ولماذا يتم تفسير كل ما يصدر عن الآخر في اطار من الريبة والشك الذي يستعدي هذا الآخر بل ويقدم صورة سلبية عن العقلية العربية والإسلامية ثم إذا لم يكن هؤلاء الإرهابيون فاشيون فماذا يكونون، وهل هم رسل سلام، والأمر الأهم لماذا ظهرت مثل هذه العبارات في الوقت الحاضر، ولماذا أصبحت الشبهات تحوم حول المسلمين في المطارات ومحطات السفر وما إلى ذلك.. أليست التصرفات الصادرة من بعض أبناء المسلمين هي السبب الرئيسي في وجود هذه الشبهات وحدوث المضايقات بين فترة واخرى، والغريب أن الدكتور الهاشمي عندما تمت مناقشته في دلالات التصريح الأمريكي والمعنى الذي كان يشير اليه استمر في مكابرته واتهمنا بالدفاع عن الرئيس الأمريكي، ولعمري أن هذا أسلوب إقصائي ولا يتوافق مع دعواته التي يكررها كثيراً في برامجه والتي تنادي بحرية الرأي واحترام الرأي الآخر، وعندما شعر بأنه وقع في الفهم الخاطئ الذي جاء يحاضر من أجل تصحيحه قال لماذا يذكر الإسلام عند الحديث عن الإرهابين من المسلمين مستشهداً بما يقدم عليه بعض أصحاب الديانات الاخرى وخص المسيحية تحديداً، مؤكداً انهم مهما ارتكبوا من جرائم فلا تتم الاشارة إلى الدين المسيحي لا من بعيد أو قريب، والاجابة على هذا الطرح السطحي والذي يفترض آلا يصدر من أي شخص يعتبر نفسه مثقفاً يتمثل في أن مرتكبي هذه الجرائم لا يقدمون عليها تحت شعار الدين المسيحي، وبالصورة التي ينتهجها من يرفع راية قتال اليهود والصليبين والذين أيضاً يساوون بيننا وبينهم في ذلك فهؤلاء يتحدثون بإسم الإسلام والمسلمين عموماً، كما أن ورود كلمة "الإسلاميين" في التصريح الآنف الذكر كانت ضرورية لتحديد المقصود بهؤلاء الإرهابيين، وهم بالفعل ينتمون إلى الأمة الإسلامية وإن خالفت أفعالهم تعاليم الدين الإسلامي، وقد يقول أحدهم أنه قال "الفاشية" والجواب أن المعنى واحد، ومن بين ما تطرق له الهاشمي إقدام الولايات المتحدة على قتل المدنيين في العراق والبلاد الإسلامية الاخرى للمقارنة بين عدد المدنيين الذين قتلتهم القوات الأمريكية والذين قتلهم (الإسلاميون الفاشيون) ولا أدري ان كانت هذه محاولة للتقليل من خطر الإرهاب وهو يعلم أن هذا الخطر يستهدف أيضاً المسلمين الذين يبدو انه لم يضع لهم اعتباراً في مقارنته متناسياً أيضاً أن هؤلاء الفاشيون لا يملكون القوة الكافية لمزيد من القتل والتدمير، فإذا كان هذا حالهم وهم لا يملكون هذه القوة فكيف يكون حالهم لو توفرت لديهم، واياً كان أيهما فاق الآخر فإن ما أقدمت عليه القوات الأمريكية هو بالتأكيد مرفوض ولكن تتحمل مسئولية جزء كبير منه مافيا (الإرهاب المتأسلم) والسياسات الرعناء وغير الحكيمة لبعض من ابتليت بهم الأمة العربية والإسلامية من قادة وزعماء قتلوا من شعوبهم أو تسببوا في ذلك أكثر مما قُتل على أيدي هذه القوات، والجميع يعلم كيف كانت الولايات المتحدة وكيف أصبحت بفضل انجازات هذه "المافيا المجاهدة"، كما انهم لا يقتلون بأسم دين المسيح ولا يتباهون بقتل المدنيين فهم على الأقل يؤكدون دائماً محاولتهم تلافي ذلك، ويأسفون لوقوع ضحايا مدنيين، كما أن اخطاءهم الفادحة وفضائحهم الأخلاقية أثناء الحرب والإحتلال يتم نشرها من قبل وسائل إعلامهم، ولا تواجه بالنفي والإنكار وإنما يتم التحقيق فيها ومحاسبة المتورطين فيها، وإن إختلفنا مع حجم ونوعية العقوبة المترتبة على ذلك، وفي المقابل نجد أن "الفاشيين الإسلاميين يفاخرون بذبح المدنيين ويهللون ويرددون (الله أكبر) كثيراً عند الإقدام على نحر الأبرياء من المدنيين فهل يتساوى الفريقان هيهات.. وأنا هنا لا أحاول رسم صورة وردية عن الولايات المتحدة أو أقدم لها الذرائع والمبررات ولكن أحاول تشخيص الحالة وأبين أن هناك إزدواجية في الطرح وكيل بمكالين، وعدم نقد الذات كما ينبغي للوصول إلى حلول عملية لمشاكلنا الثقافية مع الآخر، اضافة إلى أننا نطلب من هذا الآخر ما لا نتقيد نحن به، كما أننا نبالغ ونضخم أخطاءه ولا نضعها في سياقها وفي الوقت نفسه نتجاهل أخطاءنا أو نختلق لها المبررات ونلبسها ثوب الإسلام، وقد قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
المقال أعلاه نشر في صحيفة الرياض بالعدد (14021) وتاريخ 22/10/1427ه.

إحتفالية اليوم الوطني تحتاج إلى تفعيل في المدارس الأهليه


أشرت في مطلع مقال نشر في هذه الصحيفة في يوم الجمعة الموافق 9/9/1428هـ وذلك بمناسبة اليوم الوطني بأن هذا اليوم يعبر عن حدث تاريخي هام وملحمة بطولية أذهلت العالم أجمع، وتحدثت في خاتمة المقال عن التغيير الذي طرأ على الاحتفال باليوم الوطني لهذا العام والذي سبقه والمتمثل باعتباره هذا اليوم إجازة رسمية لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة، وتطرقت إلى ضرورة أن تتجلى في هذا اليوم الوحدة الحقيقية بين كافة فئات المجتمع لتكون بمثابة الإعلان الصريح للولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء، وبذلك تسقط كل الدعاوى المشككة والأقاويل المرجفة التي يرددها أصحاب النوايا السيئة والأهداف الخبيثة، وقد كانت آمالي كبيرة في ما يمكن أن يتم خلال الاحتفال باليوم الوطني وتحديداً في كيفية تعامل وسائل الإعلام مع هذا الحدث الكبير من حيث التغطية البرامجية، وأيضاً الأنشطة والفعاليات التي من المناسب أن تقيمها المدارس، ولكن ومع بالغ الأسى والأسف لم يكن الواقع الفعلي بحجم هذه التطلعات فلم نشاهد برامج تلفزيونية تتوازى مع القيمة التاريخية لهذا اليوم، وأعني بذلك البرامج التي تتضمن مواد تحكي للجيل الحاضر عظمة الرجال الذين ناضلوا وجاهدوا وانتصروا على زمر الشر والظلام فكونوا دولة الخير والنور والعدل والسلام، أما المدارس وخاصة الأهلية منها فلم تعر هذه المناسبة أي اهتمام باستثناء البعض منها ولم يرقى هذا الاهتمام إلى المستوى المطلوب.
ومما يؤكد ذلك وقد أحدث أثراً سلبياً في نفسي أنني توجهت بولدي إلى المدرسة الأهلية التي يدرسان فيها وهما مازالا في المرحلة الابتدائية وكنت قد شرحت لهما بشكل مبسط ماهية اليوم الوطني وسيرة مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك /عبدالعزيز آل سعود "طيب الله ثراه" وقد دخلا إلى المدرسة يرتديان القبعة الخضراء ، وازدانت ثيابهما بصورة المليك وولي عهده" حفظهما الله" أما الأعلام والوشاح فقد أستأذنتهما بتركها في السيارة، وأبلغتهما بكل ثقة ويقين بأن الأساتذة سيتحدثون لهما عن هذا اليوم وماذا يعني ثم انصرفت، وعند عودتي من العمل سألتهما عن مظاهر الاحتفال في المدرسة أو أي دلالة على عيد الوحدة والسيادة والشموخ فكانت الإجابة بالنفي المطلق إلا أن أحدهما ذكر لي بأن الأستاذ طلب من التلاميذ الذين أحضروا أعلام الوطن بألا يصطحبوها معهم في اليوم التالي، وهذا الطلب مقبول وبديهي ولا اعترض عليه لو خالطه أو سبقه أو تلاه أي حديث عن اليوم الوطني، وفي مقابل ذلك أخبرتني ابنتي التي تدرس في الصف الثاني الابتدائي في إحدى المدارس الحكومية بأن المعلمة رددت معهن بعض الأناشيد الوطنية أي أن الحال أفضل بقليل مما سبق، والسبب من وجهة نظري أن معلمي المدرسة الأهلية لا ينتمون لهذا الوطن، ويفتقدون المشاعر التي تخالج أحاسيسنا ولهم في ذلك العذر، ونحن نتفهم هذا الأمر ولكن أين كانت إدارة المدرسة ذات الهوية السعودية والتي حسب علمي أنها لابد أن تكون تلقت تعليمات من وزارة التربية والتعليم لإحياء هذه المناسبة بالرغم من أن مثل هذا الأمر لا يتطلب إي تعليمات فهو شعور وطني من الأحرى أن يتمتع به الجميع، وبناءً على المعطيات السالفة فإن هذا الاحتفال على ما فيه من إيجابية فإنه يحتاج إلى مزيد من الإثراء والتفعيل حتى يحقق الهدف المنشود منه، وفي هذا السياق قد يقول قائل أن المظاهر الاحتفالية التي تمت كافية وهنا قد يكون ذلك صحيح لو كان اليوم الذي تأسست فيه المملكة يوماً عادياً تحقق بضربة حظ أو عن طريق الصدفة وبدون عناء أو مشقة، ولكن هذا اليوم كان نتاج تضحيات جسام وأعمال بطولية هي بحق وسام شرف على صدر كل مواطن سعودي وترتب عليها بناء وطن من العدم، وطن يحوي في جنباته كل مظاهر التطور الإنساني، وهكذا لزاماً على المخلصين من أبناء المملكة أن يحتفلوا بيوم الخلاص ويوم النصر ويوم العز والكبرياء يوم ولادة هذا الوطن المترامي الأطراف والكبير بإنجازات رجاله الأفذاذ الأشاوس احتفالاً يليق شكلاً ومضموناً بعظمة هذا اليوم ومكانة الرجال الذين لولا همتهم وبسالتهم وحنكتهم بعد عون المولى عز وجل لما تهيأ لنا أن ننعم بما نحن فيه من أمن وأمان ورغد في العيش ورخاء وازدهار، فإلى الأمام يا وطن العز والفخار يا وطناً ترخص في سبيله كل التضحيات- نقسم بمن كرمك بالحرمين الشريفين وحباك بالخيرات بأن نذود عن أرضك وسماءك وبحارك بالغالي والنفيس ونحتفل بأيامك مرددين عشت يا موطني فخراً للمسلمين، ورفرفت رايتك عالية خفاقة على مر السنين وعاش المليك للعلم والوطن.

المقال أعلاه نشر في صحيفة الوطن بالعدد (2558) وتاريخ 19/9/1428ه.

طاش (عمل جميل) في زمن التستر والمحسوبيات


كثر الحديث في هذه الأيام حول ما تعرض له المسلسل التلفزيوني "طاش ما طاش" من قضايا والأسلوب الذي انتهجه لنقد بعض الممارسات الخاطئة في المجتمع، وجرى اتهام المسلسل والعاملين فيه بأنهم يتعمدون وبدون وجه حق النيل من "رجال الدين" كما جاز لهم تسميتهم وأن المسلسل بذلك تجاوز الخطوط الحمراء في الإساءة للملتزمين ومؤسسات دينية معينة وأنه يفتقر للموضوعية في الطرح ويتعمد المبالغة والتجريح، وأن المسلسل تجاهل مواضيع وقضايا أخرى، وفي هذا السياق كنت في مناسبة إفطار عند أحد الأصدقاء الذين تأثروا بهذه الاتهامات وباركوها، وقد ذكرت أن المسلسل تعرض للكثير من الجهات الحكومية والأمنية، ووجه سهام النقد لمعظم أجهزة الدولة وبذات الأسلوب فهذا ديدنه في رصد التجاوزات والسلبيات بهدف تسليط الضوء عليها، ومع ذلك يتم التعامل حيال هذا النقد والذي كان حاداً وقاسياً في كثير من الأحيان بهدوء ولم يتم توجيه الاتهامات للقائمين على المسلسل ولم يتعرض أبطاله للهجوم اللاذع، وبينت أيضاً أن مساحة الحرية للمسلسل في نقد السلوكيات والممارسات السيئة لمنسوبي الجهات ذات الطابع الديني محدودة جداً، وأن ذلك لا يتم إلا في إطار وقائع حدثت وليست من بنات أفكار معدي حلقات المسلسل أو أبطاله مثلما يحدث مع الجهات الأخرى.
وأثناء هذا الحديث الساخن والمتشعب والذي خرج عن مساره الصحيح إلى ذكر مآثر هذه الجهات التي تناولها المسلسل بالنقد وبيان إيجابياتها ومالها من دور بناء في حماية الفضيلة والأخلاق والتصدي للكثير من الجرائم والمفاسد حتى إنه تم تجاهل ما تقوم به الجهات الأمنية وأنه أقل بمراحل مما تضطلع به هذه الجهات وهذا حتماً لا أساس له من الصحة ولا يستند للواقع بأي صلة كما أن إيجابيات هذه الجهات واجب شرعي ووطني لا فضل فيه لأحد ولا منة وليست بأي حال من الأحوال مبرراً لتكرار وقوع الأخطاء وعدم الاعتراف بها والرفض المطلق لأي نقد بشأنها.. أقول أثناء ذلك خرج أحدهم عن صمته وأخذ يهاجم رجال الأمن بأسلوب التعميم الذي اتهم المسلسل باتباعه مع الجهات التي يرفض توجيه النقد لها ثم قال لي مدعياً معرفة ما لا أعرفه "خليك في الجرايد" يا لها من تهمة لا يعي قائلها معناها.
ومما سبق أود أن أقول : على المرء إن كان لديه رأي مبني على فكر وثقافة متعمقة في الأمور أن لا يبوح به إلا بوجود من لديهم درجة معقولة من الثقافة والمنطق السليم حتى وإن اختلفوا معه فإن هذا لا يضيره.
وقد يستفيد من هذا الاختلاف كما أن الموضوع مدار النقاش لن يتشعب إلى نقاط وجوانب متفق عليها، بالإضافة إلى أنه سوف يكون في منأى عن الاتهامات والتلميحات والادعاءات والتأويلات التي يثيرها الطرف الآخر لتغطية فشله وعجزه عن مقارعة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق، أما بالنسبة لمسلسل طاش ما طاش والجرأة التي تميز بها خلال هذا العام فهي محط كل التقدير والاعتزاز وهذا لا يعني عدم وجود ملاحظات على مستوى العمل من الناحية الفنية ونحو ذلك، ولو أن الذين هاجموا طاش ما طاش هاجموا أيضاً غيره من مسلسلات متعللين بما تتضمنه من مشاهد قد لا تتوافق مع قيمنا الاجتماعية والدينية لهان الأمر وأصبح مقبولاً أما أن يتم التركيز على هذا المسلسل المحلي وأن تصدر الفتاوى بتحريمه وحث الناس للدعاء على المشاركين فيه، فإن ذلك يثير الكثير من علامات الاستفهام والدهشة ويدل دلالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض أن الهدف من هذا الهجوم هو محاولة بائسة ويائسة لبقاء كل من يرتدي عباءة الإسلام بعيداً عن النقد وفي إطار من التنويه عن كل خطأ وإن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا "المعصوم" قد وقع في ما يقع به الآخرون فإنه يجب ألا يتم كشف ذلك أمام الرأي العام بدعوى أن هذا الأمر ينال من مكانة أهل التقى والصلاح ويساهم في تشويه العمل الذي يقومون به وأن من يقدم على هذا النقد ليس إلا حاقد ويهدف إلى تعطيل هذا العمل النبيل، ولا أدري لماذا يكيل هؤلاء بمكيالين ولا يعممون هذه النظرة القاصرة والسطحية عندما يتعرض المسلسل لأخطاء مختلف الجهات وكافة فئات المجتمع، وفي اعتقادي أن هؤلاء قسمان الأول لديه مصالح يريد الحفاظ عليها، ويأمل في السيطرة على عقول الناس وتوجيهها وفق الأيدلوجيات التي يراها ويؤمن بها، ويستخدم في سبيل ذلك فرض الرأي الواحد ورفض الرأي الآخر، وعدم إتاحة المجال لهذا الرأي سواء في السر أو العلن لأنه لا يمتلك البراهين الكافية والقاطعة للدفاع عن هذا الرأي الواحد والتي تجعله يستطيع الصمود في وجه أي رأي مخالف وهذا بالتأكيد سوف يفقدهم الكثير من مكانة حصلوا عليها في غياب أي رأي مضاد وفي ظل ظروف تاريخية كان صوتهم فيها هو الأقوى مما جعل رأيهم يظهر وكأنه رأي الأغلبية، ومن وجهة نظري المتواضعة أنه لو أتيح المجال لكافة الآراء المتابينة بدرجة متساوية لتغيرت كفة الميزان ولخفت حدة التوتر والريبة تجاه هذه الآراء ولكان بالإمكان تقبلها وإن لم يتم الاتفاق معها، ولن يتهم أصحابها بالخيانة والفسق أو التعدي على ثوابت الدين وقيم المجتمع، أما القسم الآخر من الذين ينادون بعدم نقد منسوبي الجهات السالفة الذكر فهم متأثرون بالتيار الأول وأسرى لرغبات أصحابه وليس لهم رأي واضح أو فهم صحيح لخلفيات هذه الرغبات وأهدافها الحقيقية وبالتالي فمن الأجدر والأحرى عدم مناقشتهم أو الدخول معهم في حوار عقيم لا جدوى منه.
وفي الختام نقول للقائمين على طاش ما طاش استمروا وبارك الله في جهودكم ولا تأخذكم في الحق لومة لائم وكلنا أمل في أن يكون النقد شاملاً لكافة السلوكيات غير المقبولة شرعاً وقانوناً، وأن نخلع عن وجوهنا الأقنعة المزيفة التي نرتديها ونخدع فيها أنفسنا قبل أن نخدع الآخرين، كما نتمنى أن تتناول الصحف المحلية بذات الجرأة أخطاء الجهات التي أحاطت نفسها بسور حصين من السرية، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن طبيعة الأعمال الكوميدية الساخرة تتطلب استخدام أسلوب المبالغة في الطرح، ولكن المهم وجود المشكلة المعالجة درامياً وبنسبة تستحق هذا التناول وهذا لا يعني بالتأكيد التعميم وليس بالضرورة أن تكون القضية المطروحة ظاهرة حتى يتم التعرض لها، وإلى الأمام يا طاش ما طاش رغم أنف أصحاب النظرة الضيقة والاعتبارات الشخصية فقد ولى عصر الوصاية.
المقال أعلاه نشر في صحيفة الرياض بالعدد (13998) وتاريخ 29/9/1427ه.

رعاكم المولى ياأسود الأمن وحماة الوطن



بين فترة وأخرى تتوالى الإنجازات الأمنية المتميزة لرجال الأمن البواسل الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء وقدموا للعالم أجمع نموذجاً فريداً في مكافحة الإرهاب من حيث التصدي لعناصر الشر وقوى الظلام ومحاصرتهم في أوكارهم المشبوهة ومن ثم وأد مخططاتهم الدنيئة في مهدها وقبل أن ترى النور، وقد تحقق ذلك من خلال ملاحقة سريعة لفلول الجماعات الإجرامية مما جعلها في حالة من الإرباك وعدم التركيز حتى أصبحت تتساقط تحت واقع الضربات الحديدية والقاضية لأسود الوطن وحماة العرين، وقد كان أحدث هذه الضربات المباركة القبض قبل بضعة أشهر على مجموعة إرهابية كانت تخطط للقيام بأعمال قتل وتخريب تستهدف أمن الوطن وسلامة المواطن والمقيم ثم ما أعلنت عنه وزارة الداخلية مؤخراً من القبض على مجموعة أخرى تعمل على جمع الأموال بطرق غير شرعية وما تلا ذلك من اكتشاف رسالة إلكترونية تأتي في هذا الإطار لأحد رموز الظلال ودعاة الفتنة في ما يسمى "تنظيم القاعدة" فكان ذلك بحق إنجازاً أمنياً ووطنياً يستحق الإشادة والتقدير فبعد فترة طويلة من الهدوء وبالرغم من توقف الأعمال الإرهابية ولله الحمد، وشعور الجميع بأنه لا شيء من ذلك في الأفق وبأنه ليس هناك ما ينذر بوقوع أي خطر إلا أن رجال الأمن كانوا بالمرصاد لهؤلاء الخونة الجبناء فأعينهم يقظة لا تنام وسواعدهم الفتية دائماً على الزناد وأفئدتهم مفعمة بالحب والولاء لهذا الوطن الكبير بعطاءاته والشامخ بإنجازات المخلصين من أبنائه، ومن الطبيعي أن هذه الإنجازات المتتابعة وهذا الاستعداد العالي لرجال الأمن لم يأت بضربة حظ أو بمحض الصدفة وإنما هو نتاج بديهي لعناية شاملة من لدن الدولة رعاها الله حيث وفرت كافة الإمكانات وسخرت مختلف الموارد البشرية والمادية للأجهزة الأمنية حتى تتمكن من أداء مهامها على الوجه الأكمل، وأيضاً ثمرة للدعم المتواصل والتوجيهات الحكيمة والمتابعة الدؤوبة من مقام وزارة الداخلية، وبالرغم مما حظي به هؤلاء الأشاوس من تكريم معنوي ومادي واضح وملموس أشرنا له في مقال سابق نشر بالعدد 2723 من "الوطن" إلا أن هناك الكثير من فئات المجتمع لا تعلم حجم هذا التكريم حيث لم يتم إبرازه إعلامياً بالقدر المناسب وفي اعتقادي أن هذا الأمر ضروري لاعتبارات عدة، ومن هنا أرى أن يصار إلى تخليد ذكرى شهداء الحق وتكريم الذين تعرضوا للإصابة وكل من كان له دور بطولي واضح أثناء المواجهات الأمنية مع العناصر الإرهابية من خلال إقامة مناسبة احتفالية في مقر نادي ضباط قوى الأمن الداخلي تحت شعار "يوم الوفاء لرجل الأمن" يحضرها المسؤولون في القطاعات الأمنية وممثلو وسائل الإعلام وأصحاب الفضيلة العلماء ومندوبون عن الجهات الحكومية والأهلية المختلفة وبالتأكيد ذوو الشهداء بحيث تتضمن هذه المناسبة إلقاء كلمات تأبينية وإشادة بدور هؤلاء الرجال في الذود عن حياض هذا الوطن وحماية مقدراته، ومنحهم شهادات التقدير والأنواط والأوسمة العسكرية اللازمة مع بيان ما تم تقديمه سابقاً من حوافز مادية ومعنوية، وأن يصاحب فعاليات هذا الاحتفال فيلم وثائقي للأحداث الإرهابية التي تعرضت لها المملكة والإنجازات الأمنية التي تحققت بموازاة ذلك، وأن يتم نصب لوحة شرف دائمة بأسماء وصور الشهداء،وختاماً لا يسعني إلا أن أقول طوبى لهذا الوطن وهنيئاً له برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وتحية إجلال وإكبار للأبطال من رجال الأمن سواء الذين استشهدوا في ميادين العزة والشرف أو الذين ما زالوا يسطرون بإقدامهم وبراعتهم دروساً تحتذى في دقة الإنجاز الأمني وتميزه .
المقال أعلاه نشر في صحيفة الوطن بالعدد(2738) وتاريخ 21/3/1429ه وكان بعنوان "جهود رجال الأمن تحتاج لمزيد من الإعلام" .

بوركت سواعدكم يارجال الأمن

تحية تقدير وإجلال وإكبار تحية معطرة بالفخر والإعتزاز نهديها بكل شموخ وكبرياء إلى منسوبي قوات الطوارئ وقوات الأمن الخاصة ضباطاً وأفراداً هؤلاء الرجال الذين أثبتوا بكل جدارة واقتدار أنهم بحق رجال المهمات الصعبة وحماة الوطن وعيونه الساهرة الذين يضحون بأعز ما يملك الإنسان فهم يقدمون أرواحهم ودماءهم في سبيل ان يبقى هذا الوطن العزيز آمناً مستقراً، ويعيش كل مواطن ومقيم على أرضه المباركة حياة تسودها الطمأنينة وتعمها السكينة والهدوء، وبصفتي احد منسوبي وزارة الداخلية فإنني أشعر بالغبطة والسرور حيث إن هؤلاء الرجال الأشاوس ينتمون أيضاً إلى هذا الجهاز الكبير بحجمه ومهامه والمتشعب بأفرعه وإداراته والعظيم بماحققه من إنجازات على صعيد حفظ الأمن والضبط الجنائي والتصدي للجريمة بمختلف انواعها، وهكذا يجب ان يكون شعور كل رجل امن وكل مواطن سعودي فما يقوم به هؤلاء الأسود بمثابة وسام شرف على صدر كل مواطن يعتز بانتمائه لهذا الوطن المعطاء الذي يرتقي بهامته الى السماء، ويشهد الله ان ما سبق ليس إطراءً أو مجاملة لكائن من كان فحب الوطن أهم وأكبر من كل الكبار، وهؤلاء البواسل علمونا كيف يكون حب الوطن وكيف تكون عظمة التضحية فلله درهم وبوركت سواعدهم وشلت أيادي «القتلة» الخارجين على القانون الذين يسعون في الأرض فساداً ويتربصون بالإسلام وأهله الشر والسوء، وفي هذا السياق لابد من الإشادة بمنسوبي المباحث العامة وتحديداً الذين كان لهم دور رئيسي في تتبع آثار الجماعات الإجرامية الحاقدة ومعرفة البؤر التي تتواجد فيها ورصد المعلومات الضرورية عن أعضائها، والحقيقة أن ما دفعني للكتابة هو إعجابي بالإنجازات التي أصبحت حديث كل الناس والمتمثلة في تحديد بؤر هذه الخلايا الإرهابية ومداهمتها في أوكارها المشبوهة وقد برز ذلك بشكل واضح وملموس في الآونة الأخيرة، وبكل تأكيد فإن هذه الإنجازات لم تأت من فراغ وإنما بفضل الله تعالى ثم نتيجة حتمية للعناية الفائقة التي أولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب، وأيضاً التوجيهات الحكيمة والدعم اللامحدود لمقام سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، والاهتمام المتواصل من لدن سمو نائبه والمتابعة المستمرة والإشراف المباشر من قبل سمو المساعد للشؤون الأمنية بالإضافة إلى حرص قادة القطاعات الامنية على الالتزام بهذه التوجيهات والعمل بما يتوافق والإمكانات والدعم الذي حظيت به هذه القطاعات والذي تجلى بصور شتى سواء" على صعيد التجهيزات والآليات التي توفرت لهذه القطاعات أو الحوافز والإمتيازات المادية التي منحت لمنسوبيها، وفي اعتقادي أن جميع رجال الأمن لن يتوانوا في الدفاع عن أمن هذا الوطن وحمايته من كل عابث وخائن لدينه ووطنه حتى في حالة عدم منحهم هذه المميزات لأن ذلك يمليه الانتماء الوطني وشرف المسؤولية الأمنية وفي المقام الأول الواجب الشرعي، والحقيقة إن هذا الدعم السخي يدل دلالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض أن الدولة رعاها الله عازمة بقوة على إجتثاث الإرهاب من جذوره، وحريصة كل الحرص على تكريم رجال الأمن الذين يساهمون بشكل أو بآخر في محاربة هذه الجرثومة السرطانيه.
المقال أعلاه نشر في صحيفة الرياض بالعدد (13962) وتاريخ 22/8/1427ه.

حقيقة المؤامرة و المتاجرين بالإسلام


لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة على الإسلام، وأعني هنا المؤامرة المنظمة والموجهة والتي تأتي وفق سياسات واستراتيجيات محددة، ويحيكها فقط غير المسلمين، أما بالنسبة للمواقف والأقوال الفردية فهي من وجهة نظري تعبر عن آراء شخصية ناتجة عن سوء فهم أو ردة فعل أو نابعة من أحقاد في نفوس أصحابها، وهذه أمور موجوده لدى جميع الأطراف وإن أختلفت نسبتها من مجتمع لآخر، وإن كان المقصود بهذه المؤامرة سعي الآخر لإحداث تأثير في ثقافة الأمة الإسلامية والهيمنة على ثرواتها فهذه هي طبيعة الحياه البشرية فالأمم والدول القوية تحاول دائما الحفاظ على قوتها من خلال فرض سيطرتها وحضارتها على الشعوب الأقل قوة ونفوذاً ، وهذا الأمر يحدث في كثير من الأحيان تلقائياً على الصعيد الثقافي والحضاري نظراً للتمايز الحاصل بين الحضارات وقدرة البعض منها على التأثير أكثر ، أما على صعيد الهيمنة على الثروات فهو نتيجة لإختلال موازين القوى فالدول القوية تستطيع أن تفرض شروطها ، ويتم ذلك أحيانا كثيره بناء"على رغبة الدول الضعيفة إقتصادياً أوعسكرياً لتحقيق مصالح خاصه بها ، ولضمان حياة آمنة ومستقرة ، وحماية نفسها من دول أخرى مستبدة لاتؤمن بالمصالح المشتركة أوحق الآخرين في العيش بسلام ، ولاغرابة في ذلك فالتاريخ القديم والحديث حافل بالعديد من الأمثلة والشواهد التي تؤكد هذا النهج لدى كافة شعوب الأرض التي سادت في مرحلة معينة من الزمن ، وإن إختلفت الأساليب والوسائل والمبررات لتحقيق هذه الهيمنة في كل مرحلة ولدى أي من هذه الشعوب ،
وفي اعتقادي أن الحضارة الإسلامية المدونة في كتب التاريخ الإسلامي لم تخرج عن هذا الإطار، ولكن الذي يثير فينا الدهشة هو أن يحدث عكس ذلك بحيث تحاول الفئة الأضعف والأقل عدداً وعدة قلب المعادلة، وتوجيه العالم أجمع بالقوة والإكراه لتبني آرائها وقناعاتها التي تتعارض وروح العصر، وبأساليب لا تتوافق مع المرحلة الحالية وبصورة تفتقد الحد الأدنى من المنطق، وقد يقول البعض إن المؤامرة التي يؤمنون بها تتمثل في رغبة الدول الكبرى في إضعاف العالم الإسلامي وتقسيمه وتشويه صورة الإسلام، ومنعه من الانتشار، والحقيقة أنه لو صح ذلك فالمحرك الأساسي لهذه الرغبة المزعومة يكمن في الممارسات والسلوكيات غير الأخلاقية والتي تتنافى مع أبسط معاني الإنسانية فضلاً عن أنها مخالفة صريحة لقيم ومبادئ الدين الإسلامي والتي للأسف أقدم عليها فئة من أبناء المسلمين تحت ذرائع ومسوغات مختلفة، وفي هذا السياق ولكي أدلل على ما سبق أود أن أعود للاتهامات والحملة الشرسة التي شنتها أوساط ودوائر معينة في الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب أحداث أحد عشر سبتمبر، وكان من بينها أن مناهجنا التعليمية الدينية تحث على العنف، وأن هناك بعض الجمعيات الخيرية متورطة في تقديم دعم مادي لبعض الجهات التي ترعى الإرهاب وفي وقتها كانت الردود تتسم بالنفي المطلق لجميع هذه الاتهامات وأن الخمسة عشر سعودياً لا يمثلون الشعب السعودي ولا يعبرون بأي حال من الأحوال عن قيم وأخلاق المسلمين كما أن ثقافتنا ومناهجنا بريئة براءة الذئب من دم يوسف مما ارتكبه هؤلاء، ولكن إذا أردنا أن نتحدث بصراحة فكلنا نعلم بأن المشكلة ليست فقط في الذين أقدموا على هذه الجريمة البشعة وإنما في الكثير من المؤيدين والمتعاطفين والمبررين رغم أن قتل النساء والأطفال والأبرياء أمر لا يمكن أن يبرره عقل أو منطق فكيف بمن ينتمون إلى دين سماوي هو خاتم الديانات وكافة أحكامه وتشريعاته قائمة على التسامح والتآلف والرحمة وتدعو إلى السلام والعدالة، ومع الوقت أدركنا أن هذا الإرهاب الذي باركه بعضنا وبرره البعض الآخر ونفينا جميعاً صفته عنا أصبح يحيط بنا ويتربص غير عابىء بوطنية أو أخوة إسلامية أو روابط القربى والدم واكتشفنا أن المنفذين للعمليات الإرهابية والمنضوين تحت لوائها يتجاوز عددهم الخمسة عشر ناهيك عن المساندين والمحرضين، ومن ثم توالت المفاجآت والتي أظهرت بوضوح أن هؤلاء الإرهابيين استخدموا كافة الوسائل واستغلوا أسماء جمعيات خيرية لتمويل بعض نشاطاتهم، والحقيقة إنني كنت آمل أن مثل ذلك من شأنه أن يساهم في خلق بيئة واعية لا يمكن مستقبلاً أن تنساق خلف شعارات زائفة أو يسهل تعبئتها، وتوجيه قناعاتها والتلاعب بمشاعر أفرادها من خلال استثمار الجانب الديني والقيم الاجتماعية النبيلة وذلك من باب رب ضارة نافعة ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ولكن تبخر الأمل وأصبح سراباً، وتمثل هذا الأمر جلياً في شباب توجهوا إلى بلاد الرافدين والتي لا ينقصها الرجال وتم استغلالهم هناك أسوأ استغلال ويكفي أن نسبة كبيرة منهم نفذوا عمليات انتحارية والبعض منهم تركت جثثهم في الشوارع والأزقة تنهشها الكلاب الضالة، ومن وجهة نظري أن الكثير منهم لم ينتحر وإنما نحر، ومن الأمثلة أيضاً استمرار جمع التبرعات في المساجد والجوامع من قبل أشخاص ليس لديهم أي صفة رسمية وقد حدث هذا في شهر رمضان والأدهى أن من قام بهذا الفعل من النساء.. فهل كان ذلك لإبعاد الشبهة؟ أما المثال الأكثر خطورة فهو عدم حدوث تغيير يذكر في طبيعة الخطاب الديني السائد والذي يتسم تارة بالتشنج وتارة بالإقصاء وأخرى بالإتهام والتأويل وأصدق برهان على ذلك الرفض غير المبرر وغير المنطقي للرأي الآخر وعدم قبول النقد، ولا أعني أن يكون الخطاب الديني متبنياً لهذا الرأي أو موافقاً له ولكن على أقل تقدير عدم تصنيف أصحابه وتسميتهم بمسميات تحمل في طياتها دلالات تشير بوضوح إلى الطعن في وطنيتهم وانتمائهم لدينهم، والتساؤل الذي يطرح نفسه على هذا الصعيد.. هل قامت الجهات المعنية بالدور المطلوب منها للحد من وقوع المواطن ضحية للمزايدين والمتاجرين بالإسلام وبالدم السعودي، ومنع هؤلاء من الاستمرار في نهجهم الكارثي؟
المقال أعلاه نشر في صحيفة الرياض بالعدد (14027) وتاريخ 28/10/1427ه ولكن لم ينشر كاملا.
نشر هذا المقال أيضاً في صحيفة كل الوطن الإلكترونية بتاريخ 27/يوليو/2009

دور الثقافه المحليه في إحتضان الأفكار المتطرفه!!

في سياق النجاحات المتتالية للأجهزة الأمنية على صعيد الحرب على الإرهاب يتساءل البعض عن سر هذا النجاح في الوقت الذي لا يتزامن مع ذلك النجاح المطلوب في المجالات الأخرى والحقيقة إن هذا التساؤل بالرغم من وضوحه وبساطته الظاهرة فهو يشير إلى معانٍ ومضامين ذات دلالات غاية في الأهمية، ويؤكد أن مواجهة الإرهاب والقضاء عليه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون محصورة في المعالجة الأمنية وإن كانت تحقق إنجازات متمتيزة آثارت إعجاب وتقدير الكثير من الخبراء والمختصين في المجال الأمني على الصعيد الاقليمي والدولي، فنجاح هذه المواجهة يتطلب ان تقوم كافة الجهات والمؤسسات المعنية بالدور المطلوب منها كل حسب الرسالة التي يضطلع بها، وفي مقدمتها الهيئات والمؤسسات ذات الطابع الفكري والتربوي والثقافي، كما أن ذلك يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى وجود خلل وقصور في الدور الذي تؤديه هذه المؤسسات، وهذا أمر يدلل عليه الواقع وهناك العديد من الشواهد التي تدعمه وتبرهن على مصداقيته، ومن وجهة نظري المتواضعة أن أسباب ذلك تكمن في عدم التحلي بالجرأة الكافية لتشخيص المشكلة والاعتراف بمحليتها، فما زال الكثير من قادة الفكر والرأي وأصحاب الحل والعقد يرددون أن الفكر الإرهابي والتطرف الديني وفد إلى بلادنا من الخارج وأن معتنقيه قد غرر بهم ولبس عليهم، وأن ثقافتنا بريئة من ذلك براءة الذئب من دم يوسف سواء كان ذلك عن ضعف الادراك أو نتاج أسباب أخرى بالإضافة إلى أن حصر المشكلة في من يقدمون على التخطيط للأعمال الإرهابية أو تنفيذها وعدد محدود ممن قام بالتنظير الشرعي لهذه الأعمال من خلال الإرتباط التنظيمي هو جوهر القضية وأساس الخلل في وضع الخطط والبرامج اللازمة للتصدي لهذا الفكر الشيطاني، والوقوف بحزم حيال مظاهره التي نلاحظها في كثير من المناسبات والمواقف بنفس القدر وذات المستوى الذي يواجه فيه رجال الأمن الإرهاب المسلح، وهكذا فإن الحملة على الإرهاب لن تكون فاعلة ما لم يعترف الجميع بأن لدينا ثقافة اجتماعية تنمي الأفكار المنحرفة والمتطرفة وأن هناك من يتبنى هذه الأفكار ويحتضنها ويحث عليها أو يتعاطف معها، ولابد أن يؤخذ في الاعتبار أن هناك خيطاً رفيعاً بين حرية الرأي والاختلاف في وجهات النظر وبين من يريد أن يفرض رأيه الشخصي على الآخرين، وإذا لم يوافقوه يتم وصفهم بالمتآمرين على الإسلام أو تصنيفهم ضمن فئات لديها أهداف مشبوهة، بالإضافة إلى أهمية أن يدرك المعنيون بأن الإرهاب درجات ومراحل وأن ما يحدث الآن هو نتيجة حتمية ومنطقية لهذه المراحل، وبالتالي فإن التعامل مع النتائج دون البحث في الأسباب، ووضع الحلول المناسبة لها في إطار عملية تكاملية لجهود الوزارات والجهات المعنية بحيث يشمل ذلك مناقشة كافة مظاهر الإرهاب ومراحله بكل صراحة وشفافية وبعيداً عن أساليب المحاباة والمواربة سوف يجعلنا ندور في حلقة مفرغة ويؤدي إلى استمرار مظاهر الإرهاب ولو بأشكال مختلفة وبروزها على السطح بين فترة وأخرى.
المقال أعلاه نشر في صحيفة الرياض بالعدد (13913) وتاريخ 3/7/1427ه .

خدمات مستشفى قوى الأمن ..الأولويه لمن؟!

في الوقت الذي يحظى فيه رجال الأمن على اختلاف تخصصاتهم بالرعاية الكريمة من لدن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، والدعم اللامحدود من قبل مقام وزارة الداخلية، وفي الوقت الذي يضطلع فيه هؤلاء الرجال بمهام عظيمة لحفظ أمن هذا الوطن وحماية مكتسباته ومقدراته الحضارية، وتقديم الخدمات الجليلة للمواطنين والمقيمين والحفاظ على أمنهم وراحتهم وتحديداً خلال الظروف الراهنة التي تشهدها المملكة على صعيد المستجدات الأمنية وما تعرضت له من أحداث إرهابية مؤسفة، وفي إطار روح التعاون البناء التي عبر عنها الشعب السعودي والمؤسسات الأهلية تقديراً لهذه الجهود وإكباراً لها، نجد في المقابل أحد الأجهزة الحكومية (ونعني بذلك مستشفى قوى الأمن) والذي أنشئ من أجل تقديم أفضل الخدمات الصحية لمنسوبي القطاعات الأمنية يتعامل بسلبية متناهية وعدم وجود أي اعتبار أو تقدير لمراجعيه وزواره من رجال الأمن، وأصدق شاهد على هذه الصورة السلبية ما يعانيه هؤلاء في سبيل الحصول على موعد لمراجعة العيادات الطبية المختلفة في المستشفى، ولكم أن تتخيلوا المشهد عندما يصطف رجال الأمن من بعد منتصف الليل أمام المكان المخصص لحجز المواعيد على أمل امتلاك الرقم المنتظر، وذلك عند بدء الدوام الرسمي للموظف المعني بتوزيع هذه الأرقام، وعندما يحين هذا الموعد المرتقب بعد معاناة من الانتظار وسهر الليل والوقوف تارة والجلوس تارة أخرى وبعد أن بلغ السأم والملل حداً لا يطاق يأتي الموظف بوجهه العبوس ويقدم هداياه القيمة لعدد محدود من طالبي العطف والإحسان، وتغادر البقية بنفوس مكسورة يعتمرها الشعور بالذل والإهانة والمرارة.. فكيف تقبل إدارة هذا المستشفى أن تحمل على عاتقها تكوين هذا الانطباع وهذا الشعور لدى رجال الأمن وهو الذي لم يسرِ إلى نفوسهم في أشد المواقف وأحلكها أثناء مباشرتهم للعمليات الأمنية ومواجهتهم لعناصر الشر والإجرام، وأن كان المعنيون بوضع هذا الإجراء يزعمون أنهم يهدفون إلى تنظيم عملية حجز المواعيد فنحن نقول لهم بكل ثقة وبالعبارة الصريحة بأنكم في واد والتنظيم في واد آخر، كما أننا نشكك في الأهداف التي تقف خلف هذا الإجراء وحقيقة الأهداف التي يرمي لها لأنه ليس من المنطقي أو المقبول بأن نسلم بعدم قدرة هذا المستشفى بما أتيح له من إمكانات بشرية ومادية على إيجاد اجراءات وحلول أخرى اكثر تطوراً وإنسانية، ومن شأنها أن تسهم في تقديم الخدمات الصحية لجميع منسوبي وزارة الداخلية بدرجة متساوية، فبالإضافة إلى ما يتعرضون له من مساس بكرامتهم والنيل من مكانتهم وما يتكبدونه من عناء ومشقة على النحو الذي أشرنا له سلفاً بسبب طول الانتظار وقدوم بعضهم من مناطق خارج الرياض، فإن هذا الإجراء يؤدي إلى استنزافهم مادياً ومعنوياً من حيث لجوئهم إلى البحث عن الرعاية الطبية في المستشفيات الخاصة، وإن كان البعض يعتقد أن هذا الإجراء يؤثر سلباً على الحالة الاقتصادية لرجال الأمن لأنهم يحصلون على مرتبات وامتيازات مالية جيدة، فإنني اؤكد حقيقة تبين بوضوح مآسي الإجراء سيئ الصيت وعدم فاعليته، ويتمثل ذلك في أن معظم من يعاني الأمرين في الحصول على خدمات مستشفى قوى الأمن هم في أغلب الأحيان من صغار الموظفين وذوي الرتب العسكرية الصغيرة، لأن الآخرين يتمكنون بعلاقاتهم الشخصية ووفق مبدأ المصالح المتبادلة من نيل ما يحتاجون إليه سواء كان ذلك على صعيد المواعيد الطبية أو خلافه، (ونحن ولله الحمد من هذه الفئة) ومن لا يؤمن بهذا المبدأ أو يترفع عنه فإن إمكاناته المادية تجعله لا يشعر بحجم المعاناة التي يشعر بها من لا يملك هذه الإمكانات، وفي هذا السياق فإن اللوم لا يقع على عاتق رجال الأمن الذين اضطروا لاستثمار طبيعة عملهم في الاستفادة من خدمات هذا المستشفى لأنهم في حكم المضطر ولأن ذلك هو الأسلوب الوحيد الذي ينقذهم من ذل الحاجة ومهانة السؤال شريطة ألا تكون هذه الاستفادة على حساب تجاوز الانظمة الأمنية أو عدم تطبيقها على الوجه الصحيح وهذا ما نخشاه، وبناءً على ما سبق ومن أجل الرأفة بأمهات وزوجات وبنات رجال الأمن اللواتي لا يوجد من ينوب عنهن في تكبد أعباء ومشقة الحصول على موعد طبي، ومن أجل وقف هذه المهزلة التي لو قدر لأحد ما أن يوثق ولو بالصورة فقط طوابير رجال الأمن الواقفة والجالسة تستجدي عطف وسخاء قسم المواعيد لكان ذلك كفيلاً بأن يقدم صورة غاية في السوء وتتعارض تماماً مع النهضة الحضارية التي تعيشها مملكتنا الحبيبة، والمكانة التي تحظى بها على المستوى الاقليمي والدولي.. من أجل كل ذلك أناشد سمو سيدي وزير الداخلية بكرمه المعهود وتوجيهاته الرشيدة في كل ما من شأنه خدمة العاملين في المجال الأمني وتحقيق رفاهيتهم وتأمين راحتهم ان يضع حداً لمثل هذه الإجراءات غير المسؤولة والممارسات غير اللائقة في حق رجال الأمن وأسرهم.
المقال أعلاه نشر في صحيفة الرياض بالعدد(13882)وتاريخ 1/6/1427ه.

ماذا بعد رزان؟


تابعت ببالغ الأسى وشديد الحزن ما نشر في الصحف المحلية، وما تم عرضه في البرنامج التلفزيوني «دوائر» الذي يبث عبر قناة الإخبارية قضية الطفلة رزان التي ذهبت ضحية خطأ طبي فادح وغير مبرر، وانعدام المسؤولية الإدارية المطلوبة في مثل هذه الحالات، والحقيقة أنني لا أود الخوض في تفاصيل هذا الحدث الجلل، ولكن أود أن أسأل من يعنيهم عدم تكرار مثل ذلك عن ماهية الإجراءات المتبعة للحد من هذه الأخطاء القاتلة وهل يتخذ بحق مرتكبيها العقوبات الإدارية والمالية المناسبة، وتحديداً أن هناك العديد من هذه الأخطاء ناتجة عن اهمال واضح أو عدم تطبيق المعايير الإدارية الصحيحة، وفي هذا السياق قد يقول البعض ان الأخطاء الطبية واردة وطبيعية، وهذا صحيح ولكن أن تحدث هذه الأخطاء عند إجراء عمليات بسيطة، وعند حدوثها وبداية التحقيق في ملابستها يتم انهاء عقد الطبيب المعني بالقضية إذا كان من المقيمين أو منحه إجازة لا رجعة منها وذلك من أجل حمايته من المساءلة القانونية، وحتى لا يؤدي ذلك إلى كشف المزيد من القصور في الجوانب الأخرى لدى إدارة المستشفى، وقد وقع هذا الأمر أكثر من مرة، وأحدثها عهداً ما تعرضت له امرأة سعودية أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية حيث تم نقل دم ملوث لها ولوليدها وعند اكتشاف الحالة جرى ترحيل المدير الطبي لبلده والذي كان مسؤولاً عن عدم العمل بالإجراءات اللازمة للتأكد من سلامة المتبرعين بالدم وخلوهم من الأمراض التي تمنع الاستفادة منه، والأدهى من ذلك أن اللجنة الطبية التي تشكلت للنظر في هذه القضية قررت أن يتم تعويض زوج المرأة بمبلغ (250,000) ألف ريال، بالله عليكم ألا يثير هذا القرار في نفوسكم الدهشة والمرارة في آن واحد، فهل يكفي هذا المبلغ نفقات العلاج أو يؤدي إلى تعويض الزوج وزوجته وطفلهما ما لحق بهما من أضرار نفسية وصحية واجتماعية، ثم لماذا لم يتم ايقاف العمل بالمستشفى ولو لفترة معينة من الزمن؟ ولماذا لم يتم محاسبة المسؤولين بالمستشفى، وفي مقدمتهم من أتاح للمدير الطبي مغادرة البلاد قبل انتهاء مجريات التحقيق؟ ولماذا ولماذا ولماذا؟ ألا تستدعي هذه التجاوزات إعادة النظر في طريقة عمل اللجان الطبية التي أثبتت فشلها الذريع وتحيزها الفاضح لزملاء المهنة، ألا يتطلب ذلك اجراء تغييرات جذرية في الآلية التي يتم بموجبها العمل الإداري إضافة إلى تفعيل الإجراءات المتبعة من قبل الإدارة المعنية في وزارة الصحة للتثبت من صدقية الشهادات الطبية الممنوحة للأطباء العاملين في وزارة الصحة والمستشفيات التابعة لها، أو الذين يعملون في القطاع الطبي الخاص، وأن تطبق بحق المخالفين ومن قام بتشغيلهم عقوبات رادعة، ومن المثير للعجب بأنه وبالرغم من ثبوت وقوع الخطأ الطبي فإنه لا يحق لأي صحيفة أو مجلة ذكر اسم المستشفى الذي حدث فيه هذا الخطأ وفق نظام المطبوعات والنشر والذي لا يجيز ذلك لأنه يأتي في إطار التشهير، وفي اعتقادي أنه لو كان العكس فإن المسؤولين في هذا المستشفى سوف يحرصون على عدم وقوع هذه الأخطاء من خلال اتخاذ الإجراءات التي تحول دون ذلك، وإن حدثت سيكون تعاملهم معها أكثر جدية نظراً لما قد يترتب على عملية النشر من التأثير على سمعة المستشفى، ومن ثم حدوث رأي عام سلبي يؤدي إلى الحاق الكثير من الخسائر المادية، وفي هذا السياق فإن المرء يتساءل عن دور وزارة الصحة حيال الأخطاء الطبية التي تقع في المستشفيات التابعة للقطاعات العسكرية، ولماذا لا يتم ربط هذه المستشفيات إدارياً وفنياً بوزارة الصحة؟ رحمك الله يا رزان.. وألهم ذويك الصبر والسلوان.. لقد أبكيت عيوناً وأدميت قلوباً.. نأمل أن يكون من بينها عيون وأفئدة المسؤولين في وزارة الصحة الذين نسألهم ماذا بعد رزان؟.


المقال أعلاه نشر في صحيفة الرياض في يوم الجمعه الموافق 6/5/1427ه

من لم يقتنع بالقتل فلا يغوي من به أقتنعا


هذا هو الفكر الذي يتبناه عناصر الفئه الضاله ويؤمنون به كمنهج لهم في الحياه والتعامل مع الآخرين,فقد تم العثور على هذه الجمله أوبيت الشعر إذا صح لنا أن نسميه كذلك في مذكرات خاصه بأحد العناصر الإرهابيه بعد مداهمة الوكر الذي يختبئون فيه من قبل رجال الأمن الأشاوس إضافة إلى عبارة (أحب رشاشي وأحب مدفعي)والمتمعن في معاني هذه الكلمات ودلالاتها يدرك حقيقة الفكر المريض الذي ينطلق منه هؤلاء,وحجم الحقد الدفين الذي يملأ صدورهم تجاه الوطن وأبناءه,وأعتقد أن ذلك يحمل في طياته كل الإجابات المناسبه للأسئله التي تحير الكثير من الناس,كما أنها تعطي صوره واضحه بأن هؤلاء القتله لايقبلون الرأي الآخر,ويرفضون الإنصات له ومناقشته بل ويعتبرون كل من لم يتبن قناعاتهم من الغاوين الضالين الذين لايحق لهم حتى محاولة إثنائهم عن هذه القناعات أو التقليل من شدة تطرفها,وبالإضافه إلى ذلك فإنها تشير بما لايدع مجالا للشك إلى زيف إدعاءاتهم وبطلانها التي ملأوا الدنيا بها جعجعة وضجيجا والمتمثله في الجهاد ضد الكفار ونصرة المسلمين والدفاع عن حقوقهم فهؤلاء الخونه المجرمون بعيدون كل البعد عن مبدأ الجهاد وليس لهم به أي صله فهم قتله مرتزقه ومأجورون وجبناء وجهله فمن يقتل الأبرياء من المدنيين على إختلاف أعمارهم وأجناسهم ويفجر نفسه ليتحول إلى أشلاء ممزقه إذا ماضيق عليه رجال الأمن وأحاطوا به من حيث لايحتسب لايمكن أن يكون إلا كذلك...وختاما لايسعني إلا أن أقول طوبى لهذا الوطن وهنيئا له برجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه,وضربوا أروع الأمثله في التضحيه والفداء وسطروا دروسا تحتذى في دقة الإنجاز الأمني وتميزه..فإلى جنة الخلد ياشهداء الحق وحماة الوطن,وإلى جهنم وبئس المصير ياهواة القتل وأعداء الحق والوطن..ودام عزك ياوطن المجد وعشت شامخا برجالك المخلصين برغم أنف الحاقدين والمرجفين.
هذا المقال نشر في صحيفة الرياض بالعدد (13969)وتاريخ 29/8/1427ه .