أخبار العربية

الهذيان الإعلامي لنظام البعث السوري

الإعلام الرسمي السوري أصبح يهذي بتفسيره للثورة الشعبية في درعا وغيرها من مدن سوريا فتارة يدعي أن هذه الثورة يقف خلفها تيار المستقبل في لبنان وتارة يقول جماعات سلفية مدعومة من جهات مماثلة في السعودية مستشهداً بفتاوى بعض المشايخ وتارة يوجه أصابع الاتهام للأمير/بندر بن سلطان ويصف ما يحدث بأنه مؤامرة إستخباراتية سعودية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية .... والحقيقة أن المتمعن في هذه الاتهامات يتبين له من الوهلة كذب هذا الإعلام وغباءه فكيف يمكن لتيار المستقبل أن يفعل ذلك وهو أسير حزب الله في لبنان ولم يستطع أن يحرك الشارع الموالي له في مواقف كثيرة تعرض لها الحزب وآخرها الانقلاب عليه وإقصاءه من السلطة فبمجرد خروج أنصاره إلى الشارع ليوم واحد تم تهديده من حزب الله لإيقاف ذلك وبالفعل طالب رئيس التيار أنصاره بإيقاف الاحتجاج بالرغم أن أنصار حزب الشيطان قد سبق لهم تعطيل الحياة السياسية وشل الحركة الاقتصادية لسنوات بدون وجه حق ناهيك عن اجتياحهم لبيروت عام 2006 وما ترتب عليه من قتل وتخريب وإجبار لساسة تيار المستقبل للتوقيع على اتفاق الدوحة الذي منح حزب الشيطان الثلث المعطل بما يتعارض مع نتائج الانتخابات واستحقاق الأغلبية .

أما حكاية الدعم السلفي من مشايخ في المملكة فبالتأكيد هناك تعاطف من الجميع مشايخ وغيرهم من المواطنين والفتاوى المشار لها جاءت بعد الثورة وليس قبلها وهي تأتي في إطار هذا التعاطف المبني على معرفة بسياسة نظام البعث الإجرامية وقمعه للشعب السوري طوال العقود السابقة كما أنه للأسف معظم المشايخ في السعودية لم يعبروا عن تأييدهم للثورة والبعض الآخر لديهم مواقف رافضة لأي ثورة شعبية أو حتى مظاهرات سلمية ، أما الرواية السخيفة الخاصة باتهام الأمير/بندر بن سلطان فهي تتعارض مع واقع الحال السعودي وسياسة المملكة الخارجية وكم أتمنى أن تكون هذه الرواية صحيحة لنرد الصاع الصاعين لنظام حاول الإساءة لنا كثيراً في العديد من المواقف وتحالف مع نظام الملالي في إيران لدعم مشروع الدولة الصفوية وتوسيع نفوذها في المنطقة ولو كان تحالف مصالح فقط لهان الأمر وكان مقبولاً فهذا حال الدول ومُتطلبات السياسة ولكن أن يكون هذا التحالف موجهاً ضد أشقاء عرب والإضرار بأمنهم ومصالحهم فهذا تحالف شيطاني بغيض يجب الوقوف في وجهه وعدم الانخداع بشعارات القومية العربية والجوار والدم العربي والتاريخ المشترك.