أخبار العربية

شاب برنامج " أحمر بالخط العريض " ودور الحسبة الحقيقي


قامت الدنيا ولم تقعد بعد الإعترافات الإختيارية للشاب السعودي الذي ظهر في البرنامج التلفزيوني "أحمر بالخط العريض" على قناة (LBC) اللبنانية الهوية ــ السعودية الملكية إذا صحت المعلومات المتداولة بهذا الخصوص ـــ حيث تطوع عدد من المواطنين الغيورين برفع دعوى على هذا الشاب الذي فضح نفسه على الملأ سواءً كان صادقاً في سخافاته أو مبالغاً فيها ، والحقيقة أن من حق المجتمع السعودي أن يقتص من هذا الشاب الذي لم يلتزم بالقاعدة الشرعية "إذا أبتليتم فاستتروا" كما أنه ضرب بعرض الحائط كل قيم المجتمع وأعرافه ولم يضع في حسبانه أي إعتبار لوطنية أو حياء ، وعندما نقول يقتص لانعني بذلك أن يكون هناك إفراط في التعامل مع القضية وإنما محاسبته بما يقتضيه الموقف وفي إطار الشرع والقانون بعيداً عن تأثير الرأي العام ووسائل الإعلام ، وفي هذا المقام فإن طبيعة رد الفعل الشعبي وخاصة"المكاوي" إن صح لنا أن نسميه كذلك يستحق أن نقف له إجلالاً وإكباراً فهو يعبر بوضوح عن موقف الرجال الأخيار الذين رفضوا الدنية والصمت حيال هذه المجاهرة والمكابرة بالإثم والفسق والمجون ولم يقبلوا التجريح الذي طال قيم المجتمع بدون مبرر وبصورة مقززة وفيها الكثير من السخف والإبتذال ، ولعمري أن هذا هو دور الحسبة الحقيقي والخالص لوجه الله تعالى .
وكم كنت أتمنى أن يكون مستوى هذه الهبة الشعبية عالياً ، وأن يتجاوز هذا الموقف الوطني الشريف الإدعاء على هذا الشاب إلى مطالبة رجال الأعمال بمقاطعة هذه القناة التافهة ليس بسبب هذا البرنامج الفاشل فحسب وإنما لدأبها على عرض كل مسيء للقيم الإجتماعية النبيلة فقد لايحق لنا قانونياً رفع قضية ، ولكن بإستطاعتنا إيقاف تمويلها الذي يأتي في معظمه من الإعلانات الخاصة بالشركات السعودية ، وبالإضافة إلى ذلك توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى ملاك هذه القناة أو الشركاء السعوديين للقيام بدورهم الديني والوطني والأخلاقي بشأن توجيه إدارة القناة بإحترام قيم وأعراف المجتمع السعودي والإلتزام بميثاق الشرف الإعلامي العربي وعدم الإساءة إلى المجتمع من خلال عرض برامج هابطة هدفها الوحيد الإنحطاط بالقيم والترويج للرذيلة ، وإن سلمنا بأن هذه القناة تعمل وفق نظم وقوانين مختلفة فهذا شأنها وشأن الذين لايرون غضاضة في ذلك ولكن أعتقد أن هناك مسئولية أدبية ووطنية على الملاك والشركاء السعوديين يجب عليهم الإلتزام بها وإلا فإنهم مشاركون في ماحدث وماسوف يحدث مستقبلاً ، وإذا أستمر هؤلاء والمعلنون في غيهم فهم أسوء حالاً من معدي ومقدمي هذه البرامج لأنهم من خلال هذا الدعم المادي أتاحوا المجال لبث هذه الأفكار المنحطة ، وفي هذا السياق لايفوتني أن أشيد بالموقف الرسمي والمتمثل بقرار وزارة الإعلام الخاص بإغلاق مكتب القناة في مدينة جدة ، وكان من المناسب تعميم هذا الإجراء على المكاتب الواقعة في باقي مناطق المملكة لأن ماحدث لايسيء إلى مدينة أو منطقة دون أخرى وإنما يشمل كافة أبناء الشعب السعودي .
المقال أعلاه نشر في صحيفة كل الوطن الإلكترونية بتاريخ 14/8/1430ه الموافق 5/أغسطس/2009
ونشر أيضاً في صحيفة الوطن في يوم السبت الموافق 24/8/1430ه ـــ 15/أغسطس/2009