أخبار العربية

عيدنا الوطني أعياد

تحتفل المملكة في هذا اليوم من كل عام بيومها الوطني ومن المعلوم أن لكل أمة يوم وطني فهذا أمر عادي ولايعتبر حدثاً مميزاً أو فريداً ولكن تختلف أهمية هذه الأيام ومكانتها في نفوس الشعوب تبعاً للكيفية التي تم بناءً عليها الوصول إلى هذا اليوم فهل تم بمحض الصدفة أو في غفلةٍ من التاريخ ؟ أم أنه كان هبةً ومنحةً من المستعمر ورمزاً صورياً للسيادة والإستقلال أو أنه كان نتاج تضحيات جسام وقدرة الرجال الأشاوس على الصمود وتحقيق المستحيل وبالكيفية الأخيرة فقط يصبح هذا اليوم حدثاً غير عادي ويستحق الإحتفال به وتمجيده بالشكل الذي يليق بمكانته ويتناسب مع أهميته ومع ذلك لن أتحدث هنا عن عظمة هذا اليوم والملاحم البطولية التي سطرها الرجال المخلصون الأبطال لكي يتحقق ويصبح واقعاً ملموساً وعلامة فارقة في تاريخ الجزيرة العربية بل الأمة والعالم قاطبة فقد سبق أن أشبعته بالوصف والتحليل في أكثر من مقال ولكن سوف أتطرق إلى توقيت هذا اليوم في هذا العام تحديداً فإن أختلف الإحتفال خلال الأعوام الأخيرة عن سابقه بإعتبار هذا اليوم إجازة رسمية وتفعيل مظاهر الإحتفال إلا أن عيدنا هذا العام أعياد فهو يأتي متميزاً كونه يتزامن مع الإحتفال الجماهيري المنقطع النظير بسلامة صاحب السمو الملكي الأمير/محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية من محاولة الإغتيال الجبانة والآثمة التي أستهدفت سموه كما أنه يأتي بعد تحقيق إنجازات أمنية نوعية في مكافحة الإرهاب تمثلت بشكل واضح في إحباط عدد من المحاولات الدنيئة لأذناب القاعدة للنيل من إستقرار المملكة وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها المباركة بالإضافة إلى أنه توافق مع الحدث الأبرز على الساحة المحلية والدولية في المجال التقني وعلى صعيد البحث العلمي آلا وهو موعد إفتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هذا الصرح التعليمي الكبير الذي يعتبر بمقاييس العصر إنجاز حضاري وثقافي ومنارة فكرية تسجل في التاريخ بحروف من ذهب وتحسب لملك القلوب وعهده المشرق الزاخر بالعطاء والإنجازات التاريخية ومن حسن الطالع ومما زاد من بهجة الإحتفال بيوم الوطن أنه تصادف مع إحتفالنا والمسلمين في شتى بقاع المعمورة بعيد الفطر المبارك ولذلك فإن عيدنا الوطني لهذا العام هو بحق عيد مختلف بل هوأعياد وطنية فلله الفضل والمنة من قبل ومن بعد وحفظ الله بلادنا والقيادة الرشيدة من كل سوء ودامت أعيادنا مكللة بالعز والنصر ودامت راية المملكة خفاقة رغم أنف الأعداء والمتربصين.
نشر هذا المقال في صحيفة كل الوطن الإلكترونية في يوم الأربعاء 4/10/1430ه الموافق 23/سبتمبر/2009وفي صحيفة الجزيرة في يوم الأربعاء 11/10/1430ه الموافق 30/سبتمبر/2009