أخبار العربية

رعاكم المولى ياأمير الحزم والكرم

سبق لي كتابة مقال بهذا العنوان ثم تراجعت عن نشره حتى لاأتهم جزافاً بأنني أتملق وأتزلف تقرباً ورياءً لصاحب السمو الملكي الأمير/محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية وخاصة أنني أحد منسوبي هذه الوزارة وقد كان الهدف من كتابة المقال آنذاك الحديث عن شخصية الأمير في بعدها الإنساني وقدرته على الجمع بين سمات هذه الشخصية والحزم والضرب بيد من حديد على رؤوس دعاة التكفير والتفجير ورموز البغي والظلال ولو كان الأمر أن الأمير يتعامل بشخصيته ومنهجه الإنساني مع غير هؤلاء لزال العجب وكان الحال مألوفاً ولكن أن يكون هذا هو ديدنه حتى مع من لايستحقون ذلك وبشكل ملفت للنظر ومثير للدهشة ونادراً مايتبعه أي مسئول أمني وتحديداً في محيطنا العربي أمر يدعو للإكبار والإجلال والحقيقة أن التدليل على ذلك ليس ضرورياً فهذه المنهجية في التعامل لاتخفى على أي من المراقبين للشأن الأمني السعودي فإستقبال سموه للعائدين من جوانتنامو والذين يعبرون عن رغبتهم في تسليم أنفسهم من المطلوبين أمنياً ورعايته لهم ولأسرهم وماحققه الأمن السعودي بموازاة ذلك وبإشراف مباشر من لدن سموه من إنجازات أمنية جعلت القاعدة وعناصرها غير قادرين على تحقيق أي من أهدافهم في إستهداف المنشآت المدنية أو العسكرية أو النفطية يؤكد هذا المزج العجيب للرأفة والقوة في قلب رجل واحد , ولكن بعد وقوع محاولة الإغتيال السافرة والتي باءت بالفشل بفضل من الله وتوفيقه كان لزاماً علي من منطلق مكره أخاك لابطل أن أتحدث عن ذلك من منظور أمني بحت وقد سبق لي أيضاً قبل بضع سنوات كتابة مقال بعنوان"حماك الله ياأمير الأمن"ولم أعمد إلى نشره وكنت أعني بذلك صاحب السمو الملكي النائب الثاني عندما كان آنذاك وزيراً للداخلية فقط وكان سبب كتابة المقال قيام أحد أعضاء الوفود الإعلامية في موسم الحج بالتوجه إلى سموه حتى كان في مواجهته مباشرة وسلمه ظرف ولم يحاول أي من ضباط الحماية الخاصة إيقافه قبل وصوله للأمير الذي لم يتردد بأخذ الظرف دون وجل مما جعلني أتخيل لو كان الظرف يحوي متفجرات لاسمح الله فكيف يكون هو الحال وخاصة أن الموقف حدث في وقت حساس ودقيق من الناحية الأمنية ففضلاً عن كونه في موسم الحج فهو جاء بعد الهجوم الأمريكي على أفغانستان والذي تم في رمضان من نفس العام ومايثار حول المملكة من إتهامات وموقفها بشأن تنظيم القاعدة وزعيمه ناهيك عن الإتهامات في الإتجاه الآخر فيما يتعلق بدعم المملكة للإرهاب فمهما كانت ثقة رجال الأمن في الإجراءات الأمنية السابقة من حيث إستحالة أن يتمكن أي شخص من الدخول وهو يحمل معه أي سلاح أو متفجرات فإن الإحتياط والحذر واجبين في مثل هذه الحالات ولابد أن يقوم كل بدوره دون إعتماد مبدأ الإتكالية على أدوار الآخرين أو الثقة بإجراءات قد تخترق بسبب هذه النظرة الضيقة والتي لاتمت للمعايير الأمنية بأي صلة ومن هنا ونظراً لتشابه الحالة والمقام فإنني أرى ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة أن يعاد النظر في الكثير من الإجراءات الأمنية المتبعة وتحديداً في المناسبات الإحتفالية والتي يكثر فيها الحضور من جمهور غير معروف أو محدد ولأن هذا الموضوع يحتاج إلى إطالة أود التركيز على مايختص بالحماية المرافقة للشخصيات الأمنية فالوضع الحالي من الأجدر أن يتغير فليس من المناسب على الإطلاق أن يكون هؤلاء بالزي السعودي الكامل مرتدين(البشوت) فكيف يتسنى لهم إستخدام سلاحهم إذا دعت الضرورة ؟ كما أنهم يجب آلا يكونوا جميعهم بالقرب من الشخصية وإنما على شكل حلقات وفي إتجاهات مختلفة وقد يقول قائل ماشأن ذلك بمحاولة الإعتداء الفاشلة وأقول بالتأكيد ليس له علاقة مباشرة ولكن عندما يتم إستهداف رمز من رموز الأمن بحجم سمو المساعد للشئون الأمنية والذي شهد القاصي قبل الداني له بالحنكة والحكمة الأمنية من خلال الإستراتيجية التي أنتهجها وحققت نجاحات غير معهودة في تاريخ مكافحة الإرهاب وفي وقت قياسي حتى أن دول متقدمة في المجال الأمني وغيره لم تتمكن حتى الآن من تحقيق ذات النتائج وقد أشادت بهذه الإستراتيجية على لسان كبار المسئولين السياسين والأمنيين لديها فإنه من اللازم أن يتم إتخاذ كافة التدابير الوقائية التي تمنع تكرار حدوث أي محاولة إعتداء مشابهة سواءً كان المستهدف سموه أو أي شخصية أمنية بارزة فهذه الشخصيات لاتمثل نفسها والنيل منها هو إستهداف للوطن وخرق أمني خطير له تداعيات أخطر وبالتالي أقول أنني لو كنت أحظى بشرف الحماية أو القرب من سموه لما أمتثلت لتوجيهه القاضي بعدم تفتيش هذا المطلوب (إذا منحني الله الشجاعة الكافية لمخالفة أمر سموه) فهو يفعل ذلك إنطلاقاً من روحه الأبوية والحانية ونفسه الأبية ولكن رجل الأمن يجب أن يؤدي مهمته بكل مهنية وإحتراف ويعرف ماهية مثل هذه التوجيهات ومغزاها الحقيقي والإنساني والذي لايتعارض معها قيامه بواجبه الأمني وفي هذا المقام نحمد الله على سلامة سمو الأمير ونسأل العلي القدير أن يحفظه من كل سوء وصدق القائل:إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا كما نخاطبه قائلين:ــ
سلمت يمينك ياأمير الحزم والكرم**وشلت آيادي أعداء الأمن والوطن
رعاك المولى يافارس الحرب والسلم****وتباً لكم دعاة الجهل والدين
عذراً سيدي فأنا لست بشاعر وبالتأكيد هذه الكلمات لاترقى لعلو مقامكم الرفيع ومستوى الحدث ولكنها كلمات نابعة من القلب وهي مشاعر أحد أبناء الوطن صاغها على هذا النحو ليعبر ولو بشكل بسيط عن حبه وبهجته الغامرة بنجاة سموكم الكريم حفظكم المولى ورعاكم .
نشر هذا المقال في صحيفة الوطن بعددها (3260) في يوم الأربعاء 12/9/1430ه الموافق 2/سبتمبر/2009ولكنه لم ينشر كاملاً .

محاولة الإغتيال الفاشلة وردود الفعل الواسعة

ليس مستغرباً أن تقابل محاولة الإغتيال التي أستهدفت صاحب السمو الملكي الأمير/محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية بردود فعل واسعة وإستنكار دولي وإهتمام إعلامي غير مسبوق فسمو الأمير يحظى بمكانة مرموقة على الصعيدين المحلي والإقليمي والعالمي فهو يحتل موقع أمني رفيع وهو المسئول الأول عن ملف مكافحة الإرهاب الذي حققت فيه المملكة نجاحات مشهودة وإنجازات أمنية متميزة وكان أحدثها عهداً القبض قبل أيام قليلة من محاولة الإعتداء الفاشلة على مجموعة كبيرة من عناصر الإجرام وخفافيش الظلام وبذلك فهو رمز للمنظومة الأمنية السعودية وعراب نجاحاتها وإنجازاتها وهذه الأسباب أيضاً كانت مدعاة للرفض والإستهجان الشعبي لهذه المحاولة الجبانة والآثمة ولكن هناك عوامل رئيسية لاتقل أهمية عن تلك الأسباب بل تزيد وتتجلى في التعامل الكريم لهذا الأمير الإنسان بكل ماتحوي هذه الكلمة من معنى مع عناصر الفئة الضالة والمتعاطفين معهم فبالرغم من إستخدام الأسلوب الأمني الحازم والرادع في مواجهتهم وإحباط مخططاتهم الدنيئة إلا أنه أنتهج أساليب أخرى تتسم بروح التسامح والحرص على إعادة هؤلاء مجدداً إلى حضن الوطن ومن أهم صور ذلك برنامج المناصحة وإستقبال العائدين من جوانتنامو والتائبين والمستسلمين والتحدث إليهم والإستماع لهم ورعاية أسرهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم حتى يتمكنوا من التكيف مع المجتمع وعدم العودة إلى منهج التكفير والتفجير ومن هنا كانت هذه الحادثة مستنكرة ومستهجنة فهذا الرجل الرمز يستحق كل الحب والتقدير والإجلال لشخصيته الفذة والمتواضعة فهو من الرجال الذين يعملون ويبدعون بصمت فقلما شاهدنا صوره أو قرأنا تصريحاً له في وسائل الإعلام ولكننا خبرناه وعرفناه بحق من خلال مالحق بالقاعدة وأذنابها من هزائم ماحقة وساحقة جعلتهم يقعون في قبضة أسود الأمن مابين قتيل ومنتحر وجريح ومعتقل وهارب يبحث عن طوق نجاة ....فلله درك ياأميرنا المحبوب ودمت رمزاً للأمن ياليث الوطن المهيوب ولانامت أعين الجبناء.
تم نشر هذا المقال في صحيفة كل الوطن الإلكترونية في يوم السبت 8/9/1430ه الموافق 29/أغسطس/2009 وأيضاً في صحيفة الوطن بعددها رقم (3298) وذلك في يوم السبت 21/10/1430ه الموافق 10/أكتوبر/2009