أخبار العربية

خاطبتني صاحبة الفخامة

خاطبتني صاحبة المقام العالي فقالت: يا هذا تأدب في حضرة ذات الفخامة وربيبة المجد والزعامة وطأطأ الهامة حتى لا تحل عليك الطامة وأفسح لي الطريق ولا تضع نفسك وعشيرتك الأقربين والأبعدين في الحريق فقلت لها: أيتها العنقاء الحسناء على رسلك ولا تكوني بلهاء وخاطبينا بما يليق فقالت: دع عنك هذا الغرور والكبرياء ورفقاً بحالك فما أنت إلا رجلٌ من الدهماء أصابته لوثةٌ عمياء فأصبح كالأعمى أو الغريق لا يفرق بين الصبح والمساء وبين العبيد وأبناء الزعماء وظن أنه في العلياء وفارس الهيجاء وسيدٌ في قومه الأذكياء وما هم إلا ثلةٌ من الرعاع الأغبياء فمن تكون غير ذلك؟ فأجبتها: نحن الاستثناء إذا أنعدم الاستثناء ونحن النماء في أرض بلا ماء بل نحن الخضرة في الأرض الجدباء والكثرة الضاربة في البحر والصحراء وغيرنا غُثاء يعلوه غُثاء وخواء في خواء فهنيئاً لكِ يا بنت حواء فقد خُضتِ غمار الفضاء وبلغتِ عنان السماء وعانقتِ نجم الجوزاء فاشكري الرب إن كنتِ من بني يسوع عليه السلام واحمدي الإله إن كنتِ من بني إسلام فقد خاطبتِ رجلاً كُثر حوله الفرح والبكاء وحلت بسببه الظلمة والضياء وأصبح الكل في حضرته في هناء وعناء وفي غيبته في كدر وشقاء فتأدبي أنتِ يا إبنة الزعماء وحاذري في حديثك مع الشرفاء الحكماء فنحن العظماء وحالنا حتماً ليس كحال الفاتنة العذراء سليلة العظماء ،،،


جاءتني شاحبة حزينة وفجأة تبدل الحال


في موقف مهيب وفي ليلة صيف شديدة الحرارة حالكة الظلام جاءتني امرأة في منتصف العمر حسنة الهندام بيضاء فارعة الطول جميلة المحيا ولكنها مرهقة وشاحبة حزينة فسألتني ... ماذا يفعل من يعيش في وطنه وكأنه غريب أو يشعر أنه كذلك؟ فقلت: ما خطبك وعلاما هذه الغصة في صوتك؟ فقالت: أراني مهمشة ومستضعفة وعالة على ذاتي ومن حولي ودائماً أُتهم بالضعف والنقصان وأكون محوراً لعموم الخلاف والجدل في مجتمعي، كما أنني في كل شؤون حياتي مسيرة لا مخيرة وكلما أراد أحد مساعدتي ومناصرتي وإن على استحياء في قضايا عادلة وملحة بادر أعدائي وهم كثر بمنعه من ذلك بل وصب جام غضبهم عليه واتهامه بشتى أنواع التهم الجاهزة سلفاً وتظاهروا بأنهم يفعلون ذلك محبة لي وخوفاً علي منه ومن نصرته وإذا أخبرتهم أنني أنا من يبحث عن هذه النصرة وأنني بأمس الحاجة لها وأعلم بما أريد وما ينفعني ويضرني قالوا: أنتِ لستِ مؤهلة لمعرفة صالحك وليس من حقك طلب هذه النصرة إلا من قبلنا فنحن فقط القادرون على تحديد ما يناسبك وما هو في مصلحتك والأجدر بالتعرف على احتياجاتك وتلبيتها والوحيدون المؤهلون لتقييم وجاهة مطالبك وأهميتها وكل ذلك احتراماً وتبجيلاً لك فأنت الملكة الوحيدة في هذا العالم التي تحظى بكل هذا التبجيل فقُري عيناً وألزمي دارك فهذا فيه فلاحنا وصلاح أمرك ثم توقفت المرأة عن الكلام لبرهة وعادت لتسأل بحرقة ... كيف أكون ملكة رغماً عني؟ وهل يوجد ملك في حاضر الزمان أو غابره يتوج على عرش المُلك دون رضاه ويقرر أمره غيره؟

 فقلت: بالتأكيد لا يوجد ملك بهذه المواصفات ولكن هل يعقل أن يحدث هذا في بلادي؟ وهل يمكن أن يكون أعداءك كثر وبهذه العقلية والحماقة؟ فقالت: أما عن حدوثه فهو واقع نعانيه أنا وبنات جنسي منذ زمن بعيد ولا ألومك بعدم تصديق روايتي فأنت مواطن من الدرجة الأولى فكيف تشعر بمن هو أدنى وأقل؟ فضلاً عن أنها رواية يصعب تصديقها أما بالنسبة لكثرة أعدائي فقد لا يكونون بالكثرة التي أتخيلها ولكنهم حتماً من يتحكمون في مصيري فصوتهم الأقوى وفعلهم الأمضى وحماقتهم لا تحصى فقلت: الصبر جميل وبلادي وإن جارت علي عزيزةٌ فقالت: هذا في الشعر وخيال الشعراء أما أنا فقد ضقت ذرعاً وصبرت حتى مل الصبر مني وأريد أن أحيا ما بقي لي في حرية وكرامة فهل لديك غير ذلك؟ فقلت: يا بنت الوطن إن كان الحال مثلما تصفين دون مبالغةٍ أو تهويل فبئس الحال حالك والقوم قومك ولا حول ولا قوة إلا بالله وليس أمامك سوى أن تبحثي عن وطن بديل فقالت متعجبة: هذا قرار صعب ثم من كان غريباً في وطنه الأصلي فسيصبح أكثر غربة في الوطن البديل فقلت لها قد يكون ولكن الغربة في الوطن الأم أشد مضاضة وإيلاماً إضافة إلى أن المرء في هذا الوطن لن يشعر بالرضا ما لم يحصل على كامل حقوقه بينما قد يشعر بالرضا أو بشيء منه إذا ما نال بعضاً من حقوقه في الوطن البديل فبادرت المرأة بالقول: بهذا حججتني وكم كنت أتمنى أنني سمعت مثل ذلك من قبل فقد فات الأوان على أي غربة أو ارتحال ثم هل نسيت أنني امرأة لا تستطيع أن تسافر أو تختار؟
                
وفجأة وبعد أن استمر الحوار إلى اليوم التالي صاح المنادي: المليك يخاطب الشعب فاشرأبت الأعناق ووقف الجميع منصتين وما أن أعلنها صريحة واضحة لا لبس فيها ولا غموض وقرر إتاحة المجال للمرأة السعودية للوصول إلى مجلس الشورى والمجالس البلدية حتى تبدل حال زائرتي فأصبحت أكثر شباباً وحيوية وتحول ظلام ليلتنا إلى وهج من الضوء وتبدل صيفها إلى ربيع ممطر فأستبشر الجمع وعمت الأفراح وأقيمت الليالي الملاح وتغنت البلاد برائد الإصلاح المليك المفدى مرددة لله دره تاجاً على رؤوسنا حامي الحمى وباني المجد وأدامه نبراساً لنا في الشجاعة وصفاء النفس وعدالة المنهج .
                                                                  
 وفي وسط هذا الفرح العارم والأجواء المفعمة بحب الوطن والأمل في مستقبل أكثر إشراقاً تتسلسل خفافيش الظلام لتحاول إفساد ذلك وتعكيره وخلق مناخ من البلبلة والتشكيك وبالرغم أنهم لا يعبرون بشكل صريح عن رفضهم لمضمون ومدلول هذه القرارات الإصلاحية لأنها صادرة عن قمة الهرم وأعلى سلطة في الدولة إلا أنهم يهمزون ويلمزون ويتحدثون عن وجود قضايا أخرى للمرأة أولى بالمعالجة والاهتمام، ولو أن الأمر توقف على مسألة الأولويات لأحسنا الظن بهم ولكن استرسالهم على هذا النحو دون الإشادة بهذه الخطوة الإيجابية وتجاهلهم أن من شأنها تمكين المرأة من المشاركة في تقديم الآراء والحلول العملية لكافة قضاياها أياً كانت أولويتها وأهميتها لأن صوتها سيكون حاضراً ومسموعاً إضافة إلى أن تركيزهم على عبارة الضوابط الشرعية وتأكيدهم على عدم ثقتهم بالالتزام بها يجعلنا نسيء الظن بهم وخاصة أنهم دأبوا على ذلك فهذا ديدنهم مع كل بادرة إصلاحية وتحديداً إذا كانت ذات صلة بهموم وشجون المرأة فإن لم يجدوا ثغرة ينفذون منها لإثارة الشبهات عمدوا إلى اسطوانة الأولويات والضوابط الشرعية غير المرعية وفقاً لتصورهم ولو كانت إحدى هذه الأولويات المزعومة هي المستهدفة بالإصلاح لكرروا ذات الإسطوانة وهذا يؤكد حقيقة مفادها أن الهدف من كل هذا الإدعاءات يتلخص في معارضتهم لأي تغيير في الواقع المألوف لديهم والذي يتوافق مع نمط تفكيرهم المتحجر والمتسلط وحرصهم الشديد على إعاقة أي تطوير في مجال عمل المرأة السعودية ومساهمتها في بناء مجتمعها ونحن هنا نسيء الظن في مثيري هذا اللغط وليس التُبع ممن أسلموا عقولهم الخاوية لمثل هذه الترهات الواهية فهؤلاء ضحايا لثقافة الرأي الواحد التي ظلت مهيمنة خلال عقود مضت ولن تعود.

وبعيداً عن هذا الجدل العقيم الذي يحركه هؤلاء الخفافيش وينشط غالباً في مواقع التواصل الاجتماعي فقد تأملت في هذه اللحظة الفارقة والحاسمة والمفصلية في تاريخ المملكة حيث أن ما بعدها لن يكون مماثلاً لما قبلها وتذكرت ما حدثتني به إحداهن قبل هذه الليلة بليال وفي خضم النقاش السائد حينها بشأن قيادة المرأة للسيارة وقد وافق حديثها ما يختلج في نفسي من شعور لم يغادرها أبداً وهو الأمل الكبير في شخص الملك بأن يحقق للمرأة ما تصبو إليه من مكانة تستحقها ومشاركة وطنية يجب أن تؤديها وحقوق أصيلة لا بد أن تحصل عليها دون منةٍ أو فضل من أحد وأن مقامه الوحيد القادر على مواجهة أعداء الدين والوطن من مُدعين ومزايدين ومرجفين ومنغلقين طال أمد تنفذهم وتسلطهم ومصادرتهم لحريات الناس وحقوقهم وحان الوقت لإيقاف ذلك أو إعادتهم إلى جادة الصواب راغبين أو كارهين صاغرين .





















عفوا فخامة الرئيس !


أن تستضيف المملكة الرئيس اليمني للعلاج فهذا أمر يمكن قبوله وتبريره أما أن يستغل فخامته هذه الاستضافة في سفك دماء المحتجين انطلاقا من شعوره بالأمان وأن الملجأ الحصين متوفر عند الحاجة وفي حال سقوط عرشه فهذا أمر يحتاج إلى وقفة جادة وموقف حازم من قبل الدولة المستضيفة حتى لا يفسر ما يحدث أنه بمباركتها ودعمها وبالتأكيد هذا سوف يسيء لها على الصعيد السياسي وفي مجال حقوق الإنسان ويخلق عدوا جديداً مجاوراً في حال تغير النظام ونجاح الثورة وهذا مرجح .

نحن نعلم والشرفاء في العالم يعلمون أيضاً أن المملكة استضافت الرئيس اليمني لدواعي إنسانية وانطلاقاً من روابط الصداقة والأخوة العربية التي تحتم على العربي الوقوف مع أخيه في السراء والضراء ولكن مثل هذه الأخلاق العربية الأصيلة لا تسمن ولا تغني من جوع إذا لم يتم الأخذ في الاعتبار الحسابات السياسية والأمنية فالصداقة مع الرئيس وسلامته ليست أهم من صداقة شعب أو حياة فئات من الشعب اليمني وليست أهم وأعز من مكانة المملكة وسمعتها وأمنها وهانحن بدأنا نسمع بعض الأصوات اليمنية التي تستنكر صمت المملكة حيال ما يحدث من قتل للمتظاهرين وخاصة أن المتهم الأول في ذلك هو الرئيس المقيم في ضيافتها وأبنه الذي يتزعم قيادة الحرس الجمهوري والذي سوف يلحق به لو خرجت الأمور في اليمن عن سيطرة الحزب الحاكم .

وبناء على هذه الحقائق والمعطيات فإنه لزاماً على المعنيين في المملكة أن ينظروا إلى الوضع بصورة مختلفة وأكثر عمقاً فحسن النوايا في مثل هذه القضايا أو المراهنة على صديق خاسر مراعاةً لما كان وليس ما قد يكون وبدون العمل وفق الحسابات السياسية والأمنية الصحيحة سوف ينعكس سلباً على مستقبل العلاقة بين البلدين فكما هو معلوم اليمن يشكل عمق إستراتيجي للأمن في المملكة ووجود القاعدة وجماعة الحوثيين هناك يزيد الأمور تعقيداً إضافة إلى أن توتر العلاقة يمكن أن يستغل من قبل دول معادية ولديها مشاريع هيمنة في المنطقة لتحقيق أهدافها والنيل من المملكة، وهكذا فإن هذه المعطيات تستلزم موقفاً صريحاً وواضحاً من صانع القرار في المملكة تجاه ما يحدث من مجازر يومية وتحديداً في الفترة الأخيرة والطلب من الرئيس اليمني أن يحترم حق الضيافة وأن لا يقدم على أفعال أو يسمح بحدوث ما يتسبب بالإساءة لسمعة المملكة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وعلى المملكة أن تمارس ضغطاً أكثر على الرئيس وباقي الأطراف لإنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها وإذا رفض الرئيس أو أستمر في قمعه للشعب اليمني الثائر فعليه أن يغادر أرض المملكة ويواجه مصيره هناك مع إفهامه أن لا عودة له مجدداً إلا وفق اتفاق مصالحة تكون المملكة طرفاً فاعلاً فيه وأن لا يكون مطلوباً للمحاكمة اليمنية أو الدولية .

    

مفتي المملكة يعلن استياءه مما تقترفه الجماعات المسلحة في البلدان العربية من سفك للدماء واعتداء على الأعراض..

(وكالة أخبار المجتمع السعودي)

 

أعلن مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أمس، استياءه مما تقترفه الجماعات المسلحة في بعض البلدان العربية من سفك للدماء واعتداء على الأعراض لاسيما في رمضان.
وقال في خطبة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: ما يحدث في بعض بلاد المسلمين من فوضى وسفك دماء وتدمير واستباحة أعراض وخسران مبين كان بفعل المجرمين وشياطين الإنس الذين تسلطوا وأجرموا وخربوا الديار.

التعليق:-
ــــــــــــــــ
حال المفتي يصدق فيه المثل القائل " صمت دهراً ونطق كفراً" فقد لزم فضيلته الصمت طوال الفترة السابقة من الثورات العربية ثم عندما خرج عن صمته العجيب تحدث على هذا النحو فإن كان فضيلته يقصد أن هناك جماعات مسلحة في هذه الدول التي ثارت شعوبها كما يفهم من تصريحه وأن ما يقع من جرائم قتل وتخريب للممتلكات وانتهاك للكرامات والأعراض هو من تدبير هذه الجماعات فقط فحريٌ به أن يحدد أي الدول توجد فيها هذه الجماعات وخاصة أن القضية المطروحة حالياً على الساحة هي القضية السورية وهذه كما نعلم وكما نشاهد لا نرى فيها أي مظاهر مسلحة إلا من قبل النظام البعثي البغيض ولو سلمنا جدلاً بوجود جماعات تستخدم السلاح غير رجال الأمن وعصابات النظام كرد فعل على ما أرتكبته هذه العصابات وهذه المليشيات المسلحة التابعة للدولة فقد كان من الأولى بفضيلته أن يدين أولاً النظام السوري ويستنكر جرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية وتقشعر منها الأبدان وأن يشجب بقوة استهداف المساجد وأئمتها والمصلين فيها فقد تجاوزت أفعاله المشينة كل ممارسات العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة ثم يعرج على رد فعل هذه الجماعات المزعومة على سبيل المساواة بين الضحية والجلاد أما أن يحمل المسئولية للضحية فقط وبعد هذا الصمت الطويل فهذا أمر مرفوض ومستغرب ولو قارنا بين هذا التصريح ومواقف دول ومنظمات غربية توصف بالكافرة لوجدنا أن الفرق شاسع ... فكيف لأحد أن يتقبل ذلك من فضيلته؟. 
وإذا كان فضيلة المفتي يقصد بالجماعات المسلحة الطرفين أي النظام والمحتجين على افتراض وجود مسلحين بينهم وخانه التعبير فإنه من الضروري ومن المهم أن يوضح ويتحدث بالتفصيل عن مسئولية كل طرف لا أن يتحدث بشكل مقتضب ومبهم فيسيء إلى نفسه وإلى موقع الإفتاء وهيئة كبار العلماء والمملكة حكومة وشعباً ففضيلته لا يمثل شخصه فحسب وإنما المؤسسة الشرعية في المملكة التي ينتظر منها الكثير في مثل هذه الأوضاع والظروف التي تعصف بالأمة العربية ولذلك كم كنت أتمنى أنه واصل صمته ولم يصرح بشيء حتى لا يستفز الأصدقاء والأشقاء ويجلب لنا جميعاً سخرية الأعداء وشماتتهم وإن أظهروا علناً ترحيبهم بهذا التصريح المرفوض توقيتاً وشكلاً ومضموناً وتأييدهم لما ورد فيه وبالتأكيد سوف يوظفونه لصالحهم ويستثمرونه لتحقيق أهدافهم واستمرار تضليلهم للرأي العام.
 ومما يزيد من حساسية الموقف أن حديث المفتي قد يذهب حالة الابتهاج التي أعقبت بيان خادم الحرمين الشريفين وشعر معها أبناء المملكة بالفخر والأشقاء في سوريا الصامدة وكافة الأحرار والشرفاء في هذا العالم بالنصرة وبعضٍ من الدعم المنشود ، كما أن من شأنه أن يحول الأنظار عن أهمية هذا البيان وما تلاه من مواقف عربية جاءت نتيجة له إلى النيل من المملكة وإشكاليات الخطاب الديني فيها.  











المواقع الإلكترونية ثانية لعلهم يفقهون !

تناولت في مقال سابق بعنوان "المواقع الإلكترونية وثقافة القص واللصق" نشر في صحيفة الرياض بنسختها الإلكترونية في يوم الأربعاء الموافق 19 ذي القعدة 1431هـ - 27 أكتوبر 2010م - العدد 15465 وفي النسخة الورقية والإلكترونية في يوم الجمعة التالي ظاهرة القص واللصق في بعض المواقع الإلكترونية وتحديداً العائلية منها والقبلية وغياب الأسس الصحيحة للحوار والاتهامات التي توجه لكل صاحب رأي مخالف والتصنيفات التي لا يعلم القائلون بها معناها وتطفل أصحاب هذه الثقافة للخوض في قضايا لا يفقهون منها وفيها مثقال ذرة ونحو ذلك، وبالرغم من أننا اكتفينا بتوجيه اللوم لبعض أعضاء هذه المواقع شاجبين طريقة تفكيرهم وأسلوب حوارهم وأعربنا عن كامل التقدير والاحترام لأصحابها مع مطالبتنا لهم بتصحيح الوضع القائم من خلال إدارتها بصورة أفضل إضافة إلى عدم ذكر أسماء هذه المواقع تصريحاً أو حتى تلميحاً كما أن ما تضمنه المقال من سلبيات يوجد في الكثير من المواقع التي تدور في ذات الفلك إلا أن البعض منهم أساءهم هذا النقد البناء والراقي واستمروا في غيهم يعمهون، بينما فريق آخر عبروا عن شكرهم واستفادوا من هذا النقد، وذلك بوضع قوانين واضحة وصارمة تكفل حرية الرأي للجميع ولا تسمح بأي تجاوز أو مشاركات مُسيئة والتي غالباً ما تصدر من قبل حاملي لواء ثقافة القص واللصق أصحاب العقول الفانية والرؤوس الخاوية، ومما تجدر الإشارة له أنه قد سبق هذا المقال مقال آخر تم نشره في هذه المدونة وعدد من مثل هذه المواقع أثنيت وأفضت فيه بالمديح لبعض هذه المواقع ولم يحظى بردود فعل من قبل هؤلاء الناقمين كما كان حال المقال الناقد فهل يعني هذا أن من فقدوا صوابهم بسببه لا ينطبق عليهم إلا الجانب السلبي المشار له في هذا المقال؟ أومثل ما يقال "اللي على رأسه بطحا يحسس عليها" فإن كان هذا حالهم فبئس الحال وبشرهم بسوء المآل.
أما مقال اليوم وإن كان يأتي في ذات السياق من حيث التطرق للمواقع الإلكترونية وما يحدث في بعضها وبالذات المواقع الخاصة وليست المتخصصة من ممارسات غير لائقة وغير مقبولة إلا أنه يتعرض لها من زاوية مختلفة آلا وهي هذا التنافس المحتدم بين بعض أبناء العوائل أو القبائل على إنشاء هذه المواقع ليس للتنويع أو الإثراء، وإنما من أجل الاستقطاب العائلي والشحن القبلي المقيت، فهناك من ينشأ موقع ليكيد لأبناء عمومته أو لينال من بعضهم بالهمز واللمز أو ليحرض هذا على هذا أو ليسعى لإثارة جوانب خلافية تافهة ويبعثها من مماتها حتى يحقق من وراء ذلك مآرب شخصية من بينها إبتزاز المطلوب النيل منه من أجل الحصول على اعترافه بأصحاب هذه المواقع، وأحياناً يتم استهداف آخرين حتى يسيروا في ركبهم في منهج التحريض وسياسة من ليس معي فهو بالتأكيد ضدي، ومع أن هذه الصفات تكفي للحكم على أصحابها بالوضاعة والدناءة إلا أنهم أيضاً يضيفون إلى قاموسهم صفة أخرى آلا وهي صفة "الجبن" ومما يدل على أنهم جبناء ما حدثني به أحد الثقات من أن هؤلاء يعمدون إلى استثمار الأحاديث الجانبية للمختلفين معهم الذين يحاولون من خلال هذه الأحاديث معرفة حقيقة هذا المنهج والوصول إلى الأهداف الخفية لأصحابه لا لشيء، ولكن فقط لتقييمه وتحديد موقف منه فيحرفون هذه الأحاديث أو يخرجونها من سياقها العام وينقلونها للمُراد الإساءة إليه لإقناعه بأن الرافضين لهذا المنهج هم من يتبنونه، هذا بالإضافة إلى ما يتم تأليفه وإدعاءه من أكاذيب، وللأسف أن مثل هذه الأساليب الغبية والخبيثة قد تنطلي لبعض الوقت فيختلط الحابل بالنابل ويكثر القيل والقال، وأضاف أيضاً أن هؤلاء يقومون بدفع أشخاص آخرين من أعضاء هذه المواقع ليحققوا لهم مُبتغاهم، وعند مواجهتهم بما تتضمنه مواقعهم من سوء ينكرون ذلك، وإذا لم يستطيعوا أو أعيتهم الحجة يرمون التهمة على التُبع من الأعضاء الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً وينطبق عليهم المثل القائل "مع الخيل يا شقرا" فيستنكرون أفعالهم المُشينة معلنيين البراءة منها ... فهل هناك أشد من هذا جبناً ودناءة ؟  
 ولو حاول هؤلاء الحصول على مكانة مفقودة أو حظوة مأمولة بأساليب ووسائل مختلفة لالتمسنا لهم العذر لكن أن تكون أساليبهم وأهدافهم ما سبق ذكره، فهذا أمر مرفوض ومستهجن ويجب الوقوف في وجهه ونقده بقوة ليس من أجل أن يرعوي هؤلاء ويتوقفوا عن السير في هذا الطريق الذي لن يجلب لهم إلا الخزي والعار وهواناً على هوانهم فإن قبلوا النصيحة فنعم بها وإن لم يقبلوا فهذا شأنهم وهم الخاسرون الوحيدون، ولكن حتى لا تصبح هذه الحالة ظاهرة مستفحلة كثقافة القص واللصق، فتكون النتائج السلبية لهذه المواقع هي الغالب الأعم وتنعدم معها أو تتلاشى أي نتائج إيجابية، وهكذا فبدلاً من أن تصبح هذه المواقع وسيلة للتقارب الاجتماعي ومشاركة الجميع للجميع في أفراحهم وأتراحهم تكون وسيلة للغيبة والنميمة وشحن النفوس وإشغالها بتوافه الأمور وصغائرها، والحقيقة أن هذا هو السبب الرئيس للكتابة مجدداً حول هذه المواقع.
 وفي هذا الإطار نقول لهؤلاء الذين يعتقدون أنهم حازوا المجد من أطرافه أن إنشاء هذه المواقع ليس إنجازاً حتى يُخيل لهم أنهم أصبحوا من أصحاب الفكر والقلم، فالجميع يستطيع أن يملك الكثير منها، فالمهم طبيعة هذه المواقع ومحتواها وكيفية إدارتها فعلى رسلكم وعودوا إلى رشدكم إن كان لديكم النزر اليسير من الرشد حتى لا تكون حالكم مدعاة للسخرية والاستهجان والشفقة، وأعلموا أن عدم قبولكم النقد ورفضكم تصحيح المسار يعني أن تفكيركم بمستوى ثقافة القص واللصق بل وأسوء من ذلك، وبالتالي فأنتم معنيون بشكل مباشر بما تتضمنه مواقعكم من مهازل.
 وفي هذا المقام يجب أن لا ننسى أن نشيد بالمواقع الإلكترونية التي يحرص القائمون عليها بجعلها جسراً للتواصل الاجتماعي ومنبراً للحوار الهادف قدر الإمكان وما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، كما نتوجه بالشكر الجزيل لأصحاب المعدن الأصيل من أرباب المواقع الذين تقبلوا نقدنا السابق وأثنوا عليه، ونأمل من الجميع أن يكونوا دُعاة بناء وتنوير لا دُعاة هدم وتخوير، فمن لا يستطيع المساهمة في بناء الفكر وتوعية المجتمع أو العمل على صعيد تماسكه وتلاحمه فيكفينا منه أن لا يكون في الاتجاه المناقض لذلك.               

وسقط القناع المزيف

وسقط القناع ... قد يكون ما حدث بالأمس من قيام 

مجموعات من الشباب الفلسطيني بإختراق الحدود

الإسرائيلية من الجانب السوري واللبناني مفاجأة للبعض

ولكن من تابع تصريحات رامي مخلوف إبن خال الرئيس

بشار الأسد قبل أيام لصحيفة نيويورك تايمز وحديثه عن أن

استقرار إسرائيل مرتبط باستقرار سوريا يتبين له بدون

أدنى شك أن دفع النظام السوري لهذه المجموعات في

هذا التوقيت تحديداً وبعد هدوء غريب لعشرات السنين بل

ومنذ وقوع الجولان في قبضة الإحتلال الإسرائيلي يأتي

كرسالة لإسرائيل والولايات المتحدة بأنه هو القادر الوحيد

على السيطرة وأن لديه أوراق سوف يستثمرها في حالة

 استمرار الضغوط الدولية عليه وخاصة التي تقودها الدول

الغربية كما أنه أراد بهذه الرسالة صرف الأنظار عن جرائمه

البشعة في حق الشعب الثائر ... فهل هناك وقاحة أكثر

من ذلك ؟ فهذا النظام طالما صدع رؤوسنا بشعارات

القومية العربية والصمود والتحدي والتشدق بمناصرة

القضية الفلسطينية ويرتفع صوته عالياً كلما سقط شهيدٌ

فلسطيني وهاهو يتبع أسلوب المساومة والمقايضة بدماء

شعبه لمزيد من القتل وسفك الدماء ... فسحقاً لهكذا عروبة

تلك التي يُقتل بإسمها الآلاف وترتكب المذابح تحت شعارها

ويتاجر من خلالها بدماء الشعوب التي طفح بها الكيل

وأصبحت تعشق الموت أكثر من البقاء في ظل حياة

 مسلوبة الحرية والعيش الكريم على أمل أن يتحقق لأجيال

أخرى مستقبل أفضل.

وما زال الإعلام البعثي السوري يهذي !

ولا زال مسلسل هذيان الإعلام الرسمي السوري مستمراً فقد صدع رؤوسنا باسطوانته المشروخة والتي تتعلق بإدعاءاته الباطلة التي تتمثل بوجود مسلحين وعصابات إجرامية في درعا تعتدي على المواطنين ورجال الأمن وأن الجيش توجه إلى المدينة وحاصرها من أجل القضاء على هذه الجماعات المسلحة والحقيقة أن تفنيد هذه الإدعاءات الواهية لا يحتاج إلى الكثير من الحصافة والذكاء فالجميع يعلم أن سوريا كانت محصنة من الإرهاب حتى في الوقت الذي عاث في الأرض تدميراً وفي الناس قتلاً وبالقرب منها وإذا سلمنا جدلاً بصحة ما يدعيه نظام الموت السوري ... كيف يمكن لنا أن نتصور اختراق مثل هذه الجماعات المسلحة القبضة الحديدية للأمن هناك ؟ وبهذا الحجم الذي تطلب كل هذه القوات الأمنية والعسكرية ولم يتم حتى الآن القضاء عليها ثم لو كان الأمر كذلك لماذا تحاصر المدينة بكل فئاتها ونساءها وأطفالها ويمنع عنها الغذاء والدواء والماء والكهرباء ؟ بل ويتم قنص كل شخص يتحرك في شوارعها ولا يسمح بإسعاف المصابين .... والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة إن كان هناك جماعات إرهابية وأن المواطنين استنجدوا بالدولة لحمايتهم فلماذا لم نسمع مواطناً سورياً واحداً من مدينة درعا يقر بذلك ؟ وهم الذين يستغيثون عبر وسائل الإعلام لوقف المجازر بحقهم وتوفير الماء والغذاء لأطفالهم ونساءهم أو على الأقل تركهم يخرجون من المدينة بسلام .

ومما يستفزنا أن هذا النظام الفاشي وأبواقه يهاجم الإعلام الذي ينقل صوت وشهادات أهالي المدينة ويتهمه بالإثارة والتحريض والكذب وكأنه يقول لا تسمعوا إلا ما أقول ويطالب هذا الإعلام بأن يتحرى الدقة بالرغم أنه حتى الساعة يتعامل مع الأحداث في هذا البلد بصورة مختلفة عن المعتاد وعن المأمول أيضاً ويتناسى هذا النظام أنه في الوقت ذاته يمنع أي وسائل إعلامية من الدخول إلى سوريا حتى تتمكن من عرض الحقائق ونقل الوقائع كما هي .... اللهم فرج عن أهالي درعا خاصة وسوريا عامة همهم وأزل كربهم وألطف بهم واجعل الدائرة على الظالمين إنك سميعٌ مُجيب الدعاء.


درعا الثوار

تحية إجلال وإكبار لدرعا الثوار فأنتِ المجد والعزة والفخار والعرب كل العرب لهم الخزي والعار .... يا موطن الأسود ويا شعب الأحرار لا يرهبكم الجيش الجرار والضرب بالنار وحصار الأشرار وليكن الشعار تباً لك يا بشار وعليك لعنة الجبار والموت لك ولحزبك الغدار فنحن قادمون للثأر ضيعة ضيعة ودار دار فكن بالإنتظار إن كنت إبن الأسد المغوار .

الهذيان الإعلامي لنظام البعث السوري

الإعلام الرسمي السوري أصبح يهذي بتفسيره للثورة الشعبية في درعا وغيرها من مدن سوريا فتارة يدعي أن هذه الثورة يقف خلفها تيار المستقبل في لبنان وتارة يقول جماعات سلفية مدعومة من جهات مماثلة في السعودية مستشهداً بفتاوى بعض المشايخ وتارة يوجه أصابع الاتهام للأمير/بندر بن سلطان ويصف ما يحدث بأنه مؤامرة إستخباراتية سعودية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية .... والحقيقة أن المتمعن في هذه الاتهامات يتبين له من الوهلة كذب هذا الإعلام وغباءه فكيف يمكن لتيار المستقبل أن يفعل ذلك وهو أسير حزب الله في لبنان ولم يستطع أن يحرك الشارع الموالي له في مواقف كثيرة تعرض لها الحزب وآخرها الانقلاب عليه وإقصاءه من السلطة فبمجرد خروج أنصاره إلى الشارع ليوم واحد تم تهديده من حزب الله لإيقاف ذلك وبالفعل طالب رئيس التيار أنصاره بإيقاف الاحتجاج بالرغم أن أنصار حزب الشيطان قد سبق لهم تعطيل الحياة السياسية وشل الحركة الاقتصادية لسنوات بدون وجه حق ناهيك عن اجتياحهم لبيروت عام 2006 وما ترتب عليه من قتل وتخريب وإجبار لساسة تيار المستقبل للتوقيع على اتفاق الدوحة الذي منح حزب الشيطان الثلث المعطل بما يتعارض مع نتائج الانتخابات واستحقاق الأغلبية .

أما حكاية الدعم السلفي من مشايخ في المملكة فبالتأكيد هناك تعاطف من الجميع مشايخ وغيرهم من المواطنين والفتاوى المشار لها جاءت بعد الثورة وليس قبلها وهي تأتي في إطار هذا التعاطف المبني على معرفة بسياسة نظام البعث الإجرامية وقمعه للشعب السوري طوال العقود السابقة كما أنه للأسف معظم المشايخ في السعودية لم يعبروا عن تأييدهم للثورة والبعض الآخر لديهم مواقف رافضة لأي ثورة شعبية أو حتى مظاهرات سلمية ، أما الرواية السخيفة الخاصة باتهام الأمير/بندر بن سلطان فهي تتعارض مع واقع الحال السعودي وسياسة المملكة الخارجية وكم أتمنى أن تكون هذه الرواية صحيحة لنرد الصاع الصاعين لنظام حاول الإساءة لنا كثيراً في العديد من المواقف وتحالف مع نظام الملالي في إيران لدعم مشروع الدولة الصفوية وتوسيع نفوذها في المنطقة ولو كان تحالف مصالح فقط لهان الأمر وكان مقبولاً فهذا حال الدول ومُتطلبات السياسة ولكن أن يكون هذا التحالف موجهاً ضد أشقاء عرب والإضرار بأمنهم ومصالحهم فهذا تحالف شيطاني بغيض يجب الوقوف في وجهه وعدم الانخداع بشعارات القومية العربية والجوار والدم العربي والتاريخ المشترك.


كان صمتاً مُريباً فأصبح حديثاً مُعيباً


في تطورات جديدة لقضية تلوث مهد الذهب

«الأرصاد»: الشركة المشغلة للمنجم لا تمتلك موافقة على نشاطها البيئي وسيتم إغلاق المنجم في حال ثبت تلويثه للمنطقة


السموم تتطاير من منجم مهد الذهب على منازل السكان
مهد الذهب - مالك معيض
    كشفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الشركة المشغلة لمنجم مهد الذهب لا تمتلك موافقة على نشاطها البيئي محذرة في الوقت ذاته بأنها سوف توقف نشاطها في حال ثبت تسببها في تلوث محافظة مهدالذهب.
في حين أن خروج الأرصاد عن صمتها في أكبر قضية تلوث تشهدها المنطقة الغربية من المملكة جاء بعد تطورات سريعة التي تحقق فيها الدائرة الثانية عشرة في المحكمة الإدارية بمحافظة جدة ويقف خلفها 20 ألفا من سكان محافظة مهد الذهب بعد أن تقدموا بشكوى لدى المحكمة الإدارية متهمين قطاعات حكومية وخاصة في تلوث تربة مهد الذهب ومستندين على بحوث علمية من جامعات سعودية (جامعة الملك سعود) وجامعات عالمية (جامعة مموريال الكندية) تثبت تلوث تربة المحافظة بسبب مخالفة الشركة المشغلة للاشتراطات الصحية والبيئية لحماية السكان، وأوضح ل»الرياض» وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سمير جميل غازي أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قد شكلت فريقا خاصا لمتابعة قضية تلوث محافظة مهدالذهب، ويعقد الفريق حالياً اجتماعات دورية لمتابعة تطورات الأوضاع بالمنطقة ووضع الحلول مع إمارة منطقة المدينة المنورة والشركة المشغلة لمنجم مهدالذهب، وأكد وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قائلاً أن الشركة لا تمتلك حتى الآن موافقة من الأرصاد لتمارس النشاط التعديني بالمنطقة، حيث ما زال طلبها تحت الدراسة وفي حال اكتشفنا أنها مخالفة للأشتراطات الصحية، كما يدعي به السكان سيتم إغلاق المنجم فوراً فصحة المواطن أهم من الذهب المستخرج.
وأضاف غازي قائلاً: كان المفترض على الشركة المشغلة لمنجم مهد الذهب ان تتحصل على شهادة الموافقة البيئية من الأرصاد ومن ضمن اشتراطات الشهادة البيئية عمل الدراسات والمسوحات البيئية قبل شروعها في نشاطها لمعرفة الحالة البيئية ويكون هنالك برامج مراقبة لمعرفة التأثيرات السلبية لهذا النشاط، مشيراً إلى الأرصاد تنتظر حالياً الدراسات التي تقوم بها الشركة المشغلة لإثبات هل يوجد خطر على صحة السكان وسنعمل على نتائجها، من جانب آخر رفض أهالي مهد الذهب التبرير الذي تقدمت به وزارة الثروة المعدنية عن عدم تسببها في تلوث مدينة مهدالذهب.
وكانت المحكمة الإدارية قد استقبلت أكبر قضية تلوث تشهدها المنطقة الغربية بمدينة مهدالذهب التي يقف خلفها 20 ألف نسمة من سكان المحافظة مطلع السنة وأجلت الدائرة الثانية عشر القضية لأخذ إفادة الشركة المشغلة لمنجم مهدالذهب عن تسببها في تلوث المدينة بعد تنصل وزارة الثروة المعدنية عن المسؤولية تجاه ما يحدث من تلوث بالمنطقة ثم أجلتها المحكمة مره أخرى.
واستكملت السبت الماضي المحكمة النظر في القضية بعد تسبب أكبر مناجم المملكة للذهب في تلوث المحافظة، وهذا ما أكدته الدراسات العلمية التي قامت بها الجامعات السعودية والعالمية، ورفض المدعون خلال جلستهم ما تقدمت به وزارة الثروة المعدنية عن عدم مسؤوليتها في تلوث مدينة مهدالذهب مبيناً أن الوزارة هي الجهة المخولة في إعطاء التصاريح لأعمال التعدين للشركة المشغلة للمنجم التي خالف النظام البيئي السعودي لحماية السكان والبيئة.
وكانت وزارة الثروة المعدنية قد بينّت في الجلسة الماضية أن الشركة المشغلة لمنجم مهدالذهب تتمتع بصفة معنوية وأهلية كاملة لتحقيق أغراضها وبالتالي فهي مسؤولة عن جميع تصرفاتها والتزاماتها ويقع على عاتقها القيام باتخاذ جميع وسائل الصحة والسلامة والمحافظة على البيئة في جميع العمليات التي تقوم بها في محافظة مهد الذهب.
الجدير بالذكر أن المحكمة الإدارية بمحافظة جدة أجلت النظر في القضية إلى التاسع عشر من الشهر القادم لاستكمال إجراءات القضية قبل إعلان الحكم.

التعليق:-
______

أخيراً خرجت الرئاسة العامة للأرصاد عن صمتها المُريب وأعلنت عن رأيها بشأن هذه القضية التي شغلت الرأي العام السعودي وتناولتها الصحافة بالكثير من التحليل والتفصيل مراراً وتكراراً  ولو كان هذا الإعلان المتأخر جاء إيماناً منها بأهمية القضية وعدالتها وحرصاً على سلامة أهالي مدينة مهد الذهب لقلنا عفا الله عما سلف ولكن أن يأتي هذا بعد عدة جلسات من نظر القضية لدى ديوان المظالم وقُرب النطق بالحكم فيها فإن هذا التحرك من قبل الرئاسة لا معنى ولا قيمة له ونطالبها أن تستمر في سُباتها العميق لأن القضاء سوف يقول كلمته الفاصلة التي نأمل أن تحقق المطالب العادلة لسكان المدينة وبالتأكيد سيتم الإلتزام بها من قبل الشركة والجهات المعنية بتنفيذ الحكم القضائي دون الحاجة لخدمات صاحبة الفخامة "الرئاسة العامة للأرصاد" .

معرض الكتاب والتقريب أم دعاة الاحتساب والترهيب !

كثر اللغط حول معرض الكتاب وتساءل كثيرون بشأن حقيقة الأحداث التي شهدها هذا المعرض وتحديداً في يوم الأربعاء الموافق 27/3/1432هـ فهي كما يرويها كتاب ومثقفون وإعلاميون وزوار كانوا متواجدين في ذلك اليوم المشهود كانت مؤسفة وسلبية ومُسيئة لكل شيء جميل في هذا الوطن والأهم أنها تشوه صورة المملكة أمام العالم المتمثل أولاً في أصحاب دور النشر الذين ينتمون لعدة دول وفي الإعلام الذي ينقل لهذا العالم كل شاردة وواردة تحدث في بلادنا وهذا حقه ودوره ونحن لا نتحدث عن صورة حضارية فحسب وإنما تلك الصورة التي نفاخر بها العالم أجمع وهي ما يجب أن تتسم به بلادنا من سماحة وعدالة وصفاء منهج وكلها نابعة من أحكام الإسلام الذي هو دستور هذه البلاد ومنهجها .
وهناك من ينفي وقوع أي أحداث على هذا النحو ويقول أن كل ذلك محض افتراء وكذب فلم تتم مضايقة الزوار من النساء ولم يتم التعرض للإعلاميين والكتاب أو دور النشر بأي سوء ولم تحدث إعاقة للوزير في جولته أو إحداث أي جلبة وضوضاء وأن كل ما حدث يأتي في إطار الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبصورة فيها الكثير من البساطة والتهذيب والأدب ونتيجة لوجود العديد من الكبائر التي لا يمكن السكوت عنها ويدللون على ذلك بمقاطع فيديو نشروها في اليوتيوب وصفوها بأنها هي الحقيقة الكاملة وطالبوا من خلالها عدم تصديق ما تناقلته الصحافة المحلية .
وللوقوف على حقيقة ما جرى فإن ما شاهدته قبيح ومستفز ومشين وإليكم القصة صادقة ومنقوصة من حيث عدم مشاهدتي لكل ما جرى ولذلك فقد تلخصت مشاهداتي بالآتي :-
1-  أقتحم مدعي الحسبة المعرض على شكل مجموعات .
2- كثف هؤلاء حضورهم في منصات التوقيع والأماكن التي يتواجد فيها الإعلاميين والكتاب ومسئولي وزارة الإعلام مفتعلين إشكاليات مختلفة بحجة المناصحة أو رفضهم لتصويرهم من قبل كاميرات الإعلاميين .
3- يتوجه هؤلاء إلى دور النشر ويعمدون إلى الحديث مع أصحابها أو الباعة فيها واصفين ما تحتويه بالفساد والإلحاد وغير ذلك من عبارات التهويل والمبالغة وعلى مسمع ومرأى من الزوار والزبائن .
4- ما إن يرون أي امرأة زائرة كانت أو إعلامية أو صاحبة دار كاشفة لوجهها أو منقبة حتى ينهالون عليها بتوجيهاتهم وأوامرهم المعتادة مطالبين إياها بالستر وكل ذلك بصوت مرتفع .
5- في حالة قيام مجموعة  منهم بإحداث جلبة وصخب يحرص الآخرون على منع التصوير وخاصة الفيديو سواءً كان من قبل إعلاميين أو زوار وهذا يفسر ماورد أعلاه من حيث نشرهم للمقاطع التي تظهرهم بصورة تخالف جملة ما حدث في المعرض .
6- عندما يتحدث أحد رجال الأمن مع أي من عناصر هذه الفئة سواءً كان هو المُبادر أو العكس يتفاجأ بأنه محاط بالعشرات منهم .
7- يحاول البعض منهم إخافة ضباط  الأمن (وهيهات لهم ذلك) من خلال المطالبة بإخراج زملاءهم الذين يتم مناقشتهم داخل المكتب المخصص للشرطة والموجود في المعرض أو الاتصال على أشخاص خارج المعرض وتزويدهم بأسماء ضباط محددين.
 8- في الفترة التي أعقبت أحداث الشغب قدم لمكتب الشرطة شخصيات دينية معروفة مثل الدكتور/يوسف الأحمد للبحث عن ضباط بالاسم ووصف الإجراءات الأمنية بالتعسف والتصعيد سواءً داخل المعرض أو في قسم الملز وفي المقابل وصف الذين يتحدث باسمهم بأنهم بسطاء وأنهم يأمرون بالمعروف وبالكلمة الطيبة وأن جميعهم تم إيقافهم بدون وجه حق بل أن البعض منهم كان متسوقاً ولا ناقة له ولا جمل ثم أصدر توجيهاته "السامية" بعدم التعرض "للمحتسبين" وإعانتهم على ذلك وطلب عدم الاقتراب من تجمعاتهم أو تجمهرهم لأن ذلك سوف يفاقم المشكلة فاقتراب "العسكري" على حد قوله من أي تجمهر يؤدي إلى تصعيد الوضع وردات فعل ومثل هذه التبريرات وهذه المطالبة تجعلنا نتسائل حول ماهية العلاقة بين هذه الشخصيات الدينية وفي مقدمتهم يوسف الأحمد وفئة محتسبي معرض الكتاب .
9- معظم الذين يحدثون جلبة داخل المعرض لا يحملون بطاقات اثبات شخصية .

مما سبق يتبين لنا كيف كان حال هؤلاء أثناء تواجدهم في المعرض وهل ذلك يتوافق مع ما يدعونه من احتساب ? وللتوضيح فإن ما تضمنته المشاهدة الأولى يدل على أن الهدف الحقيقي من الحضور إلى المعرض على هذا النحو لا صلة له بدعوى الاحتساب لأن من كان يبتغي ذلك ونيته حسنة بإمكانه الحضور بمفرده والقيام بهذه المهمة مع اختلافنا بشأن أهمية دوره في ظل وجود جهة رسمية مكلفة بأعمال الحسبة على مدار الساعة وبالتنسيق مع الجهات الأخرى المشاركة كما أن هذا الحضور الجماعي مع انتهاج أسلوب الهيئة حتى قبل الدخول إلى المعرض وعدم التوقف يوحي للآخرين من أفراد الأمن المكلفين بعملية التفتيش الأمني أن هؤلاء ينتمون إلى جهة حكومية وهنا تفقد العملية التفتيشية جدواها .
أما المشاهدة الثانية فهي تعني أن هناك رغبة مستميتة في إعاقة فعاليات المعرض الثقافية والإعلامية وإلا كيف يمكن تفسير التجمهر حول الكتاب أو رجال الإعلام ومسئولي الوزارة واعتراض طريقهم وهم يشاركون في فعاليات معدة سلفاً بصرف النظر سواءً صاحب ذلك اعتداء أو تلفظ أو لا فمجرد إتباع هذا الأسلوب كفيل بتعطيل الفعالية أو تعكير صفو المشاركين ومنعهم من الظهور بشكل لائق وإتمام عملهم أو زيارتهم بنجاح ومن أكثر الأمثلة وضوحاً على ذلك ما حدث أثناء جولة وزير الإعلام في التاريخ المشار له أعلاه حيث لم يكن قادراً على التحرك إضافة إلى الضوضاء التي تم افتعالها ومنع الإعلاميين من التصوير بالرغم أنهم كانوا يقومون بعملهم الطبيعي في توثيق الجولة لذلك كان لزاماً على الجهات الأمنية أن تتدخل والسؤال ألم يكن من المناسب أن يتم احتسابهم بصورة أفضل كالذي حدث بعد التدخل الأمني الذي حرص على تنظيم الجولة وإبعاد التجمهر مع إتاحة المجال لشيخهم بالحديث مع معالي الوزير حتى أنهما أديا صلاة العشاء سوياً .
المشاهدة الثالثة تؤكد رغبة هؤلاء في استعراض عضلاتهم على ضيوف المملكة من أصحاب دور النشر الذين تم التصريح لهم وفسح كتبهم وذلك من خلال استفزازهم وتنفير الناس من الإقبال عليهم أو تعطيل حركة البيع والشراء القائمة وإلا لماذا لا يذهب هؤلاء بملاحظاتهم ومقترحاتهم صحت أو لم تصح إلى الجهة المعنية في وزارة الإعلام والمخولة بسحب أي كتب يتم الاعتراض عليها مباشرة ثم مصادرتها أو إعادتها في حالة عدم صحة الملاحظات .
أما المشاهدة الرابعة فهي تكشف لنا زيف إدعاءاتهم المتعلقة بإنكار المنكر لأنهم يستهدفون جميع النساء وبأسلوب محرج فمطالبة المرأة المحتشمة بالستر يلفت لها الأنظار ويسيء لها ويتسبب بالأذى النفسي كما أن هذا الأسلوب غير مطلوب في كل الأحوال على  افتراض أن المرأة كاشفة الوجه ارتكبت منكراً من وجهة نظرهم والأهم من ذلك قيامهم بدور ليس منوطاً بهم وهناك جهة كما ذكرنا معنية بالاحتساب وأفرادها معلومون كما أن هؤلاء يفتقرون إلى أبسط الشروط والمواصفات الواجب توفرها في المحتسب وهنا نتعجب من صمت هذه الجهة التي ترى كل ذلك وتعلم أن مثل هذه الممارسات سوف تحسب عليها من قبل الزوار الذين يعتقدون أن هؤلاء ينتمون لها كما أنني أعتقد أن هذه التصرفات تأتي في إطار المنكر الذي يجب النهي عنه والقبض على مرتكبيه واتخاذ الإجراءات المناسبة في حقهم .  
المشاهدة الخامسة تدل على أن هناك اتفاق جمعي بين هؤلاء وأن ما حدث لم يكن عفوياً أو بمحض الصدفة وأن النوايا لم تكن حسنة لأن منع الآخرين من التصوير في الوقت الذي هم يفعلون ذلك يؤكد أنهم يريدون التغطية على سلوكياتهم غير المنضبطة وإخفاء الحقيقة وإظهار فقط ما يريدونه أن يظهر للعلن من مقاطع حرصوا فيها أن يكون أسلوبهم أكثر تهذيباً ظناً منهم أن ذلك سوف ينطلي على ولاة الأمر وحتى يستثمروا الوضع لصالحهم من خلال اتهام الصحافة بالكذب والافتراء عليهم لاستدرار مشاعر الناس والتأثير فيها بذكر أمور لم تحدث وأيضاً كسب تعاطف مسئولي الدولة .
كما تشير المشاهدة السابقة حتى المشاهدة التاسعة إلى العديد من الحقائق أهمها أن هذه الفئة منظمة وهناك من يقف خلفها ويساندها ويحاول التغطية على أفعالها وتبريرها من خلال إثارة بعض المبررات الواهية أو المختلقة وإن وجدت بعض الملاحظات التي يمكن أن تحدث في أي مكان غير معرض الكتاب فهناك جهات معنية بالتعامل معها .
ومن الحقائق أيضاً أن هذه الفئة تناصب رجال الإعلام والأمن وأصحاب الفكر والقلم العداء على حدٍ سواء فالعاملون في مجال الإعلام يرصدون أخطاءهم وتجاوزاتهم ومنسوبي الأجهزة الأمنية يمنعونهم من الاستمرار في غيهم ويكبحون جماحهم وتتحطم أفكارهم الرجعية والضلامية على صخرة الفكر المستنير .
ومن وجهة نظري أن عناصر هذه الفئة والمنتمين للفئة الضالة وجه واحد لعملة واحدة فهؤلاء النواة الأساسية للإرهاب ووقوده الحقيقي والدليل على ذلك التشابه في الأسلوب المتبع من حيث الكذب والتهويل والإفتراء على الدولة ورجالها واتهامهم بملاحقة الدعاة والتضييق عليهم وكل هذا يأتي في صالح الشحن ضد الدولة ورجال الأمن والإعلام والتأثير في الرأي العام لكسب تعاطفه بالإضافة إلى سهولة تجنيد السذج من الشباب في جماعات معادية للدولة ومن الأدلة الملموسة على ذلك مقاطع الفيديو التي تم نشرها على اليوتيوب وتحديداً المقطع المسمى"معرض الكتاب وثقافة الحديد" والذي لم يتضمن جملة واحدة صادقة وحتى أكون أميناً في ما أعرفه تحديداً وهو كثير وأهم ما ورد في المقطع ... فكيف يجتمع الكذب وهو من الموبقات السبع مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ حيث كان المقطع عبارة عن اتهام باطل للجهات الأمنية فيما يختص بتعاملها مع هذه الفئة ناهيك عن التشهير بفتاة ووصفها بالتبرج والسفور بالرغم أنها كانت منقبة نقاباً ساتراً ولكن لأنها إعلامية أرادوا النيل منها وأعتقد أنهم في ذلك اليوم الذي شهد غزوتهم كانوا يعمدون لمضايقة عموم الحضور في المعرض حتى من النساء الزائرات والمحجبات لأنهم أرادوا تخريب المعرض وإن كان أصحاب هذه المقطع لم يصرحوا بأسماء محددة فقد فعلوا ذلك عبر ذكرهم لضباط أمن بالاسم واتهامهم بالتحيز إلى جانب الإعلاميين والإعلاميات في موقع الساحات السياسية ، وفي ذات المقطع أدعوا بأنهم نفذوا "أمر الله" وهذا فيه اعتراف واضح بقيامهم بما نفوه في تكذيبهم للصحافة من أعمال ليست ضمن اختصاصهم وهو أيضاً إشارة صريحة إلى أنهم يرون أنفسهم أوصياء على هذا البلد وان لهم الحق بالتدخل في شئون الجهات الرسمية الأخرى وهذا يؤكد ولو بشكل غير صريح أنهم يعتقدون أن هذه الدولة بإقامتها لهذه التظاهرة الثقافية تعارض شرع الله مما يستدعي تطوعهم وجهادهم لتنفيذ حكم الله ، وقد يعتقد البعض أن هذا التباهي وهذا الإدعاء ناتج عن شجاعة يتسم بها أصحاب المقطع والحقيقة أن الأمر عكس ذلك فمن يتحلى بالشجاعة لا ينكر أنه جاء للمعرض من أجل الاحتساب وخاصة إذا كان يظن أنه على حق ويقول أن زيارته للتسوق ثم يخرج على الناس عبر إعلامه المُظلِل ليقلب الحقائق مُدعياً أن الجميع شياطين أو منافقين أو متخاذلين وهو الملاك الطاهر .
ومن مقاطع اليوتيوب التي تتضمن إدعاءات كاذبة ذلك المقطع الذي يتحدث فيه يوسف الأحمد عن اعتقال المحتسبين في معرض الكتاب موجهاً حديثه لسمو أمير منطقة الرياض وهذا لعمري محض افتراء وتجني فكل من تم إيقافهم لم يكن ذلك بسبب الاحتساب على افتراض حسن النوايا ونُبل الهدف وسلامة الأسلوب وصحة هذا العمل والحاجة إليه وإنما كان هناك دعاوى مرفوعة ضدهم ولأنهم ليسوا من المكلفين بعمل الحسبة فتم إحالتهم إلى أقسام الشرط والبعض الآخر حاول إحداث شغب وفوضى وعدد المُحالين قلة مقارنة بالعدد الإجمالي أما من احتسبوا ولم يدعي عليهم أحد أو يحدثوا شغباً لم يتم اتخاذ إجراء بحقهم بالرغم من مشاهدة رجال الأمن لهم ووجود بعض الملاحظات ومن هؤلاء أصحاب مقطع "ثقافة الحديد ومعرض الكتاب" الذين بدلاً من أن يقدروا التعامل الراقي لرجال الأمن خرجوا علينا بهذا المقطع يسوقون التُهم جِزافاً ويتبجحون ببطولة زائفة لم تكن لديهم آنذاك وهم أبعد ما يكون عنها (ومن قولهم يرد عليهم) .
والحقيقة أنني أربأ بالدكتور/ يوسف من تعمد القول المنافي للواقع أو الإدعاءات الكاذبة وأناشده بالله أن يتحرى الحقيقة وأن يحسن الظن بالدولة ورجال الأمن كما يحسن الظن بتلاميذه أو مُدعي الحسبة إن كان الأمر كذلك فكلنا مسلمون وأبناء وطن واحد وإن كانت معايير الثقة أو المصداقية في الشكل والتظاهر بالالتزام فهذه مصيبة  لأنه بإمكان أي شخص فعل ذلك وخداع الناس وظلمهم والإساءة إلى جوهر الإسلام ... يجب الحكم على الأفعال لا الأشكال ... (اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ) .
ومن المفارقات أن صاحبات دور النشر التزمن بكل ما فرضه "الغازون" باستثناء تغطية الوجه حتى أنهن ارتدين العباية السوداء نزولاً عند رغبة هؤلاء وامتنعن عن البيع ولكن لم يجدي هذا نفعاً ، والعجيب والمستنكر أنهم لم يشيروا في المقطع على الإطلاق للتوجيهات التي قضت بمنع الإعلاميات من التواجد الدائم او القيام بأي أعمال إعلامية داخل المعرض إضافة إلى منع صاحبات الدور من البيع أو حتى التواجد داخلها وهذا يعني أنهم لا يريدون الإقرار بتجاوب ولاة الأمر مع مطالبهم التي يتحججون بها بعد كل غزوة لتبرير غوغائيتهم وتسلطهم على الناس وإن حاولوا التعبير عن ولائهم قولاً ، ومما يمكن أن يقال في هذا الشأن أن هذا التجاوب لا يعني أحقية المطالب فعمل الإعلاميات ليس مُنكراً وبيع النساء للكتب ليس مُحرماً وإن صدرت أي ممارسات من قبل أي منهن تخالف الآداب العامة فشأنهن شأن باقي النساء من حيث تطبيق الأنظمة الخاصة بذلك من قبل جهات الاختصاص .
وبناءً على هذه المعطيات التي تثبت بالدليل القاطع عدم وجود أي مسوغات لحالة الهرج والمرج والغوغاء التي سادت في يومهم المشهود والموعود من كل عام في مثل هذه التظاهرة الثقافية نستطيع الاستنتاج بأن كل ذلك كان فقط يستهدف تشويه الوجه الإيجابي لهذه التظاهرة وترهيب المعنيين بتنظيمها والمشاركين في فعالياتها وكافة الذين يرون فيها هذه الإيجابية من الزوار وأن لا علاقة للاحتساب بهذه الحالة المتكررة بأي حال من الأحوال .
وفي هذا السياق وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لرجال الأمن أرى أنه يتحتم على الجهات الأمنية وخاصة الأمن العام ممثلاً في شرطة منطقة الرياض أن تسارع إلى التحقق من صحة هذه الاتهامات (والتي نعلم مسبقاً عدم مصداقيتها لمعرفتنا بحقيقتها وكافة ملابساتها) وفي حال ثبوت صحتها تعمل هذه الجهات على مسائلة منسوبيها ومحاسبة كل من تورط في أي تجاوز قانوني متعمد أما إذا تبين عدم صحة هذه الاتهامات  يتم كشف الحقائق من خلال ما لديها من معلومات أمنية ووثائق بالصوت والصورة وشهادات رجال الأمن من أجل تفنيد إدعاءات هذه الفئة المحتسبة زوراً وبهتانا وتوضيح الإجراءات الأمنية التي تمت للسيطرة على الفوضى والشغب التي حدثت ومن الأهمية اتخاذ الإجراءات القانونية في حق أصحاب هذه المقاطع  .
ومن التدابير الواجب القيام بها مستقبلاً منع أي شخص لا ينتمي إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ممارسة دور الحسبة أو التحدث إلى أصحاب دور النشر بشأن ما تحتويه من كتب وإصدار توجيهات واضحة بإحالة من يقدم على ذلك إلى أقسام الشرط كونه منتحلاً صفة رجال الهيئة وأن يتم هذا الإجراء دون انتظار مدعي لأن معظم من يتعرضون للمضايقة يتعذر عليهم اللجوء إلى مكتب الشرطة في المعرض لأنهم يؤدون أعمالأ يصعب تركها أو تأجيلها فهم إما إعلاميين أو أصحاب دور نشر أو عوائل أو نساء يخجلن أو يخشين التقدم ببلاغ كما أن الكثيرين يعتقدون أن هؤلاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إضافة إلى أن تصرفات هذه الفئة الباغية تتجاوز حدود الضرر الشخصي فهي بمثابة انتهاك حق عام وتحدي سافر للدولة التي أتاحت الآلية المناسبة للاعتراض أو إبداء الرأي بشأن أي ملاحظة بل وتتجاوب معها وقد تضمن مقطعهم الأنف الذكر ما يدل على ذلك فهم أرادوا الإساءة ولكن أراد الله أن يجعل دليلهم هذا حجةً عليهم . 
قال تعالى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }
هذه الآية بمعناها العام تحث على العدل مع المشركين والكفار حتى في حالة عدوانهم فكيف هو الحال مع المسلمين وأبناء الوطن الواحد وهم لم يبادروا بالعدوان بل أُعتدي عليهم والتزموا فقط بتطبيق النظام فأين نحن من مضمون هذه الآية الكريمة .

غيضٌ من فيض والأمر يحتاج إلى ......


أثناء جولتهم في معرض الرياض الدولي للكتاب..

"متشددون" يتهجمون على وزير الثقافة والإعلام ويسيئون إلى السيدات الزائرات


د.خوجة أثناء تجوله في المعرض
الرياض - سلوى العمران واسمهان الغامدي ، تصوير - صالح الجميعه
    قام أحد المتشددين بالتهجم على الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام متوجها اليه بالكلام بنبرة حادة وسط حشود الزائرين لمعرض الرياض الدولي للكتاب "يا خوجة اتق الله في الوزارة" واصفاً توجهات الوزارة في السنوات الأخيرة نحو التطوير والتجديد بأنها واضحة ومكشوفة حيث تدعو إلى التغريب- على حد زعمه - بينما كان رد الدكتور خوجة وهو يبتسم "جزاك الله خيرا".
ولم يكتف المتشددون بتلك الفوضى التي أحدثوها بل لحقته مجموعة أخرى بالاتهامات وعدم الرضا. وقد تميز رد د.خوجة باللباقة والحكمة في امتصاص غضب المتشددين واحتوائه للموقف. هذا وقد أحدث مجموعة من المتشددين الفوضى في المعرض، وتهجموا "لفظياً" على بعض الزوار.
..من ناحية أخرى فإن هذه التجاوزات من قبل هؤلاء قد امتدت إلى السيدات المحافظات الزائرات للمعرض بعبارات قاسية .. وحاولوا سحب الكاميرا بعنف من مصور صحفي، مطاردينه بعبارات قاسية، لكنه ابتعد عنهم، وكانوا يتعاملون بعنف مع أشخاص معينين لهم حضور ثقافي أو إعلامي.
وقد نفى أحد مسؤولي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انتماءهم إلى الهيئة. السؤال: ما أهمية وجود رجال الأمن في المعرض وهم لا يردعون هؤلاء ؟ ولماذا يعطى أمثال هؤلاء المنغلقين حرية هذه التصرفات دون عقوبات رادعة ؟ فهم قلة قليلة جدا ومرفوضة ومجتمعنا المحافظ ليس بحاجة إلى مثل هذه التجاوزات..

مشادات كلامية لمجموعة من المتشددين مع زوار المعرض

متشددون يحدثون الفوضى في المعرض

متشددون يحدثون الفوضى في المعرض

بورك بالرجال الأحرار وطوبى للشهداء الأبرار

رغم عزوفي عن الكتابة في أي شيء وعن أي شيء هذه الأيام إلا أنني وجدت نفسي مُرغماً للتعبير عن مشاعري بشأن ما يحدث في ليبيا الأبية الصامدة فأن يواجه شعب أعزل الموت المحتوم والقتل البشع بأسلحة لا تستخدم إلا في الحروب بين الجيوش وفي ظل تعتيم إعلامي مُحكم وصمت عربي مقيت ومُخزي وآخر غربي مُريب فهذا بالتأكيد موقف بطولي يستحق الإكبار والإجلال فبورك بالرجال الأحرار أحفاد البطل عُمر المخُتار وطوبى للشهداء الأبرار .

شركة معادن وخطاب الإرهاب والترهيب !


يبدو أن الحملة الإعلامية الشعبية إن جاز لنا تسميتها كذلك والتي تتحدث عن التلوث في مدينة مهد الذهب بدأت تؤتي ثمارها أقلها من حيث أنها أثارت حفيظة المسؤولين عن شركة معادن فأصبحوا يتخبطون على غير هدى فقرروا التعامل مع هذه الحملة العفوية على طريقتهم فأقدموا على مخاطبة جامعة الملك سعود يتذمرون من الحملة ويتهمون الدكتور/عبدالله الفراج بقيادة حملة إعلامية تحريضية ضد الشركة ولو أن الأمر توقف على ذلك لصنفنا هذا الخطاب في سياق الموقف العام للحالة المزرية في التعامل مع قضية التلوث والرغبة الغبية في الدفاع عن الشركة ولكن أن يتضمن الخطاب مطالبة الجامعة بالضغط على الدكتور الفراج لإيقاف هذه الحملة والأسوء من ذلك إقحام الإرهاب في الموضوع والتذكير بأن هناك جنسيات غربية تعمل لدى الشركة فهذا موقف عجيب وأحمق (يبدو أن الإرهاب صار مبرراً لكل من أراد كسب الدعم أو التأييد) فبدلاً من أن تعمد الشركة للتحدث عن جوهر القضية والإجراءات التي أتخذتها لمعالجة مشكلة التلوث أو نفي النتائج التي توصلت لها الدراسة العلمية التي أعدها الفريق العلمي وأكدت وجود تلوث خطير تعاني منه المدينة والتي سبق لنا تناولها بشيء من التفصيل في مقالين سابقين تحاول الشركة قلب الطاولة بصورة تثير السخرية والرثاء وهي أيضاً تؤكد حجم التجاهل الذي تتعامل به الشركة مع الإعلام والرأي العام الذي لا زال مصدوماً من نتائج الدراسة والصمت المريب للشركة والجهات المعنية حيال هذه النتائج وعدم إتخاذ خطوات عملية للحد من التلوث البيئي ومعالجة آثاره السلبية كما يدل على أنها تتعامل بفوقية مع الجميع بما في ذلك الجامعة وإلا كيف لها أن تتجرأ على بعث مثل هذا الخطاب "المُعِيب" وتأمر الجامعة بإتخاذ إجراء بحق الدكتور الفراج إلا إذا كانت تظن أن الجامعة إحدى الإدارات التابعة لها .
وفي هذا الإطار يجب أن تعلم الشركة أن الحديث عن تلوث مدينة مهد الذهب من خلال دراسة علمية لا يعني تحريضاً وإنما هو أمانة علمية ومهنية وموقف وطني وجهد مخلص قد لا يعيه من بعثوا بالخطاب ووجهوا به فنلتمس لهم العذر كما نقول لهم أن هذه الحملة الإعلامية جاءت متأخرة لتأخر نشر نتائج الدراسة كما أشرنا في المقال الذي نشر في صحيفة الرياض بتاريخ 4 ذي الحجة بعنوان "الوباء الصامت والصمت القاتل" حيث حرص المعنيون بالدراسة وفي مقدمتهم الدكتور الفراج على عدم التسرع في ذلك حتى لا يُساء فهمهم ولكي لا يؤثر ذلك على تعامل الشركة وغيرها من الجهات ذات العلاقة مع قضية التلوث لأن الفريق العلمي لا يهدف إلى الظهور الإعلامي أو إستغلال القضية ضد أحد أو إستثمارها بأي شكل من الأشكال ولكن مع تجاهل الشركة لأي خطوة فعلية ذات جدوى تم نشر نتائج الدراسة في الصحافة المحلية وهذا حق طبيعي للفريق العلمي والجامعة وكان التركيز على النتائج العلمية فقط ثم أهتمت وسائل الإعلام المرئية بذلك وتناولت القضية في فقرات ضمن برامج تلفزيونية وقد تم ذلك بشكل متواضع بمعنى أنه لا يتناسب مع حجم القضية وأهميتها وليس فيه أي إشارة للشركة بشكل تحريضي أو إتهامي ولم يصاحب ذلك للأسف أي تناول إعلامي من قبل كتاب الزوايا والأعمدة اليومية بإستثناء مقال أو مقالين نشرت في بعض الصحف ومن هنا نستطيع القول أنه لم تكن هناك أي حملة تحريضية ضد الشركة وإنما تعامل إعلامي فرضته طبيعة القضية ومُعطياتها ولكن إن كان المقصود ما تنشره المواقع الإلكترونية فهذا يأتي في إطار ما أشرنا له أعلاه حملة إعلامية شعبية عفوية تتمحور حول التلوث في مدينة مهد الذهب على ضوء النتائج التي توصلت لها أكثر من دراسة علمية وإن كان المقصود بالتحريض هو قيام أهالي المدينة بتوكيل محامي لرفع قضية على الشركة فهي تعلم أن ذلك تم قبل هذه الحملة وإن كان بالتأكيد معتمداً على الدراسة ونتائجها وحتى وإن حدث هذا بعدها أو بسببها فلا ضير وهو حق ومطلب وطني لا بد من السعي الجاد للحصول عليه .
ونحن عندما نوضح مثل هذه الحقائق فلسنا بمعرض الدفاع عن الدكتور الفراج فهو أقدر على ذلك كما أن أي حملة إعلامية تستهدف الشركة لا تعتبر تهمة على الإطلاق في حال كونها مبنية على نتائج دراسة علمية بل هي شرف للقائمين عليها ولكن ما يهمنا هو الرأي العام الذي تتجاهله الشركة لكي يكون على بينة كاملة من حجم هذا التجاهل وأيضاً التجني الذي تضمنه خطاب الشركة وليس أدل على ذلك إدعاءها أن الدراسة التي قامت بها الجامعة الكندية لم يأتي فيها أي إشارة إلى أن التلوث مصدره الأعمال التي يقوم بها منجم الذهب التابع لشركة معادن بل قذفت بالتهمة بعيداً عن نفسها وحملت المسؤولية لمصانع أخرى وللمؤسسات التي تعمل في مجال البناء مثل الكسارات وخلافه وأضافت إلى ذلك طبيعة الصخور الموجودة في المدينة التي تتكون من عناصر معدنية ذات تراكيز عالية والحقيقة أن هذا محض إفتراء وأسلوب دفاعي لا تنقصه فقط المصداقية ولكن أيضاً الحكمة والذكاء حيث ورد في الدراسة ذاتها أن التلوث مصدره أعمال التعدين ولا يوجد في المدينة أي نشاط تعديني ما عدا المتمثل في منجم الذهب الخاضع لملكية الشركة وإشرافها فبالرغم أن فريق الجامعة الكندية الذي أعد الدراسة قام بإعدادها بناءً على إتفاق مع الشركة التي أرادت تكذيب نتائج الدراسة السعودية وبالتأكيد في مقابل عائد مادي ومع أن هذا الفريق تحدث في اللقاء الذي جمعه مع الفريق العلمي السعودي وبحضور مسؤولي الشركة بصورة مغايرة لنتائج دراسته إلا أنه لم يستطع إخفاء الحقائق المرعبة التي كشفت عنها هذه النتائج وقد يكون ذلك حرصاً منه على سمعته العلمية وسمعة الجامعة التي ينتمي لها أو مخافة المسائلة القانونية وهذا يجعلنا نتسائل عن الإختلاف الجوهري والبون الشاسع بين موقف الفريق الكندي وموقف المسؤولين "السعوديين"عن شركة معادن وإنكارهم وتجنيهم غير المبرر فلماذا لم يضع هؤلاء هذه الإعتبارات الخاصة بالسمعة والمسائلة في حساباتهم إلا إذا كانت الأولى لا تهمهم والثانية مستبعدة لديهم والأهم من ذلك الحفاظ على أرواح الناس وضمان سلامتهم ومما يضيف إلى هذا الموقف مزيداً من السوء ما تضمنه خطاب مدير الشركة من حديث عن ملكية الدولة لنصف رأس المال وعن قيمتها الإقتصادية وتوظيفها لأبناء محافظة مهد الذهب فبالله عليكم تحت أي بند يمكن أن نضع مثل هذا الحديث عن مآثر الشركة وملكيتها إلا في إطار التخويف بهيبة الدولة وأن أي نقد للشركة هو تطاول على هذه الهيبة ومن جهة أخرى النظرة الدونية للمواطن السعودي وإستغباءه وإستغفاله والمن عليه فبمأن الشركة توفر له مصدر رزق فعليه أن يسعد بذلك ويحب يده مقلوبة حتى وإن تعرضت صحته للضرر ... ما هذه اللغة يا سعادة مدير شركة معادن ؟ نترك الحكم لأصحاب الضمائر الحية ولكل صاحب عقل شريف وكلنا ثقة بأن الدولة براء مما تفعلون .
ومن وجهة نظري أن الشركة عندما أقدمت على توجيه خطابها السيء الصيت والذي جاء متزامناً مع تاريخ نشر المقال المُشار له أعلاه كانت واقعة تحت تأثير صمت الصامتين وتخاذل المتخاذلين ويبدو أن الشركة نسيت أو تناست كعادتها في التعامل مع هذا الملف أن الدكتور الفراج ليس طالباً في الجامعة وإنما أستاذ مشارك له وزنه العلمي ومركزه الوظيفي كما نؤكد لها أن ما سبق من تعاطي إعلامي مع قضية التلوث لا يعدو كونه ذكر للنتائج وتوعية للناس ولكن الحملة الحقيقية لم تبدأ بعد وخطابها الترهيبي سوف يكون نقطة تحول في شكل ومضمون أي حملة إعلامية قادمة لا علاقة للدكتور الفراج بها مع إحتفاظه بحقه بمقاضاة الشركة على إتهامها له بالتحريض بشكل صريح والتشجيع على مهاجمة العاملين فيها من قبل الإرهابيين تلميحاً وإن كان حاله كذلك كما ترى الشركة فلتضيفنا إلى قائمة التحريض والمحرضين وخاصة أن هذا هو المقال الثالث وقد ورد إسم الشركة في هذه المقالات أكثر من وروده على لسان الدكتور .
ومن منطلق المواطنة التي نأمل أن تتحلى بها الشركة ننصحها (نصيحة مجانية لوجه الله) بتعيين مستشارين إعلاميين وقانونيين والأهم لديهم شعور عالي بالمسؤولية الوطنية حتى لا تقع في مزيد من الأخطاء التي قد تكلفها الكثير من سمعتها ناهيك عن الخسائر الأخرى .
وفي سياق الحديث عن التلوث في مدينة مهد الذهب لا بد أن نُشيد بموقف أمارة المدينة المنورة والذي أشدنا به في مقالنا الأول حيث أصدرت مؤخراً قراراً يلزم شركة معادن بردم المرادم القديمة ونقل المردم الجديد إلى مكان بعيد عن الأحياء المأهولة بالسكان وطلبت من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة متابعة تنفيذ القرار وبالرغم أنه جاء متأخراً إلا أن ذلك يعتبر مقبولاً لكون الأمارة ليست الجهة المعنية بشكل مباشر بالحكم على مثل هذه القضايا فهي ذات إختصاص إداري وبالتالي فإن هذا التأخير قد يكون مبرراً لأنها كانت تنتظر موقف واضح من قبل الجهات ذات العلاقة تخصصاً ومسؤولية ولكن عندما طال إنتظارها أقدمت على هذه الخطوة البناءة .

يا خادم الحرمين ... حتى قلوب الصغار البيضاء أستوطنها حبك

أمر جميل أن يتم تعميق الشعور بالإنتماء الوطني وتعزيز الولاء للقيادة وبأسلوب معتدل لا مبالغة فيه فقد سرني كثيراً التعميم الذي بعثت به وزارة التربية لكافة المرافق التعليمية والمدارس بمختلف مراحلها وما يهمني هنا المرحلة الإبتدائية فأن يعلم أبناءنا وبناتنا في هذه المرحلة بأن الملك "حفظه الله" تعرض لأزمة صحية ومن الله عليه بالشفاء وأنهم مطالبين بشكل إختياري وطوعي بالمشاركة في التعبير عن فرحتهم وإبتهاجهم بهذه المناسبة السعيدة فهذا بالتأكيد أمر يثلج النفس ويستحق الثناء ولذلك فقد بادرت فور إطلاعي على الخطاب الموجه لنا من إدارة مدرسة الرقي الإبتدائية بحث الأبناء /نايف وسعود وتشجيعهما على هذه المشاركة الواجبة فهذا أقل مستوى من المواطنة ونتج عن هذا التعاون الأسري أن كانت مشاركة الأول على هذا النحو :
مَرِضتَ فَمرِضنا ورحلت عن ظهرانينا فغادر السعدُ أرضنا واشرأبت أعناقنا إلى السماء تلهج ألسنتُنا بالدعاء وما إن تواترت أخبار شفاءك وسلامة مقامك حتى علت أكفُنا تحمد الإله على فضله وواسع عطاه واستبشرت الدار خيراً وحل بروابيها الفرحُ والسرور .... أما مشاركة الثاني فكانت كما يلي :
يا خادم البيتين حفظك رب الثقلين وحمداً له على سلامة شخصك الكريم ومقامك العظيم يا أعز من نظر العينين وعوداً حميداً مليونين ونسأل المولى لك سعادة الدارين .

أما الإبنة غدير الطالبة في المدرسة الإبتدائية (305) فقد كتبت الآتي :
سلام ياعزيز المقام رعاك ربُ الآنام بعينه التي لا تنام ... عُد إلينا يا مليكنا الهمام يا إبن السادة العظام حتى ينجلي الغمام فأنت مبلغ الشوق ومبعث الغرام وغاية المرام ... لله درك من مليكٍ أحبه الشعب بالتمام ويعجز عن ذكر مآثره كلُ الكلام وأهلُ البلاغة الكرام . 

وأنا هنا عندما أستعرض هذه المشاركات فإنني أود التأكيد على أهمية التفاعل مع الأبناء في مثل هذه المواقف وكافة المناسبات الوطنية وبيان أهميتها من خلال تعويدهم على بذل شيء من الجهد ومحاولة تحفيزهم على الكتابة البناءة وإبداء آراءهم في صياغة الكلمات التي تتفق مع طبيعة المناسبة وعدم اللجوء إلى الشبكة العنكبوتية للقص واللصق لأن مثل ذلك يكرس لديهم الإتكالية ولا يجعلهم أيضاً يشعرون بقيمة المناسبة المطلوب التعامل معها بما تستحق من الإثراء والإبداع كلٌ وفق موقعه وقدراته وبالنسبة لهؤلاء الأشبال فإن مثل هذه المشاركات تناسبهم وتنمي في نفوسهم روح المواطنة التي ننشدها ونأمل أن تنمو معهم حتى يكونوا في مُقبلِ الأيام أعضاء فاعلين في المجتمع ومواطنين صالحين ومحبين لوطنهم الذي عانى في السنوات الأخيرة من خيانة قلة من أبناءه الذين لم يتشربوا ثقافة الإنتماء الوطني بالرغم أن الوطن لم يبخل عليهم بشيء حتى في وقت خيانتهم
فقد كان ولا زال كريماً ومتسامحاً ولكنه أيضاً تعامل بحزم وبما يقتضيه الموقف وتتطلبه الحالة الأمنية .
ومن أجل هذا فنحن نُشيد بهذا الأسلوب التربوي الذي أنتهجته وزارة التربية وننظر له بعين الإكبار كما عبرنا في مقالات سابقة عن تقديرنا وسعادتنا بمشاركة طلاب المدارس في إحتفالية اليوم الوطني فمثل هذه الأساليب بمشيئة الله ضرورية لخلق جيل جديد لديه شعور عالي بالمسئولية الوطنية ويتمتع بالحصانة اللازمة لعدم التغرير به وإستخدامه خنجراً في خاصرة الوطن فشكراً يا وزارة التربية ونحن بإنتظار عودتك الميمونة يا مليكنا المُبجل ... حماك العلي القدير من كل سوء وألبسك ثوب الصحة والعافية ما حييت .

تم نشر هذا المقال في صحيفة الرياض بعددها رقم 15542 وذلك في يوم الأربعاء 8 صفر 1432ه الموافق 12/1/2011م .