أخبار العربية

رسالة إلى من حالت بيني وبينه شياطين الجن وكلاب الإنس

أنت يا من حالت بيني وبينه شياطينُ الجن وكلاب الإنس الضالة .... أنت يا من لا أستطيع البوح علناً بحكايتي معه وحكايتهُ معي وإن كانت في الظاهرِ معلومةً بعض الشيء لدى من يعرفني ويعرفهُ وهي أيضاً تأتي في خانة صدق أو لا تصدق فهي أشبه بقصص الخيال وروايات كان يا ما كان .... أنت يا من لا تعرف عدوك من صديقك .... أنت يا من تجهل معادن الرجال ومخابرهم .... أنت يا من لا تثق إلا بالمرتزقة وأرباب الهمز واللمز من أشباه النساء وما أكثرهم حولك .... أنت يا من كان في وصله عذابي وسخطي وكمدي واليوم وهو مفارقٌ لي أشعرُ ببعض سعادةٍ لا أُريدُها ولا أفهم لها خطبا .... أنت يا من خاب فيه أملي وأنقطع منه رجائي .... أنت يا من كنت أظنه عوناً لي على الزمان كما يجب أن يقتضيه واقع الحال فكان خير معينٍ للزمان علي .... أنت يا من سوف أكون بعد رسالتي هذه له موضع شماتة حاسد وسخرية جاهل وملامة عاذل وعتب صديق ولكن ماذا عساي أن أفعل ومشاعري نحوه عصيةً على أن تُحجب وعقلي به مفتون أخشى عليه لوثةٌ أو جنون .... أنت يا من كان أكثر الناس لي محبةً وقُربَاً وكنتُ له كذلك فتبدل الحالُ إلى غير الحال أُخَاطِبُكَ بلسان المُحب المجروح وقلب العاشقِ المكلوم فأقولُ بصوتٍ مبحوح كم أشتاقُ لرؤيتك كم تهفو نفسي للقاءك كم أتوقُ للجلوس معك والحديث إليك فأين أنت إنني أبحثُ عنك في كل زمان ومكان بالرغم من خبرتي بالمكان ودرايتي بالزمان ؟ .... فلماذا أصبحت يا أعز الناس بعيد المنال مع قُرب المسافات؟ وعلاما صرتَ غائباً وأنت دائمُ الحضور؟ ولِمَ قطعتني وأنا أسعى جاهداً في وصالك؟ .... أستحلِفُكَ بخالق السماء ومُنزل الماء عالم السر والجهر الغفور الرحيم ورب العرش العظيم أجبني على ما سلف ذكره وقُل لي ما الذي حملك بكل سرور على ما هو أحقرُ منه وأخطر من الكذب وقول الزور في سخائفِ الأمور وأنت لست عليه مجبور فقد تملكتني الحيرةُ وكَثُرت لدي علاماتُ الإستفهام وزادت ريبتي وظنوني وكرهتُ أقرب الناس من حولي فإن كنت قد أبتعدت مُرغَماً وبغير إرادتك فلا تثريب عليك وقدر الله وما شاء فعل وإن كان بِعادُك بفعل الوشاة وأصحاب الدسائس والفتن من أراذل الناس وحُقَراءهم من الأقربين والأبعدين الذين يصطادون في الماء العكر وأعتادوا النميمة والحسد فلا هم لهم في الحياة ولا يفقهون فيها غير ذلك فثق تماماً أني لك نعمُ الخليل وأنني بريءٌ مما يصفون لعنهم الله آنى يذهبون هو حسبي ونعم الوكيل وكن متيقناً بأن هؤلاء الخبثاء فارغي الأدمغة الصغار الجبناء من لابسي الأقنعة وذوي الإبتسامات الصفراء لا يمثلون بالنسبة لي أي شيء وكل أكاذيبهم وأحقادهم لا قيمة لها البتة فهي دليل ضعفهم وقوتي وبرهان علو مقامي ووضاعة مكانتهم وقديماً قالوا لا يرمى بالحجر إلا الشجر المثمر لكن ما يهمني أنت لا أحد سواك فكن مطمئناً أنك بمنزلة المُقلةِ من العين والمُهجةِ من الفؤاد واعلم أنه لو حانت ساعة اللقاء وحلت لحظة الود والصفاء فلن أسألك عن ما كان من ظلمك وقسوتك وإذا لم تحن فحتى تحين أنا لك دائم الحنين وإن أشتد جورك وطال هجرك وأعلم أيضاً أن مشاعري هذه ليست إستعطافاً أو إسترحاماً فأنا أكبر من ذلك وأعز وإنما إنطلاقاً من روابط الدم التي تجمعنا ومراعاةً لوشائج القربى التي لم يكن لأحدنا فيها خيار وحتى يمكن تدارك ما يمكن تداركه وتفويت الفرصة على الشامتين من أصحاب الضمائر المريضة والأنفس الخبيثة وأهل القيل والقال كما أنني أُشفق عليك من إستمرار الغُمة وأن تكون فُرجة لهؤلاء السفلة الحثالة الذين لغباءهم يعتقدون أننا بأمرهم جاهلون وبدناءتهم مشغولون يا لا حماقتهم وبلاهتهم كم هم حالمون فليسمعوا ما نحن لهم قائلون .... إذا كثُر النُباحُ وتباهت به الكلابُ فلا تعجب فهذا هو حالُ الكلابِ***وأمضي قُدماً ولا تأبه لنُباحها فإن الأُسودَ (الفهودَ) لا يُثيرها نُباح الكلابِ - أخشى على هذه الكلاب أن تصاب بشلل دماغي أو مرض السُعار لكثرة النُباح خلسةً وهي مرعوبة وخاصة أنها لم تحقق من نُباحها إلا أنها فقدت أهميته لديها على تفاهته وأنا هنا لا أعني من تدعي أنك تدافع عنهم وتخشى عليهم من بطشي فهؤلاء ضحايا حتى من تمكن الخبث من نفسه والحمق من عقله ووافق هواه هواك فلا عجب وهم أولاً وأخيراً محسوبون عليك ولكن أتحدث عن خفافيش الظلام الذين أمتلأت صدورهم حسداً وحقداً وظنوا أنك مُحِققٌ لهم مُبتغاهم - والأهم من شماتة وسخرية هؤلاء أن تكون مثاراً لنقد العقلاء ومدعاةً لإستهجانهم فتأكد أنك لن تجني من وراء ذلك كله إلا الخزي والعار وإن تمكنت من تحقيق بعض من أهدافك الشريرة في نهاية المطاف لا قدر الله نتيجةً لاستغلالك الصفة التي تحملها واستخدام الأساليب التي أترفع عن انتهاجها من تحريفٍ للحقائق وتوسل وإستجداء وبكاء وإستبكاء وخروج متعمد عن جوهر القضية لصرف النظر عما تخافه وتخشاه بهدف التأثير على من يمثلون سلطة القانون والدولة فيصدقون أقوالك ويعتبرونها مسلمات غير قابلة للرد والتمحيص فإنك لن تنال من ثقتي بنفسي وإرادتي قيد أُنمُلة بل على العكس فإن ما حدث ويحدث زادني قوةً على قوتي فعلمت أكثر من ذي قبل ولله الحمد والمنة حجم ما منحني الإله من قدرات ليست لدى الآخرين الذين أغاظهم ذلك وأتضح لي جلياً مدى وهنهم وخستهم وعدم قدرتهم على المواجهة فأصبحوا يتخبطون بين هذه وتلك حتى وجدوا ضالتهم في شخصك فأصبحت مطيةً لهم في غير الحق فتجرأوا على النُباح من بعيد وإذا جد الجد ولوا كا لأرانب مذعورين وهم في الحقيقة لو تهيأ لهم أن يحظوا بلحظة رضا مني لأقبلوا يخطبون ودي صاغرين كحالهم عندما يولون الأدبار ليس حُباً ولكن تزلفاً وطمعاً في حضوةٍ حُرِموا منها فجُن جنونهم وأصبحوا يسيرون على غير هُدى .
ورجاءي في خاتمةِ قولي وليس آخره فهذه خاطرة وهناك خواطر أخرى باقية في نفس فانية أن تصفو وتحنو قبل رحيلي أو رحيلك فربما يكون الأجلُ أسرع والمنيةُ أقرب من جلاء الحقيقة وصفاء النفوس .