أخبار العربية

رجال الهيئة وحرائق مدارس البنات...لماذا ؟

(صحيفة الوطن) الأربعاء 1 ربيع الآخر 1431 ـ 17 مارس 2010 العدد 3456 ـ السنة العاشرة
هل الحرائق بالعدوى - الكاتب/صالح محمد الشيحي
.

ثمة موضوعان اليوم:
•الأول: كثرة الأخطاء التي يتم تسجيلها على فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة المنورة.
من المقبول أن تخطئ أول مرة.. ولا مشكلة كبرى "عندما يتكرر الخطأ لمرة ثانية.. وهناك من يرفض تكرار الخطأ مرة ثالثة.. لكن غير المقبول بتاتا أن تصبح هذه الأخطاء منهجاً يسير عليه الإنسان!
منذ سنوات ألاحظ أن الأخطاء التي تحدث ضجة كبرى في البلد وتثير الرأي العام ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غالبا ما يكون مصدرها هيئة المدينة المنورة!
السؤال: ألهذه الدرجة بتنا عاجزين عن معالجة الأخطاء؟.. في كل مكان في المملكة أخطاء ومخالفات.. الفرق يكمن في طريقة معالجة الخطأ.. لنفترض جدلا أن الشاب الذي تم القبض عليه كان بالفعل يرتدي بنطالا يخدش الحياء العام ويظهر مؤخرته بشكل مقزز، أليس من المفترض أن تتم معالجة هذا التصرف بهدوء ودون إثارة؟!
نحن بحاجة للإجابة على السؤال: لماذا هيئة المدينة تحديدا؟!
• الموضوع الثاني اليوم هو قضية حرائق المدارس!!
ألاحظ منذ حريق مدرسة مكة ـ الحريق الشهير قبل سنوات ـ وحتى اليوم، بمجرد أن تحترق مدرسة حتى تحترق مدرسة أخرى في مكان آخر.. ومدرسة ثالثة في منطقة أخرى!
أول من أمس تم إخلاء مدرسة ابتدائية للبنات بالمدينة المنورة نتيجة ماس كهربائي.. وفي نفس الوقت احترقت مدرسة أخرى للبنين في تبوك.. ويوم أمس حدث حريق كبير في إحدى مدارس البنات في مكة المكرمة!!
الآن ـ وبعيداً عن هذه المصادفات الغريبة ـ وطالما أن غالبية الحرائق تحدث بسبب تماسات كهربائية ـ وهذه جوانب مهملة تتربع في دائرة النسيان ـ فإن السؤال: لماذا لا تجري مدارس البنات تجارب وهمية لنشوب حريق وكيفية الإخلاء السريع، وكفاءة حراس المدارس للتعامل مع الحرائق، كي لا نصحو ذات يوم على حريق يلتهم عشرات الطالبات؟!
التعليق :-
أخطاء الهيئة قد تكون في معظم مناطق المملكة وقد تقل أو تزيد في بعض المدن ولكن بالتأكيد أخطاءها في المدينة المنورة ليست هي الأكثر ولكن التركيبة الاجتماعية في بعض المدن وأسلوب التفكير ونظراً لحساسية قضايا الهيئة فإن الكثير من الناس يحجمون عن الإفصاح عما تعرضوا له مع قناعتهم بعدم جدوى ذلك في الحصول على حقهم هذا مع الأخذ بالاعتبار أن حرية نشر مثل هذه الأخبار تختلف من صحيفة لأخرى....أما بالنسبة لمدارس البنات فإن العامل الرئيسي لحدوث هذه الحرائق يتمثل في الحالة المزرية لهذه المدارس المتهالكة وانعدام الصيانة الدورية حيث لا يتم إجراء أي زيارة فنية إلا إذا كان هناك عطل أو إلتماس فيتم إصلاحه كيفما أُتفق وبدون أي إشراف نظراً لأنثوية إدارة المدرسة التي تلجأ دائماً "للذكر" الحارس لفتح الباب والتواجد حتى انتهاء أعمال الصيانة....وفي نهاية التعليق نود توجيه سؤال قد يبدو ظاهرياً أنه خبيث وأيضاً لئيم....هل أراد الكاتب بتناوله لأخطاء الهيئة وحرائق مدارس البنات في مقال واحد تذكيرنا بالحادثة الشهيرة لحريق مدرسة البنات الإبتدائية التي وقعت في مدينة مكة المكرمة قبل بضع سنوات وثارت وقتها إتهامات لعدد من منسوبي جهاز الهيئة بأنهم كانوا المتسببين في مقتل (14) تلميذة قضين بفعل الدخان الناتج عن الحريق عندما لم يتمكن من الخروج السريع من المدرسة حيث كانت الإتهامات التي لم يؤكدها التحقيق فيما بعد تتركز في إعاقة رجال الهيئة لجهود الإنقاذ وتحديداً التي قام بها المواطنون وأولياء الأمور بحجة منع خروج التلميذات بدون الزي السعودي المعتاد أو أنه كان يشير إلى أن هذا الحريق كان السبب الذي أطاح بالرئيس العام لتعليم البنات آنذاك قبل عملية دمج الرئاسة بوزارة التربية وهو بذلك يريد لفت نظر معالي الوزير الحالي لأهمية وخطورة هذا الموضوع حتى لا يلحق بسلفه.