أخبار العربية

مفتي المملكة يعلن استياءه مما تقترفه الجماعات المسلحة في البلدان العربية من سفك للدماء واعتداء على الأعراض..

(وكالة أخبار المجتمع السعودي)

 

أعلن مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أمس، استياءه مما تقترفه الجماعات المسلحة في بعض البلدان العربية من سفك للدماء واعتداء على الأعراض لاسيما في رمضان.
وقال في خطبة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: ما يحدث في بعض بلاد المسلمين من فوضى وسفك دماء وتدمير واستباحة أعراض وخسران مبين كان بفعل المجرمين وشياطين الإنس الذين تسلطوا وأجرموا وخربوا الديار.

التعليق:-
ــــــــــــــــ
حال المفتي يصدق فيه المثل القائل " صمت دهراً ونطق كفراً" فقد لزم فضيلته الصمت طوال الفترة السابقة من الثورات العربية ثم عندما خرج عن صمته العجيب تحدث على هذا النحو فإن كان فضيلته يقصد أن هناك جماعات مسلحة في هذه الدول التي ثارت شعوبها كما يفهم من تصريحه وأن ما يقع من جرائم قتل وتخريب للممتلكات وانتهاك للكرامات والأعراض هو من تدبير هذه الجماعات فقط فحريٌ به أن يحدد أي الدول توجد فيها هذه الجماعات وخاصة أن القضية المطروحة حالياً على الساحة هي القضية السورية وهذه كما نعلم وكما نشاهد لا نرى فيها أي مظاهر مسلحة إلا من قبل النظام البعثي البغيض ولو سلمنا جدلاً بوجود جماعات تستخدم السلاح غير رجال الأمن وعصابات النظام كرد فعل على ما أرتكبته هذه العصابات وهذه المليشيات المسلحة التابعة للدولة فقد كان من الأولى بفضيلته أن يدين أولاً النظام السوري ويستنكر جرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية وتقشعر منها الأبدان وأن يشجب بقوة استهداف المساجد وأئمتها والمصلين فيها فقد تجاوزت أفعاله المشينة كل ممارسات العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة ثم يعرج على رد فعل هذه الجماعات المزعومة على سبيل المساواة بين الضحية والجلاد أما أن يحمل المسئولية للضحية فقط وبعد هذا الصمت الطويل فهذا أمر مرفوض ومستغرب ولو قارنا بين هذا التصريح ومواقف دول ومنظمات غربية توصف بالكافرة لوجدنا أن الفرق شاسع ... فكيف لأحد أن يتقبل ذلك من فضيلته؟. 
وإذا كان فضيلة المفتي يقصد بالجماعات المسلحة الطرفين أي النظام والمحتجين على افتراض وجود مسلحين بينهم وخانه التعبير فإنه من الضروري ومن المهم أن يوضح ويتحدث بالتفصيل عن مسئولية كل طرف لا أن يتحدث بشكل مقتضب ومبهم فيسيء إلى نفسه وإلى موقع الإفتاء وهيئة كبار العلماء والمملكة حكومة وشعباً ففضيلته لا يمثل شخصه فحسب وإنما المؤسسة الشرعية في المملكة التي ينتظر منها الكثير في مثل هذه الأوضاع والظروف التي تعصف بالأمة العربية ولذلك كم كنت أتمنى أنه واصل صمته ولم يصرح بشيء حتى لا يستفز الأصدقاء والأشقاء ويجلب لنا جميعاً سخرية الأعداء وشماتتهم وإن أظهروا علناً ترحيبهم بهذا التصريح المرفوض توقيتاً وشكلاً ومضموناً وتأييدهم لما ورد فيه وبالتأكيد سوف يوظفونه لصالحهم ويستثمرونه لتحقيق أهدافهم واستمرار تضليلهم للرأي العام.
 ومما يزيد من حساسية الموقف أن حديث المفتي قد يذهب حالة الابتهاج التي أعقبت بيان خادم الحرمين الشريفين وشعر معها أبناء المملكة بالفخر والأشقاء في سوريا الصامدة وكافة الأحرار والشرفاء في هذا العالم بالنصرة وبعضٍ من الدعم المنشود ، كما أن من شأنه أن يحول الأنظار عن أهمية هذا البيان وما تلاه من مواقف عربية جاءت نتيجة له إلى النيل من المملكة وإشكاليات الخطاب الديني فيها.