أخبار العربية

يوم الوطن وتحريض قناة المجتمع السعودي

بالتأكيد يوم الوطن يوم غير عادي يوم يستحق أن يكون خالداً مخلداً في ذاكرتنا لعظمته ولأنه كان تحولاً تاريخياً في حياة أمة نقلها من مرحلة إلى مرحلة مختلفة جذرياً من مرحلة الشتات والصراعات القبلية والمناطقية إلى مرحلة الدولة والبناء، ولكن في هذا المقال لن أسهب في الحديث عن يوم الوطن من خلال وصف هذا اليوم ودلالاته وأهمية الاحتفال فيه فهذا أمر قد تعرضنا له في مقالات نشرت سابقاً، كما أن جميع الكتاب قد أشبعوه وصفاً وتغزلاً وتحليلاً، وإنما سوف أتطرق إلى من أصبح همهم الأول تعكير صفو الوطن والتنكيد على الناس في أفراحهم بطرق ووسائل شتى فهم تارة يحرمون الاحتفال بيوم الوطن باعتباره بدعة وتشبهاً بغير المسلمين وتارة أخرى بحجة الاختلاط بين العوائل في مثل هذه المناسبات، ومن جهة أخرى يعلنون رفضهم لهذا اليوم والاحتفال به بذريعة ما يحدث في سوريا الشقيقة من مذابح ومجازر فهم يكثرون من التباكي والعويل والتهويل ويرتفع صوتهم عالياً تزامناً مع كل حلول لعيدنا الوطني بل وحتى المهرجانات والفعاليات الثقافية، وقد ألجمهم خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" بأمره السامي والقاضي بإلغاء أي احتفالات في كافة مناطق المملكة، ولكنهم استمروا في غيهم من خلال التفتيش في قضايا الوطن وهموم الناس وجوانب القصور في الخدمات حتى يصرفوا العامة عن الاهتمام برمزية هذا اليوم بل ويشحنونهم ضد الوطن بالقول أنه لم يقدم شيئا يذكر لكي نحتفل بيوم وحدته وانطلاقته، وهذا يدل ليس على ضحالة تفكيرهم ووهن منطقهم فحسب بل على خبث طويتهم وسوء سريرتهم وأن وراء الأكمة ما وراءها فالإنتماء للوطن لا يقاس بحجم ما قدم وهو ولاء للأرض والتاريخ فبئس ما يقولون، وكل هؤلاء تمثلهم وتروج لأطروحاتهم عبر الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" ما يسمى( قناة المجتمع السعودي) والتي أقل ما وصفت به يوم الوطن وبالحرف أنه يوم بئيس ويوم خزي، وقد سبق لها أن هللت وحمدت الله على حريق جامعة الأميرة نورة (تبا لهذه القناة فهي الخزي والعار بهذا التحريض وبهذا الوصف المُشين) ويجب أن ينظر في أمرها فهي قناة فتنة وتحريض وتسعى لفرض وصايتها على المجتمع والدولة أيضا لكن هيهات لها ذلك فقد شب المجتمع عن الطوق والدولة أقوى مما يتخيل القائمون على هذه القناة وأتباعها وإن صبرت عليها حتى الآن فلحكمة تراها ولحلمها المعهود.

وهكذا فإن المتمعن في هذه المبررات المتعددة والمتناقضة والواهية يدرك بشكل جلي غير قابل للشك بأن هؤلاء ليسوا حسني النية ولا ينطلقون من بُعد ديني فقط، وإنما هدفهم الرئيس إثارة العامة ضد الدولة والتقليل من أهمية هذا اليوم لإضعاف الشعور بالولاء والانتماء للوطن لأن هذان العاملان هما صمام الأمان لبقاء هذا الوطن قوياً متماسكاً وغير خاضع لأجندتهم العلنية والخفية فهم يسعون جاهدين ويحثون الخطى لتحقيق مشروع ظلامي يحلمون به ولا يتورعون عن انتهاج أي أساليب وافتراء كل الأكاذيب من أجل بلوغه، والدليل على أن المسألة تتجاوز البُعد الديني الذي يتعلق بتحريمهم الاحتفال بهذا اليوم وأنه بدعة مستحدثة إضافة لرفضهم الدائم لأي تواصل اجتماعي بين الناس في الأماكن العامة لأنه يمثل بالنسبة لطريقة تفكيرهم اختلاطاً وفساداً ومفسدة هو قيامهم بتجييش مُدعي الاحتساب أفراداً وجماعات والتنادي لذلك علانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي(تويتر والفيس بوك) وكأنهم يتنادون ليوم الزحف العظيم أو لغزوة مباركة أو فتح إسلامي مبين فيسارعون إليه ويتنافسون عليه، وبالتأكيد فإن هذه الفئة ليس هدفها إنكار المنكر الذي تدعيه بل إحداث البلبلة وإثارة الرأي العام وإلا كيف يتجاهل أصحابها ويتناسون وجود جهاز نظامي مكلف بأداء هذه المهمة فهم يتواجدون حتى أثناء تواجده في عين المكان وهو ليس بحاجة إلى مشاركتهم لأنهم يسيئون إليه وإلى الشعيرة الإسلامية التي يضطلع بأداءها، ولذلك فإن هذا التواجد الظاهر وعدم منعهم من قبل منسوبي هذا الجهاز يثير التعجب والتساؤل.

ولتفنيد الإدعاءات أو الحجج السابقة نقول لهؤلاء أن البدعة هي ما يتم إضافته للعبادات أو أركان الإسلام أي أن يستحدث الناس أمراً جديداً فيها، وهذا لا ينطبق على إظهار الفرح في مناسبة وطنية لأنها شأن من شئون الدنيا وإن كان المقصود في اعتبارها بدعة تسمية البعض لها بالعيد الوطني وأن أعياد المسلمين عيدان لا ثالث لهما نجيبهم بأن هذه التسمية مجازية، كما أن المتعارف عليه إعلامياً وشعبياً لدينا بأنه يوم وطني فقط، وأيا تكن التسمية فالمهم أن أحداً لم يقل بأنه مناسبة دينية أمر بها الشارع وجاء بها الإسلام.

أما من يقول أن هذا تشبه بالدول غير المسلمة فهذا أمره عجب عجاب آلا يوجد في حياتنا الكثير من المشتركات الأخرى مع هذه الدول من مناسبات ومركب وملبس وغيرها من أمور الدنيا فكفانا خصوصية لا محل لها من الإعراب.

وبالنسبة لمن يقولون بحرمته لما يحدث فيه من اختلاط بين الناس نقول لهم وأين المشكلة في ذلك بل وما هو الجديد أليس الاختلاط قائماً به وبدونه وقبله وبعده ثم هذا تقارب وتجمع محمود وهو من الاختلاط الذي لا شبهة فيه فالناس يتواصلون في أماكن عامة ومحترمة ويعبرون عن بهجتهم في مناسبة وطنية جديرة بذلك، ولا يوجد في الأمر خلوة وهذه سنة الحياة وحكمة الخلق قال تعالى :يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ فكيف يحدث التعارف دون هذا الاختلاط والتواصل، وإن زعم البعض أن ما يحصل من تعبير عن الفرح بصورة غير لائقة أحيانا من قبل بعض الصبية والمراهقين هو مبرر هذا التحريم نقول بأن هذا غير صحيح لأن هؤلاء يرفضون هذا الاختلاط بالمطلق حتى لو لم تحدث هذه التصرفات الصبيانية والتي وإن وقعت فهي نادرة ومحدودة ولا يقاس عليها وهي أيضاً تحدث في أي وقت وليست مرتبطة حصراً في هذا اليوم، ومعظم هذه التصرفات ليست بالسوء الذي يدعون وهي تتناسب مع المرحلة العمرية لمرتكبيها، وفي كل الأحوال هناك جهات معنية بحفظ النظام ومحاسبة كل متجاوز، كما أنه ليس منطقياً ولا عدلاً أن يحرم الغالبية العظمى من أبناء الوطن من الاحتفال بيومه المجيد لأن قلة من صغار السن أو الجهلة يرتكبون بعض السخافات وإلا فإنه يمكن أن يسري هذا الحرمان على العديد من الأنشطة بل وما نستخدمه من وسائل خدمية مثل السيارات والهواتف الجوالة ونحوها فجميعها تستخدم من قبل البعض بصورة سيئة تتجاوز ما يحدث في اليوم الوطني الذي أجد أنه مبالغاً فيه لغايات يروج لها الرافضون ليوم الوطن مثلما فعلوا ويفعلون دائماً في كل شاردة وواردة فهم يدلسون ويلبسون ويخلطون الحق بالباطل ويستغلون قضايا الناس ومطالبهم ويستثيرون عواطفهم حتى يغرروا بالسذج والبسطاء مستفيدين من مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب لنشر وتمرير أجندتهم ولإحداث أكبر تأثير ممكن، وكل ذلك من أجل كسب الشعبية التي يطمحون لها لتحقيق مشروعهم السالف الذكر والسيئ الصيت، ولهذا فإن على الجهات المعنية أخذ مثل هذه الممارسات المخطط لها بعناية والتي زادت وتيرتها مؤخرا بالجدية اللازمة وتجنيد العناصر البشرية المؤهلة أمنياً وشرعياً كل في مجاله لمتابعة ما يثيره هؤلاء من إدعاءات وشبهات والرد عليها وتعريتهم لكن يجب أن تتوفر لدى هذه العناصر القدرة البلاغية والإعلامية وقوة الحجة والإقناع وسرعة البديهة مع ضرورة التحري عن أي أنشطة سرية تمارس في الظلام.

أنت صاحب المقام الرفيع والنبي الشفيع

أنت من جاء بخير الكلم وأنت الدواء من السقم وأنت النور في الظُلم فأنت بكل الدنيا وما فيها من نفيسٍ ومن حُمر النعم.
 إذاً فأنت أكبر وأنت أعظم وأنت أجل وأكرم فداك الأهل والعشيرة والأب والأم بل فداك الروح والدم وكل الألم فنحن بدونك ومن غير رسالتك عدم في عدم، وفوق هذا وذاك أنت صاحب المقام الرفيع وأنت النبي الشفيع لن نشتري فيك ولن نبيع فأنت صفاء قلوبنا وأنت الربيع فتباً لكل وضيع عقله أدنى من عقل رضيع ... سُحقاً لمن ظنوا أنهم سينالون من عرضك وعلو ذكرك وسمو شأنك فإن شتموك وبالسخف وصموك فحتماً لن ينالوا من مقامك العظيم وحبنا وإجلالنا لشخصك الكريم عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا بالتأكيد من سوء حالهم ونبشرهم ببئس مآلهم فقاتلهم الله آنى يؤفكون وأينما يذهبون،،،                 

رحلت بصمت مهيب وترجلت أيها الفارس المهيب



سيدي رجائي بلقائك مقطوع وقلمي من الكتابة ممنوع ولكن سأكتب ولن أخشى في رثاءك عتاب أو كتاب أو عقاب ... رحلت يا حارس الأمن بصمت مهيب وترجلت يا فارس الوطن المهيب وما أن تيقن الناس من صدق الخبر الرهيب وأن مقامك أنتقل إلى دار فيها المصطفى الحبيب حتى كثر العويل وساد النحيب وأصبح الكل بفراقك كئيب... يا نايف الأمن حل في نفوسنا نحن رجال الأمن بالغ الأسى وعظيم الحزن فقدناك فخسارتنا فيك فادحة فقد كان حالنا معك حال وأصبح بعدك حال فالفارس الذي صال وجال في زمن طال كيف ينساه الأبطال وهو سيد الأبطال فهذا أمر في كل الأحوال محال ... كيف ننسى من علمنا الطعن والطعان وتشربنا في عهده أخلاق الفرسان وكيف ننسى من كان للحكمة عنوان وكان الحزم والحلم في شخصه صنوان ... كيف ننسى من لقن دعاة الإرهاب دروسا في التضحية والفداء والشجاعة والدهاء حتى جاءوا إليه مكرهين صاغرين خانعين طائعين معلنين البراءة من كل ذنب ومن لم يفعل إما هارب مطارد خارج الحدود بعد أن كان محارب معاند أو في اللحد وما أكثر اللحود أو سجين مقيد اليدين والقدم يصارع الألم والندم.

كيف ننسى من أصبحنا بعده حيارى كيف ننسى ونحن لا زلنا نسمع آهات العذارى أبدا لن ننسى وهيهات أن ننسى فهذا أعز الورى وسيد الثرى ومرعب العدى حتى جفاهم الكرى يجاور بفعله نجم الثريا فهو رمز من رموز الوطن الكبار ورجل من رجاله الأفذاذ كان نموذجا فريدا للسلم في وقت السلام ونموذجا مشرفا في وقت الحرب ففعله فعل الحسام.


سيدي الأمير المبجل رحلت بما لك وبما عليك فما الذي لك وما الذي عليك ... لك توطيد الأمن ونشر الأمان فأصبح راسخا رسوخ الجبال وعليك مكافحة الإرهاب ومحاربة أهل البدع والظلال فنعم بالاثنتين وإن كان عليك من أمر الدنيا شيء آخر فهذا شأن الإنسان دأبه الخطأ والخطايا فأنت بشر كسائر البشر ولكن ما قدمته للدين والوطن والبرايا كثير يشفع لك عند رب قدير ... سيدي في خضم عزاءك سألتني حرة من بنات وطني عن الشامتين فقلت هم قلة قليلة وثلة نتمنى أن لا تكون عميلة ولكنها حتما أضاعت طريق الحق وسبيله ونهجهم في الشماتة نهج كل صغير حقير فالقدر محتوم والموت حق معلوم وهم أيضا ميتون لكن لا عزاء لهم ولا رثاء ولا هم يحزنون وقبل ذلك سيندمون فهو كريم ابن السادة الكرام العظام وهم لئام قد أماطوا بفعلهم عن لؤمهم اللثام فليخسأ اللئام وليحيا الكرام وإن رحلوا إلى دار هي المستقر والمقام.

يا ثرى مكة الطاهر لقد ضممت بين جنباتك إلى جانب من ضممت من الأنبياء والسادة والعظماء جسدا مهابا مهيوبا أفنى حياته في خدمة الدين والوطن ولم يشغله عن ذلك ولد أو جاه أو ترف فهنيئا لك هذا الشرف ... يا نجوم السماء أنيري لحده بضياء لا ينقطع ويا أيها الليل الآفل ودع هذا الرجل القامة بما يليق به وبما يستحق فوداعنا وإن كثر الحشد وعظم الجمع لم يكن بحجم الرجل الهامة فنحن قوم يحول بيننا وبين التشييع الذي يهواه جل العرب وكل العجم سنة نجلها وبها نلتزم.

سيدي الغائب الحاضر نعيناك بعيون دامعة وقلوب خاشعة ونفوس شامخة وعزاؤنا فيك أنك ذهبت لدار الخلد ساجدا عابدا حميت الوطن ونصرت الدين فتغنت بك البلاد وتباهت، ومما يخفف وقع المصاب ويزيل من نفوسنا الرهاب أن خلفك رجال قادرون على حمل الراية وتحقيق الغاية الأميرين/ أحمد ومحمد فالأول أخ الفهد والثاني شبل الأسد فبهما نبلغ ذرى المجد والشكر لله والحمد فقد نهلوا معين العلم والخبرة من بحر ما تفردتم وتميزتم به من فكر بفضل واهب النعم فأنتم صاحب الحكمة ورائد الكلمة،أما ولاية العهد فقد آلت إلى الأمير الوقور والأسد الهصور/ سلمان وهو من كان لك العضد والسند وللمواطن الجود والمدد.

سيدي الراحل لن نجزع وإن كان الخطب جلل ولن نركع وإن أصابنا في لحظة الشلل فعهدنا لك أن نبقى أقوياء أوفياء لنبراس كلماتك الخالدة حتى يستمر الأمن ويبقى الوطن عزيزا شامخا كما عهدته ومثلما ودعته في رعاية الله ثم حكم المليك الصبور الشكور ربان السفينة وقبطانها في البحر والمعمور.

وداعا ثم وداعا ثم وداعا يا أميرنا المحبوب ويا رجل الدولة المهيوب يا من وقرت العلماء وأكرمت الأدباء وعاملت أهل الوفاء بكل الوفاء وعانقت بحزمك وعطاءك للأمن والوطن نجم الجوزاء ... أحاطك رب السماء بعفوه ولطفه يامن أحبك الشرفاء وأحترمك الأعداء فكان كلاهما وسام فخر ينشده أحرار الرجال الرحماء الأشداء فيا عظيم المقام لك منا أصدق التحايا وأجزل السلام وأخلص الدعاء بأن يكون مقرك جنة خلد عند سيد الأنام والله نسأل أن يحفظ البلاد والعباد بعينه التي لا تنام.


هذا المقال سوف ينشر غدا يوم الأحد في صحيفة الرياض بعددها 16071وتاريخ 4 شعبان 1433هـ الموافق 24 يونيو 2012م.
الكلمات المضللة باللون الأحمر الأولى لم تنشر والثانية كتبت "المهاب" وهي "المهيوب" إضافة إلى عدم نشر مقدمة المقال لأسباب رأتها رئاسة التحرير وقد رأينا أيضا عدم نشرها هنا. 

وداد أم مداد أو عناد أو عماد ... شخصيات كرتونية من صنائع الأكذوبة الأبدية وأساطير الخرافة الأزلية

تتناول المواقع الإلكترونية هذه الأيام التوبة النصوح لامرأة كانت ليبرالية

 فأصبحت بقدرة قادر داعية وشخصية دعوية وراحت تتحدث عن مؤامرات

 مُعتنقي الليبرالية وأساليبهم البهلوانية في النيل من أصحاب الأقوال

 الدعائية والمواقف التي يسمونها روحانية وفي اعتقادي أن ما تقوله

 المذكورة وداد خالد ناتج عن حالة نفسية أو صدمة عصبية أو حالة خرف

 ذهنية أو تحت تأثير ترغيب وترهيب البلطجية من أتباع الأصولية ... تعجب/

 الست المصونة لا تتحاور مع بطل قصتها الوهمية إلا وهو في حالة سكر

 وغيبوبية ... إضافة/ أما بالنسبة لاستغلال أخطاء الصحونجية أو أنصار

 الرجعية فهذا حقهم وقد سبقهم إلى هذه الأساليب هؤلاء مُدعي السلفية

 ولكن تجاوزوا في ذلك كل مدى وبدون مفهومية حتى بلغوا القاع

 السفلية ... ملاحظة/ كل تحليلنا السابق واقع سواءً كانت هذه الشخصية

 حقيقية أم وهمية أو جهنمية وغالب ظني أنها شخصية كرتونية ومن صنائع

 الأكذوبة الأبدية وأسطورة الخرافة الأزلية، فقد دأب الإخونجية أو بالأصح أعداء

 الأنثوية بتقمص شخصيات نسونجية ... تنويه/ يا ناس يا أصحاب الغواية

 الرأي الآخر والفكر المختلف لا يعني بالضرورة الليبرالية وكما أن هناك

 ليبرالية غربية تدعو للتحرر من الأخلاق والإباحية فهي أيضاً تنادي بالمساواة

 والكرامة الإنسانية والحرية الفكرية والعدالة القانونية وكلها معاني ومبادئ

 إسلامية فما المانع أن تكون الليبرالية لدينا وفق مفهوم ورؤيا إسلامية فهي

 اللغة العصرية والبديل للخلافات الدينية والصراعات الطائفية والتصادمات

 الحضارية في ظل غياب النظرة الشمولية والتصالحية والتسامحية للعقلية

 الإسلامية،،،

المملكة أكبر من حقدك أيها المتسول الأحمق

وائل الأبراشي في برنامجه "الحقيقة" ولحلقتين متتاليتين يقول: دول الخليج ليست صديقة لأنها لم تدعم مصر مادياً بعد الثورة فهي لا تقدم المساعدات إلا بناءً على علاقتها بالحاكم ثم يقول: فلنلعب معهم سياسة مطالباً بالتوجه لإيران حتى تلهث هذه الدول خلف مصر ويدعي أن مصر حاربت إسرائيل دفاعاً عن الخليج ... نقول لهذا المدعي: حربكم لم تكن دفاعاً عن الخليج فكفى كذباً ومنةً بغير حق، كما أن هذه الحرب مضى عليها وقت طويل ودعم الخليج لمصر قديم وحديث وإن توقف بعض الوقت خلال هذه الفترة فهذا أمر طبيعي لعدم وجود حكومة مصرية مستقرة يمكن التعامل معها إضافة إلى أن هذه المساعدات ليست إلزامية وهي وإن كانت واجب إنساني وديني وعربي في الأزمات فهي في الأوقات الأخرى من المناسب أن تكون سياسية، وإن صدق الاتهام بأن هذه الدول أحجمت عن كرمها الزائد فعلى الساسة في مصر وقادة الرأي فيها من رجال الفكر والإعلام أن يبحثوا في الأسباب الحقيقية لذلك، أما التهديد بالتعامل مع إيران والتحالف معها لإجبار دول الخليج على الهرولة تجاه مصر وتقديم فروض الولاء والطاعة فهو في نظري غباء مركب ومثير للشفقة والسخرية لأن إيران أبداً لن تكون بديلاً مناسباً في أحسن أحوالها فكيف إن كانت محاصرة ومقاطعة إقليمياً ودولياً ومستقبلها في مهب الريح؟ وبناءً عليه فإن أي تحرك مصري في هذا الاتجاه ستكون نتائجه سلبية وأكثر سوءً ... والسؤال: كيف يقع إعلامي مصري يعتبر نفسه مثقفاً ووطنياً يحرص على مصلحة بلاده في مثل هذا الخطأ الفادح ؟ وبصرف النظر عن هذا الغباء المركب فإن هذا الإعلامي الذي يعاني من الأنا المصرية والتي لا مبرر لها على الإطلاق بالرغم من تسوله علناً يزعم أن ذلك ليس تسولاً وأن الشعب المصري لا يطلب إعانات أو مساعدات من أحد بل هذا هو حقه المشروع مكرراً أن هذا الشعب دفع دماءه في الحرب مع إسرائيل في الوقت الذي كانت الأموال تتدفق على الخليج وكأن هذه الدماء هي السبب في ثراء دول الخليج وليس النفط الذي أنعم الله تعالى به عليها دون فضل من أحد ولا منة وإن كان هناك فضل بعد الله سبحانه فهو للغرب وتحديداً الولايات المتحدة التي قامت بأعمال التنقيب في معظم مناطق المملكة واكتشفت هذه الخيرات المدفونة في باطن الأرض ثم ساهمت فنياً وهندسياً في حفر الآبار وإنشاء المعامل اللازمة للإنتاج والتصدير، وهذا لا يعني أنها فعلت هذا من أجلنا وإنما لحاجة مصانعها المدنية والعسكرية للنفط، ولكن أيضاً كلمة الحق يجب أن تقال. 
ومما يشار له أن الحلقة الثانية من البرنامج شارك فيها السفير السعودي/ أحمد القطان ويُحمد للرجل مثل هذه المشاركات في الإعلام المصري وتحديداً في البرامج التي تتناول العلاقة بين المملكة ومصر أو تتطرق لقضايا مواطنين مصريين مقيمين في السعودية، ولكن مشاركته في هذه الحلقة وإن كانت مقنعة ومنطقية إلا أنها مؤدبة جداً ومثالية وهذه سياسة تقليدية دأبنا عليها في التعامل مع المُسيئين ولم تجلب لنا إلا مزيد من التطاول والنكران، فقد كنت أتمنى على السفير بعد أن أوضح السبب في تأخر الدعم الاقتصادي للحكومة المصرية من حيث تحديد أولوياتها في هذا الدعم ومجالاته وتغييرها لأوجه هذا الدعم بعد أن تم الاتفاق حول جوانب معينة وطلبها تأخير المباشرة في الاستثمار والدعم لحين تحديد وترتيب الأولويات وفقاً لحاجة البلد ... أقول كنت أتمنى أن يرد على تبجح مقدم البرنامج الذي عاد وكرر وقاحته على مسمع السفير بالرغم من أدبه الجم وجوابه الشافي حيث كان الأحرى به أن يلجم هذا الحاقد المتسول ويسمعه كلاماً يليق بوقاحته دون أن يقلل من مكانته كسفير للمملكة وبدون إساءة لشعب مصر العظيم، وذلك بالقول أنه إذا لم يكن هذا الشعب بحاجة للمساعدات فلماذا تطلبها يا حضرة الإعلامي وتتحدث باسمه؟ ولماذا تنتقد المملكة وغيرها من دول الخليج على عدم الدعم أو التأخر في ذلك ؟ وأن يؤكد حقيقة عدم إلزامية هذا الدعم وأن ما قدمته المملكة من دعم مادي بدون مقابل يكفي وأن أوجه الدعم تشمل منح الأولوية للعمالة المصرية للعمل في المملكة، وهذا ثابت ولم يتغير بالرغم من الهجوم الذي تتعرض له المملكة من وقت لآخر من قبل الإعلام المصري وفي فترات متعددة من تاريخ العلاقة الثنائية بين البلدين، وأن يبين أن المملكة إن  قدمت المزيد فحباً وكرامة وليس رضوخاً لضغوط سياسية أو إعلامية إضافة أنه لا فضل لأحد على المملكة في ما تعيشه من رخاء مع التقدير الكامل لتضحيات الشعب المصري في الحرب مع الكيان الصهيوني والتي لم تكن دفاعاً عن الخليج، ولكن من أجل القضية الفلسطينية والأمن القومي المصري على حد سواء، وهذه التضحيات لم تكن حكراً على دولة أو شعب دون آخر فقد شاركت معظم الدول العربية في ذلك كلاً على حسب إمكاناته وقدراته آنذاك وإن كان لمصر دولة وشعباً النصيب الأكبر من هذه التضحيات فهذا عائد لأن احتلال إسرائيل لفلسطين يهدد أمنها القومي فهي في الجوار، كما أن حجم مصر وموقعها الجغرافي جعلها في الصدارة بالنسبة لهذه القضية، وبناءً عليه فلا يوجد أي مسوغ لمثل هذه الأكاذيب وهذه المنة التي لا محل لها من الإعراب.
 وخلاصة القول في مثل هذه المواقف أنه لا بد من الرد الشافي والحازم والذي لا يُظهِرنا وكأننا نطلب ود من يسيئون لنا أو نقدم لهم الاعتذار وكأننا مذنبون أو أنهم الأعلون ونحن الأقل منزلة ومكانة، أما مثل هؤلاء الحاقدون المتسولون فنقول أنتم ينطبق عليكم ما ورد في الحديث الشريف "عائل مستكبر" وقول الشاعر: "إلا الحماقة أعيت من يداويها" فأنتم مجرد أبواق مأجورة تسترزقون بالكذب والتدجيل وابتزاز الآخرين وتجيدون فن "الطرارة" عبر الأثير وعلانية وبدون خجل لأن الحياء منزوع عنكم وأعماكم الغرور فعميت أبصاركم وحسبتم أن أدب الآخرين ورقي تعاملهم وكرمهم ضعف وسذاجة وما أنتم إلا واهمون وحمقى فاستمروا في بلاهتكم وحقدكم يزيدكم الله تعالى ذلةً على ذلة وهواناً على هوان ويبقى الكرام على حالهم وخلقهم النبيل ويزيدهم المولى عز وجل رفعةً وعزة. 
   وفي كل الأحوال فمن حق حكومات دول الخليج اتخاذ الموقف اللازم من حيث كيفية وآلية الدعم الاقتصادي لأي دولة أو الامتناع عن تقديم هذا الدعم، وفي الحالة المصرية يجب الإشارة إلى ما تعرضت له معظم هذه الدول والمملكة تحديداً من اتهامات باطلة منذ سقوط النظام السابق فيما يتعلق بدعمها للثورة المضادة وغير ذلك من الإدعاءات المُضلِلة حتى وإن سلمنا جدلاً أن هذه الدول كانت تفضل بقاء نظام الرئيس حسني مبارك لسياسته الهادئة والحريصة على إقامة علاقة طيبة معها فهذا شأنها، ولا يعني أن تساق لها الاتهامات جزافاً بخصوص إثارة القلاقل والفتن داخل مصر، فهذا ليس من نهجها السياسي وخاصة إذا كان التغيير من اختيار أغلبية الشعب أو أصبح واقعاً معاشاً على الأرض، فهل المطلوب أن نعطي بسخاء لمن يتجنى علينا زوراً وبهتاناً أم نتريث حتى تتضح الصورة؟


                         
       


الاحتساب وزمن العجب العُجاب

في إجراء يوصف بالتحايل على قرار منع بيع الملابس النسائية الداخلية من قبل الباعة الرجال يقوم منسوبوا الهيئة حالياً بعدم السماح للرجال بمرافقة محارمهم أثناء التسوق من هذه المحلات على الرغم أنهم أي عناصر الهيئة يتواجدون فيها وبين النساء دون وازع ديني أو رادع من عقاب أو حتى ذرة من حياء ... يعني مجموعة رجال مع نسائهم حرام وممنوع بينما وجود رجل الهيئة لوحده أو أكثر من رجل غريب بين النساء يرمقهم بنظراته الفاحصة والباحثة أمر مطلوب ومباح وعلى أصحاب الغيرة أن يبقوا خارجاً ويغضوا أبصارهم حتى يتمكن المحتسبون من أداء مهامهم على الوجه المحبب لأنفسهم وكيفما تشتهي وتنتهي والمستفز أنهم لم يفعلوا ذلك سابقاً عندما كان الباعة رجال فهل لأن وجود الرجل يعيق الاحتساب مع الأحباب أو لأننا في زمن العجب العُجاب؟


لسان حال الزعماء العرب في عام 2011م

إذا لم أطلب فأُطاع وأضرب فتتحطم أمامي حصون وقلاع وأركب فتهتز الأرض باع باع تحت قدمي وتنصاع فليس في هذه الدنيا خير وليس لمثلي فيها زاد أو متاع فيا أسفي عليك يا زمن وسُحقاً لك فقد تساوت فيك ولديك الأرانب والسباع ،،،


خاطبتني صاحبة الفخامة

خاطبتني صاحبة المقام العالي فقالت: يا هذا تأدب في حضرة ذات الفخامة وربيبة المجد والزعامة وطأطأ الهامة حتى لا تحل عليك الطامة وأفسح لي الطريق ولا تضع نفسك وعشيرتك الأقربين والأبعدين في الحريق فقلت لها: أيتها العنقاء الحسناء على رسلك ولا تكوني بلهاء وخاطبينا بما يليق فقالت: دع عنك هذا الغرور والكبرياء ورفقاً بحالك فما أنت إلا رجلٌ من الدهماء أصابته لوثةٌ عمياء فأصبح كالأعمى أو الغريق لا يفرق بين الصبح والمساء وبين العبيد وأبناء الزعماء وظن أنه في العلياء وفارس الهيجاء وسيدٌ في قومه الأذكياء وما هم إلا ثلةٌ من الرعاع الأغبياء فمن تكون غير ذلك؟ فأجبتها: نحن الاستثناء إذا أنعدم الاستثناء ونحن النماء في أرض بلا ماء بل نحن الخضرة في الأرض الجدباء والكثرة الضاربة في البحر والصحراء وغيرنا غُثاء يعلوه غُثاء وخواء في خواء فهنيئاً لكِ يا بنت حواء فقد خُضتِ غمار الفضاء وبلغتِ عنان السماء وعانقتِ نجم الجوزاء فاشكري الرب إن كنتِ من بني يسوع عليه السلام واحمدي الإله إن كنتِ من بني إسلام فقد خاطبتِ رجلاً كُثر حوله الفرح والبكاء وحلت بسببه الظلمة والضياء وأصبح الكل في حضرته في هناء وعناء وفي غيبته في كدر وشقاء فتأدبي أنتِ يا إبنة الزعماء وحاذري في حديثك مع الشرفاء الحكماء فنحن العظماء وحالنا حتماً ليس كحال الفاتنة العذراء سليلة العظماء ،،،


جاءتني شاحبة حزينة وفجأة تبدل الحال


في موقف مهيب وفي ليلة صيف شديدة الحرارة حالكة الظلام جاءتني امرأة في منتصف العمر حسنة الهندام بيضاء فارعة الطول جميلة المحيا ولكنها مرهقة وشاحبة حزينة فسألتني ... ماذا يفعل من يعيش في وطنه وكأنه غريب أو يشعر أنه كذلك؟ فقلت: ما خطبك وعلاما هذه الغصة في صوتك؟ فقالت: أراني مهمشة ومستضعفة وعالة على ذاتي ومن حولي ودائماً أُتهم بالضعف والنقصان وأكون محوراً لعموم الخلاف والجدل في مجتمعي، كما أنني في كل شؤون حياتي مسيرة لا مخيرة وكلما أراد أحد مساعدتي ومناصرتي وإن على استحياء في قضايا عادلة وملحة بادر أعدائي وهم كثر بمنعه من ذلك بل وصب جام غضبهم عليه واتهامه بشتى أنواع التهم الجاهزة سلفاً وتظاهروا بأنهم يفعلون ذلك محبة لي وخوفاً علي منه ومن نصرته وإذا أخبرتهم أنني أنا من يبحث عن هذه النصرة وأنني بأمس الحاجة لها وأعلم بما أريد وما ينفعني ويضرني قالوا: أنتِ لستِ مؤهلة لمعرفة صالحك وليس من حقك طلب هذه النصرة إلا من قبلنا فنحن فقط القادرون على تحديد ما يناسبك وما هو في مصلحتك والأجدر بالتعرف على احتياجاتك وتلبيتها والوحيدون المؤهلون لتقييم وجاهة مطالبك وأهميتها وكل ذلك احتراماً وتبجيلاً لك فأنت الملكة الوحيدة في هذا العالم التي تحظى بكل هذا التبجيل فقُري عيناً وألزمي دارك فهذا فيه فلاحنا وصلاح أمرك ثم توقفت المرأة عن الكلام لبرهة وعادت لتسأل بحرقة ... كيف أكون ملكة رغماً عني؟ وهل يوجد ملك في حاضر الزمان أو غابره يتوج على عرش المُلك دون رضاه ويقرر أمره غيره؟

 فقلت: بالتأكيد لا يوجد ملك بهذه المواصفات ولكن هل يعقل أن يحدث هذا في بلادي؟ وهل يمكن أن يكون أعداءك كثر وبهذه العقلية والحماقة؟ فقالت: أما عن حدوثه فهو واقع نعانيه أنا وبنات جنسي منذ زمن بعيد ولا ألومك بعدم تصديق روايتي فأنت مواطن من الدرجة الأولى فكيف تشعر بمن هو أدنى وأقل؟ فضلاً عن أنها رواية يصعب تصديقها أما بالنسبة لكثرة أعدائي فقد لا يكونون بالكثرة التي أتخيلها ولكنهم حتماً من يتحكمون في مصيري فصوتهم الأقوى وفعلهم الأمضى وحماقتهم لا تحصى فقلت: الصبر جميل وبلادي وإن جارت علي عزيزةٌ فقالت: هذا في الشعر وخيال الشعراء أما أنا فقد ضقت ذرعاً وصبرت حتى مل الصبر مني وأريد أن أحيا ما بقي لي في حرية وكرامة فهل لديك غير ذلك؟ فقلت: يا بنت الوطن إن كان الحال مثلما تصفين دون مبالغةٍ أو تهويل فبئس الحال حالك والقوم قومك ولا حول ولا قوة إلا بالله وليس أمامك سوى أن تبحثي عن وطن بديل فقالت متعجبة: هذا قرار صعب ثم من كان غريباً في وطنه الأصلي فسيصبح أكثر غربة في الوطن البديل فقلت لها قد يكون ولكن الغربة في الوطن الأم أشد مضاضة وإيلاماً إضافة إلى أن المرء في هذا الوطن لن يشعر بالرضا ما لم يحصل على كامل حقوقه بينما قد يشعر بالرضا أو بشيء منه إذا ما نال بعضاً من حقوقه في الوطن البديل فبادرت المرأة بالقول: بهذا حججتني وكم كنت أتمنى أنني سمعت مثل ذلك من قبل فقد فات الأوان على أي غربة أو ارتحال ثم هل نسيت أنني امرأة لا تستطيع أن تسافر أو تختار؟
                
وفجأة وبعد أن استمر الحوار إلى اليوم التالي صاح المنادي: المليك يخاطب الشعب فاشرأبت الأعناق ووقف الجميع منصتين وما أن أعلنها صريحة واضحة لا لبس فيها ولا غموض وقرر إتاحة المجال للمرأة السعودية للوصول إلى مجلس الشورى والمجالس البلدية حتى تبدل حال زائرتي فأصبحت أكثر شباباً وحيوية وتحول ظلام ليلتنا إلى وهج من الضوء وتبدل صيفها إلى ربيع ممطر فأستبشر الجمع وعمت الأفراح وأقيمت الليالي الملاح وتغنت البلاد برائد الإصلاح المليك المفدى مرددة لله دره تاجاً على رؤوسنا حامي الحمى وباني المجد وأدامه نبراساً لنا في الشجاعة وصفاء النفس وعدالة المنهج .
                                                                  
 وفي وسط هذا الفرح العارم والأجواء المفعمة بحب الوطن والأمل في مستقبل أكثر إشراقاً تتسلسل خفافيش الظلام لتحاول إفساد ذلك وتعكيره وخلق مناخ من البلبلة والتشكيك وبالرغم أنهم لا يعبرون بشكل صريح عن رفضهم لمضمون ومدلول هذه القرارات الإصلاحية لأنها صادرة عن قمة الهرم وأعلى سلطة في الدولة إلا أنهم يهمزون ويلمزون ويتحدثون عن وجود قضايا أخرى للمرأة أولى بالمعالجة والاهتمام، ولو أن الأمر توقف على مسألة الأولويات لأحسنا الظن بهم ولكن استرسالهم على هذا النحو دون الإشادة بهذه الخطوة الإيجابية وتجاهلهم أن من شأنها تمكين المرأة من المشاركة في تقديم الآراء والحلول العملية لكافة قضاياها أياً كانت أولويتها وأهميتها لأن صوتها سيكون حاضراً ومسموعاً إضافة إلى أن تركيزهم على عبارة الضوابط الشرعية وتأكيدهم على عدم ثقتهم بالالتزام بها يجعلنا نسيء الظن بهم وخاصة أنهم دأبوا على ذلك فهذا ديدنهم مع كل بادرة إصلاحية وتحديداً إذا كانت ذات صلة بهموم وشجون المرأة فإن لم يجدوا ثغرة ينفذون منها لإثارة الشبهات عمدوا إلى اسطوانة الأولويات والضوابط الشرعية غير المرعية وفقاً لتصورهم ولو كانت إحدى هذه الأولويات المزعومة هي المستهدفة بالإصلاح لكرروا ذات الإسطوانة وهذا يؤكد حقيقة مفادها أن الهدف من كل هذا الإدعاءات يتلخص في معارضتهم لأي تغيير في الواقع المألوف لديهم والذي يتوافق مع نمط تفكيرهم المتحجر والمتسلط وحرصهم الشديد على إعاقة أي تطوير في مجال عمل المرأة السعودية ومساهمتها في بناء مجتمعها ونحن هنا نسيء الظن في مثيري هذا اللغط وليس التُبع ممن أسلموا عقولهم الخاوية لمثل هذه الترهات الواهية فهؤلاء ضحايا لثقافة الرأي الواحد التي ظلت مهيمنة خلال عقود مضت ولن تعود.

وبعيداً عن هذا الجدل العقيم الذي يحركه هؤلاء الخفافيش وينشط غالباً في مواقع التواصل الاجتماعي فقد تأملت في هذه اللحظة الفارقة والحاسمة والمفصلية في تاريخ المملكة حيث أن ما بعدها لن يكون مماثلاً لما قبلها وتذكرت ما حدثتني به إحداهن قبل هذه الليلة بليال وفي خضم النقاش السائد حينها بشأن قيادة المرأة للسيارة وقد وافق حديثها ما يختلج في نفسي من شعور لم يغادرها أبداً وهو الأمل الكبير في شخص الملك بأن يحقق للمرأة ما تصبو إليه من مكانة تستحقها ومشاركة وطنية يجب أن تؤديها وحقوق أصيلة لا بد أن تحصل عليها دون منةٍ أو فضل من أحد وأن مقامه الوحيد القادر على مواجهة أعداء الدين والوطن من مُدعين ومزايدين ومرجفين ومنغلقين طال أمد تنفذهم وتسلطهم ومصادرتهم لحريات الناس وحقوقهم وحان الوقت لإيقاف ذلك أو إعادتهم إلى جادة الصواب راغبين أو كارهين صاغرين .