أخبار العربية

رسالة إلى معالي وزير الثقافة والإعلام

رسالتي إلى الوزير تتلخص في السؤال الآتي....لماذا تراجع الإعلام السعودي ؟ فقد لا حظت وغيري من المهتمين بمتابعة الشأن الإعلامي السعودي أن هذا الإعلام تراجع بشكل ملموس وقد تمثل ذلك بصورة جلية بالنسبة للإعلام المرئي في قناة الإخبارية وعلى صعيد الإعلام المقروء في صحيفة الوطن فبعد ان كنا نشد الرحال إلى قناة الإخبارية في رحلتنا للبحث عن قنوات تلفزيونية تلبي إهتماماتنا أصبحنا بالكاد نمر عليها مرور الكرام وكذلك الحال مع صحيفة الوطن التي كانت الصحيفة الأولى على قائمة الصحف التي نتابعها بصفة يومية وبناءً عليه نحن لا نريد من الوزير إجابة بخصوص أسباب هذا التراجع فهي معلومة لدينا وتتمحور بشكل عام حول توالي الضغوط والتحريض وإثارة الإتهامات ضد هاتين الوسيلتين الإعلاميتين من قبل المرجفين الذين لا يريدون أي نقد لتصرفاتهم أو تعرية لأي خلل في المؤسسات التي ينضوون تحت لواءها حتى وإن كان هذا النقد محدوداً ومقتصراً على وقائع محددة ومؤكدة وهذا هو السبب الفعلي المباشر لهذا التراجع وإن أختلفت التفاصيل لدى أي من الوسيلتين فهؤلاء يرفضون أن يكون الرأي الآخر حاضراً بأي حال من الأحوال فقد أعتادوا وأعتاد معهم الناس أن يكون صوتهم فقط هو المسموح له بالظهور علناً وإن كان نشازاً ومخالفاً للواقع والمنطق والحقيقة وبالتالي هو الوحيد المسموع لعدم وجود غيره على الساحة ومن هنا فهم يخشون الآراء والأصوات الأخرى لأنها سوف تكشف ضحالة تفكيرهم وضعف حجتهم وعوار منطقهم وهذا بالتأكيد سيترتب عليه سحب البساط من تحت أرجلهم وعدم قدرتهم على إقناع الناس بأمور لا تمت إلى الفكر الواعي بصلة...ولكن نريد من الوزير أن يفسر لنا هذه السيطرة غير المبررة لقوى الظلام وأصحاب الهوى على أهم وزارة في البلد والتي يقع على عاتقها النهوض به فكرياً وثقافياً وصناعة جيل جديد واعي قادر على تحقيق التنمية الشاملة وبناء حضارة إسلامية عصرية وفي هذا المقام من المناسب بل والضروري توجيه الملاحظات الهادفة والبناءة بشأن حالات معينة لتصحيح مسار أي وسيلة إعلامية فهذا أمر إيجابي ومطلوب وإنما من غير المقبول تجريد هذه الوسائل من وطنيتها وإتهام القائمين عليها بالإساءة إلى قيم المجتمع وتضليل الرأي العام والعمل على نشر ثقافة تتعارض كلياً مع دستور هذه البلاد دون أن يكون ذلك مدعوماً بالشواهد والأدلة من أرض الواقع وفي هذا السياق يجب أن تكون توجيهات خادم الحرمين الشريفين(حفظه الله ورعاه)النبراس الذي نهتدي به في مجال تمكين الصحافة من القيام بدورها المهني والوطني على الوجه الأفضل والتي قضت بأهمية تجاوب الجهات الحكومية مع ماتتناوله الصحافة والرد على ذلك ولم تتضمن هذه التوجيهات أي إشارة إلى أي آداء مشبوه للصحف المحلية في ممارسة دورها الرقابي ومن البديهي القياس على ذلك بالنسبة لوسائل الإعلام المرئية.