أخبار العربية

يا خادم الحرمين ... حتى قلوب الصغار البيضاء أستوطنها حبك

أمر جميل أن يتم تعميق الشعور بالإنتماء الوطني وتعزيز الولاء للقيادة وبأسلوب معتدل لا مبالغة فيه فقد سرني كثيراً التعميم الذي بعثت به وزارة التربية لكافة المرافق التعليمية والمدارس بمختلف مراحلها وما يهمني هنا المرحلة الإبتدائية فأن يعلم أبناءنا وبناتنا في هذه المرحلة بأن الملك "حفظه الله" تعرض لأزمة صحية ومن الله عليه بالشفاء وأنهم مطالبين بشكل إختياري وطوعي بالمشاركة في التعبير عن فرحتهم وإبتهاجهم بهذه المناسبة السعيدة فهذا بالتأكيد أمر يثلج النفس ويستحق الثناء ولذلك فقد بادرت فور إطلاعي على الخطاب الموجه لنا من إدارة مدرسة الرقي الإبتدائية بحث الأبناء /نايف وسعود وتشجيعهما على هذه المشاركة الواجبة فهذا أقل مستوى من المواطنة ونتج عن هذا التعاون الأسري أن كانت مشاركة الأول على هذا النحو :
مَرِضتَ فَمرِضنا ورحلت عن ظهرانينا فغادر السعدُ أرضنا واشرأبت أعناقنا إلى السماء تلهج ألسنتُنا بالدعاء وما إن تواترت أخبار شفاءك وسلامة مقامك حتى علت أكفُنا تحمد الإله على فضله وواسع عطاه واستبشرت الدار خيراً وحل بروابيها الفرحُ والسرور .... أما مشاركة الثاني فكانت كما يلي :
يا خادم البيتين حفظك رب الثقلين وحمداً له على سلامة شخصك الكريم ومقامك العظيم يا أعز من نظر العينين وعوداً حميداً مليونين ونسأل المولى لك سعادة الدارين .

أما الإبنة غدير الطالبة في المدرسة الإبتدائية (305) فقد كتبت الآتي :
سلام ياعزيز المقام رعاك ربُ الآنام بعينه التي لا تنام ... عُد إلينا يا مليكنا الهمام يا إبن السادة العظام حتى ينجلي الغمام فأنت مبلغ الشوق ومبعث الغرام وغاية المرام ... لله درك من مليكٍ أحبه الشعب بالتمام ويعجز عن ذكر مآثره كلُ الكلام وأهلُ البلاغة الكرام . 

وأنا هنا عندما أستعرض هذه المشاركات فإنني أود التأكيد على أهمية التفاعل مع الأبناء في مثل هذه المواقف وكافة المناسبات الوطنية وبيان أهميتها من خلال تعويدهم على بذل شيء من الجهد ومحاولة تحفيزهم على الكتابة البناءة وإبداء آراءهم في صياغة الكلمات التي تتفق مع طبيعة المناسبة وعدم اللجوء إلى الشبكة العنكبوتية للقص واللصق لأن مثل ذلك يكرس لديهم الإتكالية ولا يجعلهم أيضاً يشعرون بقيمة المناسبة المطلوب التعامل معها بما تستحق من الإثراء والإبداع كلٌ وفق موقعه وقدراته وبالنسبة لهؤلاء الأشبال فإن مثل هذه المشاركات تناسبهم وتنمي في نفوسهم روح المواطنة التي ننشدها ونأمل أن تنمو معهم حتى يكونوا في مُقبلِ الأيام أعضاء فاعلين في المجتمع ومواطنين صالحين ومحبين لوطنهم الذي عانى في السنوات الأخيرة من خيانة قلة من أبناءه الذين لم يتشربوا ثقافة الإنتماء الوطني بالرغم أن الوطن لم يبخل عليهم بشيء حتى في وقت خيانتهم
فقد كان ولا زال كريماً ومتسامحاً ولكنه أيضاً تعامل بحزم وبما يقتضيه الموقف وتتطلبه الحالة الأمنية .
ومن أجل هذا فنحن نُشيد بهذا الأسلوب التربوي الذي أنتهجته وزارة التربية وننظر له بعين الإكبار كما عبرنا في مقالات سابقة عن تقديرنا وسعادتنا بمشاركة طلاب المدارس في إحتفالية اليوم الوطني فمثل هذه الأساليب بمشيئة الله ضرورية لخلق جيل جديد لديه شعور عالي بالمسئولية الوطنية ويتمتع بالحصانة اللازمة لعدم التغرير به وإستخدامه خنجراً في خاصرة الوطن فشكراً يا وزارة التربية ونحن بإنتظار عودتك الميمونة يا مليكنا المُبجل ... حماك العلي القدير من كل سوء وألبسك ثوب الصحة والعافية ما حييت .

تم نشر هذا المقال في صحيفة الرياض بعددها رقم 15542 وذلك في يوم الأربعاء 8 صفر 1432ه الموافق 12/1/2011م .