أخبار العربية

الحوار الذي تم بين سمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية والإنتحاري


المتمعن في الحوار الذي تم بين صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية والإنتحاري يتضح له جلياً عطف ولاة الأمر وصفاء سريرتهم ونقاء نفوسهم وشهامتهم المتناهية وحرصهم على إحتضان أبناء الوطن وإيصالهم إلى بر الأمان وحمايتهم من أنفسهم والشيطان وأعوانه وكل ذلك تجسد في كرم سموه ودماثة خلقه وتواضعه الجم والحقيقة لسنا بحاجة إلى إثبات هذا الأمر فشخصيته الرائعة وخصاله النبيلة معروفة للجميع والشواهد على ذلك كثيرة وتم التطرق لها في المقالات السابقة ولكن هذا تأكيد بالبرهان الناصع للمشككين والمرجفين ومصدري الإشاعات والتبريرات لأعمال القاعدة الإجرامية كما أنه يفضح زيف إدعاءات هذه المنظمة الإرهابية وإتهاماتها المتكررة لأسلوب التعامل الأمني مع من يتم القبض عليهم من المتهمين أو المتورطين فإذا كان هذا حال المسئول عن ملف مكافحة الإرهاب وأحد أهم الرموز الأمنية في المملكة مع شخص على قائمة المطلوبين فكيف يكون حال من يعملون تحت إشرافه وتوجيهاته ممن هم أقل نفوذاً وسلطة ؟ وفي المقابل يكشف لنا الوجه البشع والحقير لهولاء الخونة ومن يسيرونهم بالريموت كنترول ويحركونهم كالدمى وكيف يقابلون الإحسان بالإساءة ويستغلون هذه الصفات الحميدة لتحقيق أغراضهم الشريرة وأهدافهم في القتل وإستباحة الدماء المعصومة وفي إعتقادي أن هؤلاء أرادوا من هذه المحاولة الدنيئة إجبار وزارة الداخلية السعودية وصانعي القرار على تغيير سياستهم الأمنية التي أتخذت ثلاث مسارات رئيسية في التعامل مع الإرهاب سوف أتحدث بإيجاز شديد عن أثنين منها والثالث سيكون في مقال مستقل لاحقاً فإلى جانب إستخدام القوة والحزم والعمل الإستخباراتي والمعلوماتي الذي تسبب في إنهيار القاعدة في المملكة وتجفيف منابع تمويلها تم إنتهاج سياسة المناصحة والمناقشة الفكرية وتقديم الدعم المعنوي والمادي وإتباع اللين والمرونة مع من يسلم نفسه إلى درجة أنه يحظى بشرف مقابلة سمو المساعد والحديث الودي معه وكأن هذا المطلوب ممن قدموا خدمات جليلة للوطن ويستحق عليها التكريم وهذا المسار تحديداً ترتب عليه تسليم عدد لابأس به من المطلوبين أنفسهم للسلطات الأمنية مما أثار حفيظة سادتهم ومحرضيهم فلجأوا إلى هذه المحاولة الجبانة حتى تتوقف هذه الإستراتيجية ويتوقف معها تسرب الأعضاء وعودتهم إلى الوطن كما أعتقد أنهم كانوا يخططون لبث هذا المقطع الصوتي لو نجحت المحاولة حتى يتفاخروا بها وتحقق لهم الدعاية التي ينشودونها ومما يرجح هذه الفرضية تكرار الإنتحاري لبعض الكلمات مثل "رمضان هذا بيكون خير" و"بيكون نقلة" فأي خير وأي نقلة كان ينويها من يريد أن يفجر نفسه سوى النيل من سموه ومن ثم إدعاء القاعدة تحقيق إختراق أمني ونصر مؤزر ولكن خاب مسعاهم ورد الله كيدهم في نحورهم ولن يتمكنوا مرة ثانية من إستغلال سماحة ومروءة ولاة الأمر لأنه لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ولكن أيضاً بدون تغيير في هذه السياسة الكريمة والحكيمة وإنما أخذ مزيد من الحذر والحيطة وإتباع الإجراءات الأمنية اللازمة مع أي مطلوب يعلن عن رغبته في التوبة والرجوع إلى الحق حتى يتم التأكد من صحة نواياه وحقيقتها وهذا لايتعارض مع التعامل الأخلاقي والإنساني المعتاد من قبل المسئولين في هذا البلد الآمن بإذنه تعالى .

المقال أعلاه نشر في صحيفة الجزيرة بعددها رقم (13491) في يوم السبت بتاريخ15/9/1430ه الموافق5/سبتمبر/2009 ولكن بعنوان مختلف (مجرم في رمضان) كما ورد في خاتمة المقال بيتان من الشعر لاعلاقة لهما في المقال .