أخبار العربية

معرض الكتاب والتقريب أم دعاة الاحتساب والترهيب !

كثر اللغط حول معرض الكتاب وتساءل كثيرون بشأن حقيقة الأحداث التي شهدها هذا المعرض وتحديداً في يوم الأربعاء الموافق 27/3/1432هـ فهي كما يرويها كتاب ومثقفون وإعلاميون وزوار كانوا متواجدين في ذلك اليوم المشهود كانت مؤسفة وسلبية ومُسيئة لكل شيء جميل في هذا الوطن والأهم أنها تشوه صورة المملكة أمام العالم المتمثل أولاً في أصحاب دور النشر الذين ينتمون لعدة دول وفي الإعلام الذي ينقل لهذا العالم كل شاردة وواردة تحدث في بلادنا وهذا حقه ودوره ونحن لا نتحدث عن صورة حضارية فحسب وإنما تلك الصورة التي نفاخر بها العالم أجمع وهي ما يجب أن تتسم به بلادنا من سماحة وعدالة وصفاء منهج وكلها نابعة من أحكام الإسلام الذي هو دستور هذه البلاد ومنهجها .
وهناك من ينفي وقوع أي أحداث على هذا النحو ويقول أن كل ذلك محض افتراء وكذب فلم تتم مضايقة الزوار من النساء ولم يتم التعرض للإعلاميين والكتاب أو دور النشر بأي سوء ولم تحدث إعاقة للوزير في جولته أو إحداث أي جلبة وضوضاء وأن كل ما حدث يأتي في إطار الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبصورة فيها الكثير من البساطة والتهذيب والأدب ونتيجة لوجود العديد من الكبائر التي لا يمكن السكوت عنها ويدللون على ذلك بمقاطع فيديو نشروها في اليوتيوب وصفوها بأنها هي الحقيقة الكاملة وطالبوا من خلالها عدم تصديق ما تناقلته الصحافة المحلية .
وللوقوف على حقيقة ما جرى فإن ما شاهدته قبيح ومستفز ومشين وإليكم القصة صادقة ومنقوصة من حيث عدم مشاهدتي لكل ما جرى ولذلك فقد تلخصت مشاهداتي بالآتي :-
1-  أقتحم مدعي الحسبة المعرض على شكل مجموعات .
2- كثف هؤلاء حضورهم في منصات التوقيع والأماكن التي يتواجد فيها الإعلاميين والكتاب ومسئولي وزارة الإعلام مفتعلين إشكاليات مختلفة بحجة المناصحة أو رفضهم لتصويرهم من قبل كاميرات الإعلاميين .
3- يتوجه هؤلاء إلى دور النشر ويعمدون إلى الحديث مع أصحابها أو الباعة فيها واصفين ما تحتويه بالفساد والإلحاد وغير ذلك من عبارات التهويل والمبالغة وعلى مسمع ومرأى من الزوار والزبائن .
4- ما إن يرون أي امرأة زائرة كانت أو إعلامية أو صاحبة دار كاشفة لوجهها أو منقبة حتى ينهالون عليها بتوجيهاتهم وأوامرهم المعتادة مطالبين إياها بالستر وكل ذلك بصوت مرتفع .
5- في حالة قيام مجموعة  منهم بإحداث جلبة وصخب يحرص الآخرون على منع التصوير وخاصة الفيديو سواءً كان من قبل إعلاميين أو زوار وهذا يفسر ماورد أعلاه من حيث نشرهم للمقاطع التي تظهرهم بصورة تخالف جملة ما حدث في المعرض .
6- عندما يتحدث أحد رجال الأمن مع أي من عناصر هذه الفئة سواءً كان هو المُبادر أو العكس يتفاجأ بأنه محاط بالعشرات منهم .
7- يحاول البعض منهم إخافة ضباط  الأمن (وهيهات لهم ذلك) من خلال المطالبة بإخراج زملاءهم الذين يتم مناقشتهم داخل المكتب المخصص للشرطة والموجود في المعرض أو الاتصال على أشخاص خارج المعرض وتزويدهم بأسماء ضباط محددين.
 8- في الفترة التي أعقبت أحداث الشغب قدم لمكتب الشرطة شخصيات دينية معروفة مثل الدكتور/يوسف الأحمد للبحث عن ضباط بالاسم ووصف الإجراءات الأمنية بالتعسف والتصعيد سواءً داخل المعرض أو في قسم الملز وفي المقابل وصف الذين يتحدث باسمهم بأنهم بسطاء وأنهم يأمرون بالمعروف وبالكلمة الطيبة وأن جميعهم تم إيقافهم بدون وجه حق بل أن البعض منهم كان متسوقاً ولا ناقة له ولا جمل ثم أصدر توجيهاته "السامية" بعدم التعرض "للمحتسبين" وإعانتهم على ذلك وطلب عدم الاقتراب من تجمعاتهم أو تجمهرهم لأن ذلك سوف يفاقم المشكلة فاقتراب "العسكري" على حد قوله من أي تجمهر يؤدي إلى تصعيد الوضع وردات فعل ومثل هذه التبريرات وهذه المطالبة تجعلنا نتسائل حول ماهية العلاقة بين هذه الشخصيات الدينية وفي مقدمتهم يوسف الأحمد وفئة محتسبي معرض الكتاب .
9- معظم الذين يحدثون جلبة داخل المعرض لا يحملون بطاقات اثبات شخصية .

مما سبق يتبين لنا كيف كان حال هؤلاء أثناء تواجدهم في المعرض وهل ذلك يتوافق مع ما يدعونه من احتساب ? وللتوضيح فإن ما تضمنته المشاهدة الأولى يدل على أن الهدف الحقيقي من الحضور إلى المعرض على هذا النحو لا صلة له بدعوى الاحتساب لأن من كان يبتغي ذلك ونيته حسنة بإمكانه الحضور بمفرده والقيام بهذه المهمة مع اختلافنا بشأن أهمية دوره في ظل وجود جهة رسمية مكلفة بأعمال الحسبة على مدار الساعة وبالتنسيق مع الجهات الأخرى المشاركة كما أن هذا الحضور الجماعي مع انتهاج أسلوب الهيئة حتى قبل الدخول إلى المعرض وعدم التوقف يوحي للآخرين من أفراد الأمن المكلفين بعملية التفتيش الأمني أن هؤلاء ينتمون إلى جهة حكومية وهنا تفقد العملية التفتيشية جدواها .
أما المشاهدة الثانية فهي تعني أن هناك رغبة مستميتة في إعاقة فعاليات المعرض الثقافية والإعلامية وإلا كيف يمكن تفسير التجمهر حول الكتاب أو رجال الإعلام ومسئولي الوزارة واعتراض طريقهم وهم يشاركون في فعاليات معدة سلفاً بصرف النظر سواءً صاحب ذلك اعتداء أو تلفظ أو لا فمجرد إتباع هذا الأسلوب كفيل بتعطيل الفعالية أو تعكير صفو المشاركين ومنعهم من الظهور بشكل لائق وإتمام عملهم أو زيارتهم بنجاح ومن أكثر الأمثلة وضوحاً على ذلك ما حدث أثناء جولة وزير الإعلام في التاريخ المشار له أعلاه حيث لم يكن قادراً على التحرك إضافة إلى الضوضاء التي تم افتعالها ومنع الإعلاميين من التصوير بالرغم أنهم كانوا يقومون بعملهم الطبيعي في توثيق الجولة لذلك كان لزاماً على الجهات الأمنية أن تتدخل والسؤال ألم يكن من المناسب أن يتم احتسابهم بصورة أفضل كالذي حدث بعد التدخل الأمني الذي حرص على تنظيم الجولة وإبعاد التجمهر مع إتاحة المجال لشيخهم بالحديث مع معالي الوزير حتى أنهما أديا صلاة العشاء سوياً .
المشاهدة الثالثة تؤكد رغبة هؤلاء في استعراض عضلاتهم على ضيوف المملكة من أصحاب دور النشر الذين تم التصريح لهم وفسح كتبهم وذلك من خلال استفزازهم وتنفير الناس من الإقبال عليهم أو تعطيل حركة البيع والشراء القائمة وإلا لماذا لا يذهب هؤلاء بملاحظاتهم ومقترحاتهم صحت أو لم تصح إلى الجهة المعنية في وزارة الإعلام والمخولة بسحب أي كتب يتم الاعتراض عليها مباشرة ثم مصادرتها أو إعادتها في حالة عدم صحة الملاحظات .
أما المشاهدة الرابعة فهي تكشف لنا زيف إدعاءاتهم المتعلقة بإنكار المنكر لأنهم يستهدفون جميع النساء وبأسلوب محرج فمطالبة المرأة المحتشمة بالستر يلفت لها الأنظار ويسيء لها ويتسبب بالأذى النفسي كما أن هذا الأسلوب غير مطلوب في كل الأحوال على  افتراض أن المرأة كاشفة الوجه ارتكبت منكراً من وجهة نظرهم والأهم من ذلك قيامهم بدور ليس منوطاً بهم وهناك جهة كما ذكرنا معنية بالاحتساب وأفرادها معلومون كما أن هؤلاء يفتقرون إلى أبسط الشروط والمواصفات الواجب توفرها في المحتسب وهنا نتعجب من صمت هذه الجهة التي ترى كل ذلك وتعلم أن مثل هذه الممارسات سوف تحسب عليها من قبل الزوار الذين يعتقدون أن هؤلاء ينتمون لها كما أنني أعتقد أن هذه التصرفات تأتي في إطار المنكر الذي يجب النهي عنه والقبض على مرتكبيه واتخاذ الإجراءات المناسبة في حقهم .  
المشاهدة الخامسة تدل على أن هناك اتفاق جمعي بين هؤلاء وأن ما حدث لم يكن عفوياً أو بمحض الصدفة وأن النوايا لم تكن حسنة لأن منع الآخرين من التصوير في الوقت الذي هم يفعلون ذلك يؤكد أنهم يريدون التغطية على سلوكياتهم غير المنضبطة وإخفاء الحقيقة وإظهار فقط ما يريدونه أن يظهر للعلن من مقاطع حرصوا فيها أن يكون أسلوبهم أكثر تهذيباً ظناً منهم أن ذلك سوف ينطلي على ولاة الأمر وحتى يستثمروا الوضع لصالحهم من خلال اتهام الصحافة بالكذب والافتراء عليهم لاستدرار مشاعر الناس والتأثير فيها بذكر أمور لم تحدث وأيضاً كسب تعاطف مسئولي الدولة .
كما تشير المشاهدة السابقة حتى المشاهدة التاسعة إلى العديد من الحقائق أهمها أن هذه الفئة منظمة وهناك من يقف خلفها ويساندها ويحاول التغطية على أفعالها وتبريرها من خلال إثارة بعض المبررات الواهية أو المختلقة وإن وجدت بعض الملاحظات التي يمكن أن تحدث في أي مكان غير معرض الكتاب فهناك جهات معنية بالتعامل معها .
ومن الحقائق أيضاً أن هذه الفئة تناصب رجال الإعلام والأمن وأصحاب الفكر والقلم العداء على حدٍ سواء فالعاملون في مجال الإعلام يرصدون أخطاءهم وتجاوزاتهم ومنسوبي الأجهزة الأمنية يمنعونهم من الاستمرار في غيهم ويكبحون جماحهم وتتحطم أفكارهم الرجعية والضلامية على صخرة الفكر المستنير .
ومن وجهة نظري أن عناصر هذه الفئة والمنتمين للفئة الضالة وجه واحد لعملة واحدة فهؤلاء النواة الأساسية للإرهاب ووقوده الحقيقي والدليل على ذلك التشابه في الأسلوب المتبع من حيث الكذب والتهويل والإفتراء على الدولة ورجالها واتهامهم بملاحقة الدعاة والتضييق عليهم وكل هذا يأتي في صالح الشحن ضد الدولة ورجال الأمن والإعلام والتأثير في الرأي العام لكسب تعاطفه بالإضافة إلى سهولة تجنيد السذج من الشباب في جماعات معادية للدولة ومن الأدلة الملموسة على ذلك مقاطع الفيديو التي تم نشرها على اليوتيوب وتحديداً المقطع المسمى"معرض الكتاب وثقافة الحديد" والذي لم يتضمن جملة واحدة صادقة وحتى أكون أميناً في ما أعرفه تحديداً وهو كثير وأهم ما ورد في المقطع ... فكيف يجتمع الكذب وهو من الموبقات السبع مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ حيث كان المقطع عبارة عن اتهام باطل للجهات الأمنية فيما يختص بتعاملها مع هذه الفئة ناهيك عن التشهير بفتاة ووصفها بالتبرج والسفور بالرغم أنها كانت منقبة نقاباً ساتراً ولكن لأنها إعلامية أرادوا النيل منها وأعتقد أنهم في ذلك اليوم الذي شهد غزوتهم كانوا يعمدون لمضايقة عموم الحضور في المعرض حتى من النساء الزائرات والمحجبات لأنهم أرادوا تخريب المعرض وإن كان أصحاب هذه المقطع لم يصرحوا بأسماء محددة فقد فعلوا ذلك عبر ذكرهم لضباط أمن بالاسم واتهامهم بالتحيز إلى جانب الإعلاميين والإعلاميات في موقع الساحات السياسية ، وفي ذات المقطع أدعوا بأنهم نفذوا "أمر الله" وهذا فيه اعتراف واضح بقيامهم بما نفوه في تكذيبهم للصحافة من أعمال ليست ضمن اختصاصهم وهو أيضاً إشارة صريحة إلى أنهم يرون أنفسهم أوصياء على هذا البلد وان لهم الحق بالتدخل في شئون الجهات الرسمية الأخرى وهذا يؤكد ولو بشكل غير صريح أنهم يعتقدون أن هذه الدولة بإقامتها لهذه التظاهرة الثقافية تعارض شرع الله مما يستدعي تطوعهم وجهادهم لتنفيذ حكم الله ، وقد يعتقد البعض أن هذا التباهي وهذا الإدعاء ناتج عن شجاعة يتسم بها أصحاب المقطع والحقيقة أن الأمر عكس ذلك فمن يتحلى بالشجاعة لا ينكر أنه جاء للمعرض من أجل الاحتساب وخاصة إذا كان يظن أنه على حق ويقول أن زيارته للتسوق ثم يخرج على الناس عبر إعلامه المُظلِل ليقلب الحقائق مُدعياً أن الجميع شياطين أو منافقين أو متخاذلين وهو الملاك الطاهر .
ومن مقاطع اليوتيوب التي تتضمن إدعاءات كاذبة ذلك المقطع الذي يتحدث فيه يوسف الأحمد عن اعتقال المحتسبين في معرض الكتاب موجهاً حديثه لسمو أمير منطقة الرياض وهذا لعمري محض افتراء وتجني فكل من تم إيقافهم لم يكن ذلك بسبب الاحتساب على افتراض حسن النوايا ونُبل الهدف وسلامة الأسلوب وصحة هذا العمل والحاجة إليه وإنما كان هناك دعاوى مرفوعة ضدهم ولأنهم ليسوا من المكلفين بعمل الحسبة فتم إحالتهم إلى أقسام الشرط والبعض الآخر حاول إحداث شغب وفوضى وعدد المُحالين قلة مقارنة بالعدد الإجمالي أما من احتسبوا ولم يدعي عليهم أحد أو يحدثوا شغباً لم يتم اتخاذ إجراء بحقهم بالرغم من مشاهدة رجال الأمن لهم ووجود بعض الملاحظات ومن هؤلاء أصحاب مقطع "ثقافة الحديد ومعرض الكتاب" الذين بدلاً من أن يقدروا التعامل الراقي لرجال الأمن خرجوا علينا بهذا المقطع يسوقون التُهم جِزافاً ويتبجحون ببطولة زائفة لم تكن لديهم آنذاك وهم أبعد ما يكون عنها (ومن قولهم يرد عليهم) .
والحقيقة أنني أربأ بالدكتور/ يوسف من تعمد القول المنافي للواقع أو الإدعاءات الكاذبة وأناشده بالله أن يتحرى الحقيقة وأن يحسن الظن بالدولة ورجال الأمن كما يحسن الظن بتلاميذه أو مُدعي الحسبة إن كان الأمر كذلك فكلنا مسلمون وأبناء وطن واحد وإن كانت معايير الثقة أو المصداقية في الشكل والتظاهر بالالتزام فهذه مصيبة  لأنه بإمكان أي شخص فعل ذلك وخداع الناس وظلمهم والإساءة إلى جوهر الإسلام ... يجب الحكم على الأفعال لا الأشكال ... (اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ) .
ومن المفارقات أن صاحبات دور النشر التزمن بكل ما فرضه "الغازون" باستثناء تغطية الوجه حتى أنهن ارتدين العباية السوداء نزولاً عند رغبة هؤلاء وامتنعن عن البيع ولكن لم يجدي هذا نفعاً ، والعجيب والمستنكر أنهم لم يشيروا في المقطع على الإطلاق للتوجيهات التي قضت بمنع الإعلاميات من التواجد الدائم او القيام بأي أعمال إعلامية داخل المعرض إضافة إلى منع صاحبات الدور من البيع أو حتى التواجد داخلها وهذا يعني أنهم لا يريدون الإقرار بتجاوب ولاة الأمر مع مطالبهم التي يتحججون بها بعد كل غزوة لتبرير غوغائيتهم وتسلطهم على الناس وإن حاولوا التعبير عن ولائهم قولاً ، ومما يمكن أن يقال في هذا الشأن أن هذا التجاوب لا يعني أحقية المطالب فعمل الإعلاميات ليس مُنكراً وبيع النساء للكتب ليس مُحرماً وإن صدرت أي ممارسات من قبل أي منهن تخالف الآداب العامة فشأنهن شأن باقي النساء من حيث تطبيق الأنظمة الخاصة بذلك من قبل جهات الاختصاص .
وبناءً على هذه المعطيات التي تثبت بالدليل القاطع عدم وجود أي مسوغات لحالة الهرج والمرج والغوغاء التي سادت في يومهم المشهود والموعود من كل عام في مثل هذه التظاهرة الثقافية نستطيع الاستنتاج بأن كل ذلك كان فقط يستهدف تشويه الوجه الإيجابي لهذه التظاهرة وترهيب المعنيين بتنظيمها والمشاركين في فعالياتها وكافة الذين يرون فيها هذه الإيجابية من الزوار وأن لا علاقة للاحتساب بهذه الحالة المتكررة بأي حال من الأحوال .
وفي هذا السياق وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لرجال الأمن أرى أنه يتحتم على الجهات الأمنية وخاصة الأمن العام ممثلاً في شرطة منطقة الرياض أن تسارع إلى التحقق من صحة هذه الاتهامات (والتي نعلم مسبقاً عدم مصداقيتها لمعرفتنا بحقيقتها وكافة ملابساتها) وفي حال ثبوت صحتها تعمل هذه الجهات على مسائلة منسوبيها ومحاسبة كل من تورط في أي تجاوز قانوني متعمد أما إذا تبين عدم صحة هذه الاتهامات  يتم كشف الحقائق من خلال ما لديها من معلومات أمنية ووثائق بالصوت والصورة وشهادات رجال الأمن من أجل تفنيد إدعاءات هذه الفئة المحتسبة زوراً وبهتانا وتوضيح الإجراءات الأمنية التي تمت للسيطرة على الفوضى والشغب التي حدثت ومن الأهمية اتخاذ الإجراءات القانونية في حق أصحاب هذه المقاطع  .
ومن التدابير الواجب القيام بها مستقبلاً منع أي شخص لا ينتمي إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ممارسة دور الحسبة أو التحدث إلى أصحاب دور النشر بشأن ما تحتويه من كتب وإصدار توجيهات واضحة بإحالة من يقدم على ذلك إلى أقسام الشرط كونه منتحلاً صفة رجال الهيئة وأن يتم هذا الإجراء دون انتظار مدعي لأن معظم من يتعرضون للمضايقة يتعذر عليهم اللجوء إلى مكتب الشرطة في المعرض لأنهم يؤدون أعمالأ يصعب تركها أو تأجيلها فهم إما إعلاميين أو أصحاب دور نشر أو عوائل أو نساء يخجلن أو يخشين التقدم ببلاغ كما أن الكثيرين يعتقدون أن هؤلاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إضافة إلى أن تصرفات هذه الفئة الباغية تتجاوز حدود الضرر الشخصي فهي بمثابة انتهاك حق عام وتحدي سافر للدولة التي أتاحت الآلية المناسبة للاعتراض أو إبداء الرأي بشأن أي ملاحظة بل وتتجاوب معها وقد تضمن مقطعهم الأنف الذكر ما يدل على ذلك فهم أرادوا الإساءة ولكن أراد الله أن يجعل دليلهم هذا حجةً عليهم . 
قال تعالى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }
هذه الآية بمعناها العام تحث على العدل مع المشركين والكفار حتى في حالة عدوانهم فكيف هو الحال مع المسلمين وأبناء الوطن الواحد وهم لم يبادروا بالعدوان بل أُعتدي عليهم والتزموا فقط بتطبيق النظام فأين نحن من مضمون هذه الآية الكريمة .