أخبار العربية

المملكة أكبر من حقدك أيها المتسول الأحمق

وائل الأبراشي في برنامجه "الحقيقة" ولحلقتين متتاليتين يقول: دول الخليج ليست صديقة لأنها لم تدعم مصر مادياً بعد الثورة فهي لا تقدم المساعدات إلا بناءً على علاقتها بالحاكم ثم يقول: فلنلعب معهم سياسة مطالباً بالتوجه لإيران حتى تلهث هذه الدول خلف مصر ويدعي أن مصر حاربت إسرائيل دفاعاً عن الخليج ... نقول لهذا المدعي: حربكم لم تكن دفاعاً عن الخليج فكفى كذباً ومنةً بغير حق، كما أن هذه الحرب مضى عليها وقت طويل ودعم الخليج لمصر قديم وحديث وإن توقف بعض الوقت خلال هذه الفترة فهذا أمر طبيعي لعدم وجود حكومة مصرية مستقرة يمكن التعامل معها إضافة إلى أن هذه المساعدات ليست إلزامية وهي وإن كانت واجب إنساني وديني وعربي في الأزمات فهي في الأوقات الأخرى من المناسب أن تكون سياسية، وإن صدق الاتهام بأن هذه الدول أحجمت عن كرمها الزائد فعلى الساسة في مصر وقادة الرأي فيها من رجال الفكر والإعلام أن يبحثوا في الأسباب الحقيقية لذلك، أما التهديد بالتعامل مع إيران والتحالف معها لإجبار دول الخليج على الهرولة تجاه مصر وتقديم فروض الولاء والطاعة فهو في نظري غباء مركب ومثير للشفقة والسخرية لأن إيران أبداً لن تكون بديلاً مناسباً في أحسن أحوالها فكيف إن كانت محاصرة ومقاطعة إقليمياً ودولياً ومستقبلها في مهب الريح؟ وبناءً عليه فإن أي تحرك مصري في هذا الاتجاه ستكون نتائجه سلبية وأكثر سوءً ... والسؤال: كيف يقع إعلامي مصري يعتبر نفسه مثقفاً ووطنياً يحرص على مصلحة بلاده في مثل هذا الخطأ الفادح ؟ وبصرف النظر عن هذا الغباء المركب فإن هذا الإعلامي الذي يعاني من الأنا المصرية والتي لا مبرر لها على الإطلاق بالرغم من تسوله علناً يزعم أن ذلك ليس تسولاً وأن الشعب المصري لا يطلب إعانات أو مساعدات من أحد بل هذا هو حقه المشروع مكرراً أن هذا الشعب دفع دماءه في الحرب مع إسرائيل في الوقت الذي كانت الأموال تتدفق على الخليج وكأن هذه الدماء هي السبب في ثراء دول الخليج وليس النفط الذي أنعم الله تعالى به عليها دون فضل من أحد ولا منة وإن كان هناك فضل بعد الله سبحانه فهو للغرب وتحديداً الولايات المتحدة التي قامت بأعمال التنقيب في معظم مناطق المملكة واكتشفت هذه الخيرات المدفونة في باطن الأرض ثم ساهمت فنياً وهندسياً في حفر الآبار وإنشاء المعامل اللازمة للإنتاج والتصدير، وهذا لا يعني أنها فعلت هذا من أجلنا وإنما لحاجة مصانعها المدنية والعسكرية للنفط، ولكن أيضاً كلمة الحق يجب أن تقال. 
ومما يشار له أن الحلقة الثانية من البرنامج شارك فيها السفير السعودي/ أحمد القطان ويُحمد للرجل مثل هذه المشاركات في الإعلام المصري وتحديداً في البرامج التي تتناول العلاقة بين المملكة ومصر أو تتطرق لقضايا مواطنين مصريين مقيمين في السعودية، ولكن مشاركته في هذه الحلقة وإن كانت مقنعة ومنطقية إلا أنها مؤدبة جداً ومثالية وهذه سياسة تقليدية دأبنا عليها في التعامل مع المُسيئين ولم تجلب لنا إلا مزيد من التطاول والنكران، فقد كنت أتمنى على السفير بعد أن أوضح السبب في تأخر الدعم الاقتصادي للحكومة المصرية من حيث تحديد أولوياتها في هذا الدعم ومجالاته وتغييرها لأوجه هذا الدعم بعد أن تم الاتفاق حول جوانب معينة وطلبها تأخير المباشرة في الاستثمار والدعم لحين تحديد وترتيب الأولويات وفقاً لحاجة البلد ... أقول كنت أتمنى أن يرد على تبجح مقدم البرنامج الذي عاد وكرر وقاحته على مسمع السفير بالرغم من أدبه الجم وجوابه الشافي حيث كان الأحرى به أن يلجم هذا الحاقد المتسول ويسمعه كلاماً يليق بوقاحته دون أن يقلل من مكانته كسفير للمملكة وبدون إساءة لشعب مصر العظيم، وذلك بالقول أنه إذا لم يكن هذا الشعب بحاجة للمساعدات فلماذا تطلبها يا حضرة الإعلامي وتتحدث باسمه؟ ولماذا تنتقد المملكة وغيرها من دول الخليج على عدم الدعم أو التأخر في ذلك ؟ وأن يؤكد حقيقة عدم إلزامية هذا الدعم وأن ما قدمته المملكة من دعم مادي بدون مقابل يكفي وأن أوجه الدعم تشمل منح الأولوية للعمالة المصرية للعمل في المملكة، وهذا ثابت ولم يتغير بالرغم من الهجوم الذي تتعرض له المملكة من وقت لآخر من قبل الإعلام المصري وفي فترات متعددة من تاريخ العلاقة الثنائية بين البلدين، وأن يبين أن المملكة إن  قدمت المزيد فحباً وكرامة وليس رضوخاً لضغوط سياسية أو إعلامية إضافة أنه لا فضل لأحد على المملكة في ما تعيشه من رخاء مع التقدير الكامل لتضحيات الشعب المصري في الحرب مع الكيان الصهيوني والتي لم تكن دفاعاً عن الخليج، ولكن من أجل القضية الفلسطينية والأمن القومي المصري على حد سواء، وهذه التضحيات لم تكن حكراً على دولة أو شعب دون آخر فقد شاركت معظم الدول العربية في ذلك كلاً على حسب إمكاناته وقدراته آنذاك وإن كان لمصر دولة وشعباً النصيب الأكبر من هذه التضحيات فهذا عائد لأن احتلال إسرائيل لفلسطين يهدد أمنها القومي فهي في الجوار، كما أن حجم مصر وموقعها الجغرافي جعلها في الصدارة بالنسبة لهذه القضية، وبناءً عليه فلا يوجد أي مسوغ لمثل هذه الأكاذيب وهذه المنة التي لا محل لها من الإعراب.
 وخلاصة القول في مثل هذه المواقف أنه لا بد من الرد الشافي والحازم والذي لا يُظهِرنا وكأننا نطلب ود من يسيئون لنا أو نقدم لهم الاعتذار وكأننا مذنبون أو أنهم الأعلون ونحن الأقل منزلة ومكانة، أما مثل هؤلاء الحاقدون المتسولون فنقول أنتم ينطبق عليكم ما ورد في الحديث الشريف "عائل مستكبر" وقول الشاعر: "إلا الحماقة أعيت من يداويها" فأنتم مجرد أبواق مأجورة تسترزقون بالكذب والتدجيل وابتزاز الآخرين وتجيدون فن "الطرارة" عبر الأثير وعلانية وبدون خجل لأن الحياء منزوع عنكم وأعماكم الغرور فعميت أبصاركم وحسبتم أن أدب الآخرين ورقي تعاملهم وكرمهم ضعف وسذاجة وما أنتم إلا واهمون وحمقى فاستمروا في بلاهتكم وحقدكم يزيدكم الله تعالى ذلةً على ذلة وهواناً على هوان ويبقى الكرام على حالهم وخلقهم النبيل ويزيدهم المولى عز وجل رفعةً وعزة. 
   وفي كل الأحوال فمن حق حكومات دول الخليج اتخاذ الموقف اللازم من حيث كيفية وآلية الدعم الاقتصادي لأي دولة أو الامتناع عن تقديم هذا الدعم، وفي الحالة المصرية يجب الإشارة إلى ما تعرضت له معظم هذه الدول والمملكة تحديداً من اتهامات باطلة منذ سقوط النظام السابق فيما يتعلق بدعمها للثورة المضادة وغير ذلك من الإدعاءات المُضلِلة حتى وإن سلمنا جدلاً أن هذه الدول كانت تفضل بقاء نظام الرئيس حسني مبارك لسياسته الهادئة والحريصة على إقامة علاقة طيبة معها فهذا شأنها، ولا يعني أن تساق لها الاتهامات جزافاً بخصوص إثارة القلاقل والفتن داخل مصر، فهذا ليس من نهجها السياسي وخاصة إذا كان التغيير من اختيار أغلبية الشعب أو أصبح واقعاً معاشاً على الأرض، فهل المطلوب أن نعطي بسخاء لمن يتجنى علينا زوراً وبهتاناً أم نتريث حتى تتضح الصورة؟


                         
       


هناك تعليقان (2):

  1. المملكة دولة تعرف ماذا تفعل

    ردحذف
    الردود
    1. ولكن أيضاً المسؤلين فيها ليسوا ملائكة أو معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر، كما أنهم يعملون في إطار سياسة خارجية تتسم بالأدب المبالغ فيه وأحياناً الترفع عن الرد أو الرد بمثالية وهذه سياسة لا تتناسب مع بعض المواقف والأزمات ... شكراً لمشاركتك ،،،

      حذف

حاور برأي واعي وفكر مستنير وفقاً لمبدأ كل أمر يجوز فيه الإختلاف مالم يكن من الثوابت الشرعية وأختلف وناقش كيفما تريد ولكن في إلإطار الموضوعي وبعيداً عن التشخيص والتجريح وأعلم أن الإساءة ليست من دأب الكرام وهي مردودة على صاحبها وكل وعاءٍ بما فيه ينضح وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى{مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.