أخبار العربية

إحتفالية اليوم الوطني تحتاج إلى تفعيل في المدارس الأهليه


أشرت في مطلع مقال نشر في هذه الصحيفة في يوم الجمعة الموافق 9/9/1428هـ وذلك بمناسبة اليوم الوطني بأن هذا اليوم يعبر عن حدث تاريخي هام وملحمة بطولية أذهلت العالم أجمع، وتحدثت في خاتمة المقال عن التغيير الذي طرأ على الاحتفال باليوم الوطني لهذا العام والذي سبقه والمتمثل باعتباره هذا اليوم إجازة رسمية لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة، وتطرقت إلى ضرورة أن تتجلى في هذا اليوم الوحدة الحقيقية بين كافة فئات المجتمع لتكون بمثابة الإعلان الصريح للولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء، وبذلك تسقط كل الدعاوى المشككة والأقاويل المرجفة التي يرددها أصحاب النوايا السيئة والأهداف الخبيثة، وقد كانت آمالي كبيرة في ما يمكن أن يتم خلال الاحتفال باليوم الوطني وتحديداً في كيفية تعامل وسائل الإعلام مع هذا الحدث الكبير من حيث التغطية البرامجية، وأيضاً الأنشطة والفعاليات التي من المناسب أن تقيمها المدارس، ولكن ومع بالغ الأسى والأسف لم يكن الواقع الفعلي بحجم هذه التطلعات فلم نشاهد برامج تلفزيونية تتوازى مع القيمة التاريخية لهذا اليوم، وأعني بذلك البرامج التي تتضمن مواد تحكي للجيل الحاضر عظمة الرجال الذين ناضلوا وجاهدوا وانتصروا على زمر الشر والظلام فكونوا دولة الخير والنور والعدل والسلام، أما المدارس وخاصة الأهلية منها فلم تعر هذه المناسبة أي اهتمام باستثناء البعض منها ولم يرقى هذا الاهتمام إلى المستوى المطلوب.
ومما يؤكد ذلك وقد أحدث أثراً سلبياً في نفسي أنني توجهت بولدي إلى المدرسة الأهلية التي يدرسان فيها وهما مازالا في المرحلة الابتدائية وكنت قد شرحت لهما بشكل مبسط ماهية اليوم الوطني وسيرة مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك /عبدالعزيز آل سعود "طيب الله ثراه" وقد دخلا إلى المدرسة يرتديان القبعة الخضراء ، وازدانت ثيابهما بصورة المليك وولي عهده" حفظهما الله" أما الأعلام والوشاح فقد أستأذنتهما بتركها في السيارة، وأبلغتهما بكل ثقة ويقين بأن الأساتذة سيتحدثون لهما عن هذا اليوم وماذا يعني ثم انصرفت، وعند عودتي من العمل سألتهما عن مظاهر الاحتفال في المدرسة أو أي دلالة على عيد الوحدة والسيادة والشموخ فكانت الإجابة بالنفي المطلق إلا أن أحدهما ذكر لي بأن الأستاذ طلب من التلاميذ الذين أحضروا أعلام الوطن بألا يصطحبوها معهم في اليوم التالي، وهذا الطلب مقبول وبديهي ولا اعترض عليه لو خالطه أو سبقه أو تلاه أي حديث عن اليوم الوطني، وفي مقابل ذلك أخبرتني ابنتي التي تدرس في الصف الثاني الابتدائي في إحدى المدارس الحكومية بأن المعلمة رددت معهن بعض الأناشيد الوطنية أي أن الحال أفضل بقليل مما سبق، والسبب من وجهة نظري أن معلمي المدرسة الأهلية لا ينتمون لهذا الوطن، ويفتقدون المشاعر التي تخالج أحاسيسنا ولهم في ذلك العذر، ونحن نتفهم هذا الأمر ولكن أين كانت إدارة المدرسة ذات الهوية السعودية والتي حسب علمي أنها لابد أن تكون تلقت تعليمات من وزارة التربية والتعليم لإحياء هذه المناسبة بالرغم من أن مثل هذا الأمر لا يتطلب إي تعليمات فهو شعور وطني من الأحرى أن يتمتع به الجميع، وبناءً على المعطيات السالفة فإن هذا الاحتفال على ما فيه من إيجابية فإنه يحتاج إلى مزيد من الإثراء والتفعيل حتى يحقق الهدف المنشود منه، وفي هذا السياق قد يقول قائل أن المظاهر الاحتفالية التي تمت كافية وهنا قد يكون ذلك صحيح لو كان اليوم الذي تأسست فيه المملكة يوماً عادياً تحقق بضربة حظ أو عن طريق الصدفة وبدون عناء أو مشقة، ولكن هذا اليوم كان نتاج تضحيات جسام وأعمال بطولية هي بحق وسام شرف على صدر كل مواطن سعودي وترتب عليها بناء وطن من العدم، وطن يحوي في جنباته كل مظاهر التطور الإنساني، وهكذا لزاماً على المخلصين من أبناء المملكة أن يحتفلوا بيوم الخلاص ويوم النصر ويوم العز والكبرياء يوم ولادة هذا الوطن المترامي الأطراف والكبير بإنجازات رجاله الأفذاذ الأشاوس احتفالاً يليق شكلاً ومضموناً بعظمة هذا اليوم ومكانة الرجال الذين لولا همتهم وبسالتهم وحنكتهم بعد عون المولى عز وجل لما تهيأ لنا أن ننعم بما نحن فيه من أمن وأمان ورغد في العيش ورخاء وازدهار، فإلى الأمام يا وطن العز والفخار يا وطناً ترخص في سبيله كل التضحيات- نقسم بمن كرمك بالحرمين الشريفين وحباك بالخيرات بأن نذود عن أرضك وسماءك وبحارك بالغالي والنفيس ونحتفل بأيامك مرددين عشت يا موطني فخراً للمسلمين، ورفرفت رايتك عالية خفاقة على مر السنين وعاش المليك للعلم والوطن.

المقال أعلاه نشر في صحيفة الوطن بالعدد (2558) وتاريخ 19/9/1428ه.

هناك 7 تعليقات:

  1. فاقد الشيء لايعطيه وهؤلاء وافدون لايمكن أن يشعروا بأهمية هذا اليوم العظيم والعزيز على كل مواطن سعودي .

    سلطان السبيعي

    ردحذف
  2. الصراحه حتى المواطن السعودي لايشعر بأهمية هذا اليوم لأننا لم نتعود على الإحتفال باليوم الوطني

    محمد العتيبي

    ردحذف
  3. كنت وبكل صراحة لا أهتم باليوم الوطني وأعتبره يوم عادي

    ولكن ما قرأته جعلني أعيد النظر في الأمر

    ومعك حق يجب أن نجعل اليوم الوطني يوم لا مثيل له

    لما بذله أسلافنا من الجهود في توحيد البلاد

    لا أقل ولا أكثر

    ردحذف
  4. سلطان السبيعي ـ محمد العتيبي ـ هآوي فلسفه شكرا على هذا التفاعل الإيجابي والمشاركه الرائعه,,,,

    ردحذف
  5. صحيح ياابي العزيز لم يشرح لنا المدرسون اي شيء يتعلق باليوم الوطني بالرغم اننا احضرنا مايعبر عن فرحتنا ولكن لم يهتموا وطلبوا منا رمي الاعلام

    ردحذف
  6. السلام عليم ورحمة الله وبركاتة

    ومبارك عليكم العشر الأواخر

    اخي الكريم فهدالفراج

    الله يعلم اني من محبين قراءة مقلاتك التي تنشر في الصحف
    أخي قلمك مميز وحروفك رائعة دائماً مقلاتك بوابة للفكر والحوار
    دمت بألف خير

    ردحذف
  7. الله يبارك فيك وزيارتك مدونتي ياأختي أم مهند شرف لي وإعجابك بما أكتبه وسام فخر أعتز به ....دمتِ ودام تواصلك وتقبلي جزيل إمتناني،،،،،

    ردحذف

حاور برأي واعي وفكر مستنير وفقاً لمبدأ كل أمر يجوز فيه الإختلاف مالم يكن من الثوابت الشرعية وأختلف وناقش كيفما تريد ولكن في إلإطار الموضوعي وبعيداً عن التشخيص والتجريح وأعلم أن الإساءة ليست من دأب الكرام وهي مردودة على صاحبها وكل وعاءٍ بما فيه ينضح وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى{مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.