أخبار العربية

إيمان والأجندة الإيرانية !

في الوقت الذي تتعامل فيه المملكة مع قضية إيمان بنت أسامة بن لادن بكل رقي وإنسانية وتنأى بها عن أي تجاذبات سياسية أو إعتبارات أخرى تفرضها طبيعة" الإستضافة الإيرانية "وصفة والد إيمان الذي تحول من مجاهد بطل إلى إرهابي منبوذ ومطارد نجد الطرف الإيراني وإن أظهر في العلن أنه سوف يسهل مغادرة هذه الفتاة المغلوب على أمرها لأراضيه بعد أن ضاقت ذرعاً بحياة الغربة والتشرد وعين المضيف الرقيب إلا أنه في الواقع والحقيقة يضع الكثير من العقبات والعوائق أمام تحقيق رغبتها البريئة في العودة لأرض الوطن ولو لم يكن الأمر كذلك فما الذي يفسر هذا التأخير المتعمد فكل الشواهد تؤكد هوية الفتاة وأسرتها تطالب بتقديم المساعدة لها وتمكينها من المغادرة والمملكة وهي الجهة التي سوف تتحمل تبعات ومسئولية إحتضان هذه الفتاة في حالة وجود أي تداعيات لذلك ترحب بالقيام بهذه المهمة وهكذا فإنه لامبرر على الإطلاق لهذا التعنت الإيراني في قضية إنسانية إلا إذا كانت الدوائر المعنية في إيران ومن منطلقات أمنية تخشى مما قد يترتب على خروج هذه الفتاة من "السجن" عفواً قصر الضيافة الإيرانية الذي أستقبل الكثير من عناصر القاعدة وقياداتها الهاربة من جحيم" تورا بورا" ليس حباً فيهم أو تكريماً لهم وإنما لتنفيذ أجندة خاصة وإستخدامهم كأوراق يتم اللعب بها لتحقيق أغراض مشبوهة وبهدف زعزعة الأمن والإستقرار في المناطق التي لا تخضع لهيمنته ونفوذه من أجل جني مكاسب سياسية تخدم مشروعه التوسعي إن أرضاً أو فكراً وبالتالي فهو يخشى إفتضاح أمره وإكتشاف الآلية التي تعامل بها مع عناصر وقيادات هذه المنظمة الإرهابية وتقديم الملاذ الآمن لهم وإن لم تكن إيمان ضمن هذه العناصر وفقاً لصفتهم الإرهابية لكنها بالتأكيد لم تصل للأراضي الإيرانية بمفردها وإنما بمعيتهم وبعلم وتنسيق مسبق مع السلطات الأمنية وإن كانت هذه السلطات تتحجج بأن هذه العناصر والقيادات دخلت في غفلة من الزمن وفي وقت التدفق الهائل لللآجئين الأفغان أثناء الهجوم الأمريكي على أفغانستان فأعتقد أن الوجوه العربية كانت أقل مقارنة بالأفغانية ويمكن تمييزها بسهولة ثم أن بقاء هذه العناصر وقياداتها المعروفة لسنوات في إيران لا يمكن أن يتم في غفلة من الأعين الأمنية والذراع الإستخباراتية في هذا البلد والتي يعلم الجميع كم هي قادرة على رصد وإكتشاف وجود مثل هذه العناصر حتى وإن كانت في مناطق نائية فكيف بها وهي توجد في مدن رئيسية مثل العاصمة طهران وهذه الحقائق غير قابلة للجدل أو الإستفاضة في إثباتها والتدليل عليها ولكن مانود التركيز عليه يتمحور في دلالات لجوء أختنا إيمان لسفارة بلادها في إيران فمن أرشدوها لذلك يعلمون علم اليقين حكمة القيادة السعودية ومواقفها النبيلة في التعامل مع أبناءها وإن أساءوا لها وأخطأوا في حقها فهي الأم الرحيمة بهم والحضن الدافئ لهم كما أنهم يدركون تماماً أنها لا تأخذ أحداً بجريرة الآخر وقادرة بعون الله على حمايتهم إذا أقتضت الحاجة في أحلك الضروف وأشدها قسوة وقد سعدنا وعانقت هاماتنا عنان السماء ونحن نستمع لأمير الدبلوماسية الذي شعرنا بصدق مشاعره المعهود وهو يتحدث بإقتضاب عن قضية إيمان في أحد المؤتمرات الصحفية ومدى حرصه على إنهاء معاناتها بأسرع وقت ممكن وأمام هذا الموقف الشهم وغير المستغرب من رجل المهمات الصعبة لابد أن يقف المرء إجلالاً وإكباراً لهذا الرجل ويفخر أي مواطن سعودي بتربعه على رأس الدبلوماسية السعودية إضافة إلى فخره دائماً وأبداً بإنتمائه لهذا البلد العظيم برجاله الأفذاذ وتحديداً على المستوى الإنساني والأخلاقي والإلتزام بالمبادىء السامية فبالرغم مما تتسم به كواليس السياسة ودهاليزها من أدوار قذرة إلا أن المملكة والحمدلله تتقن فن التعامل معها بيد نظيفة ووجه صادق خالي من الإبتسامات الصفراء فلله درك ياسمو الأمير وحفظ الله بلادنا من كل سوء وأدام عزها ومجدها ولعِيناك ياإيمان وقريباً ستطأ قدماك أرض الوطن بإذنه تعالى وسنبتهج جميعاً بسلامتك فمرحباً بكِ بعد طولِ غياب وعوداً حميداً.
نشر هذا المقال في صحيفة الرياض بالعدد رقم (15174) في يوم السبت 23/1/1431ه الموافق 9/يناير/2010م .

هناك 15 تعليقًا:

  1. كيف حالك اخوي فهد والله يخلصها من ايديهم ويرجعها سالمه
    فتون العنزي

    ردحذف
  2. لعيناك ولعيونك ونفداك ياايمان وابشري بعزك ولعنة الله على اعداء الاسلام
    ناصر القحطاني

    ردحذف
  3. الموت دونك وما نسمح لاحد يلمس شعره من راسك ومايضام من لجا لحكامنا أخوان نوره - سلطان السبيعي

    ردحذف
  4. ياخوفي ياكاتبنا تخيب ظنونك.
    خايف ماترجع

    ردحذف
  5. ان شاالله ترجع ولا تخاف هذي وراها رجال ماينداس لهم على طرف .
    سعودي - أحمد الهاجري

    ردحذف
  6. نتمنى انها تتخلص من السجن الايراني الكبير وغذا رجعت او لم ترجع فموقف الامير سعود والمملكة شي يرفع الراس


    بدر الحربي

    ردحذف
  7. نعم وراها رجال ورايح يخلصونها ويعيدوها لارض الوطن بعون الله .
    عبدالله نصار البلوي

    ردحذف
  8. ايمان أسامة بن لادن نسأل العزيز القدير ان يردك ردا جميلا ويحميك من نواياهم الخبيثة ومخططاتهم الشريرة


    مسلط الشمري

    ردحذف
  9. تسلم أستاذي على المقال الرائع والمشاعر الانسانية الجميلة والسعود مايتخلون عن اللي يطلب فزعتهم فهم اهل النخوة والجود

    نجود السبيعي

    ردحذف
  10. الأخت/فتون والأخت/نجود والأخوان ناصر وسلطان وخايف ترجع وأحمد وبدر وعبدالله ومسلط كل التقدير لتفاعلكم القيم ومشاركتكم الهادفة ونأمل أن تتحقق أمانينا في خلاص بنت المملكة إيمان وأن تعود إلى وطنها معززة مكرمة وتقبلوا خالص تحياتي,,,

    ردحذف
  11. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  12. الله يسمع منكم يدي على قلبي خايف يكون كلام اخونا خايف صحيح اكثروا الدعا يامسلمين
    سعود الراشد

    ردحذف
  13. المشكله لم نعد نسمع عن ايمان وفيه تكتم على اخبارها عسى ماتصير نسيا منسيا # تركي الغامدي

    ردحذف
  14. انا اليوم قرأت المقال في الرياض وسوف اكو متابع جيد للمدونة وانشالله نشوف مقال ثاني بعد ما تتحرر ايمان سامي العنزي

    ردحذف
  15. الأخ/سعود الأمل بالله كبير ثم بجهود وزير الخارجية..الأخ/تركي أطمئن لن تكون نسياً منسيا ولكن العمل بهدوء وبعيداً عن صخب الإعلام قد يكون أفضل..الأخ/سامي الله يسمع منك....شكراً لكم جميعاً على التواصل الهادف والمشاركة الإيجابية وتقبلوا بالغ مودتي وجزيل إمتناني,,,

    ردحذف

حاور برأي واعي وفكر مستنير وفقاً لمبدأ كل أمر يجوز فيه الإختلاف مالم يكن من الثوابت الشرعية وأختلف وناقش كيفما تريد ولكن في إلإطار الموضوعي وبعيداً عن التشخيص والتجريح وأعلم أن الإساءة ليست من دأب الكرام وهي مردودة على صاحبها وكل وعاءٍ بما فيه ينضح وتذكر قول الحق سبحانه وتعالى{مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.